وزراء التعليم العرب يختتمون مؤتمرهم بـ«إعلان القاهرة»: تعهد بمواصلة الإصلاح في إطار الهوية.. ومطالبة بأن يشمل التحديث العالم كله

بهاء الدين يرد على الانتقادات: مشاركة السفيرالأميركي لا تعني تعرضنا للضغوط

TT

في ختام «المؤتمر العربي للتعليم» تعهد وزراء التعليم العرب بالمضي في الاصلاحات في التعليم بالدول العربية. وقد أصدر المؤتمر أمس بالعاصمة المصرية وثيقة أطلق عليها اسم «إعلان القاهرة» شددت على ان «الرؤية المستقبلية للتعليم العربي ترتكز على استراتيجبة تتحقق فيها معايير المدرسة الفعالة التي تضمن لكل طفل عربي الوصول الى التميز في التعليم وان تتحقق للمعلم المهنية الكاملة. ودعت الوثيقة إلى ضرورة استمرار عملية تطوير المناهج الدراسية».

وكان المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام قد عقد برئاسة وزير التعليم المصري حسين كامل بهاء الدين، وشاركت في تنظيمه منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو).

من ناحية أخرى، طالب إعلان القاهرة بـ«التطوير والتحديث التربوي النابع من العقيدة والقيم والهوية استجابة للمتطلبات القومية».

غير أنه دعا في الوقت نفسه إلى حتمية «أن يشمل التطوير والتحديث والاصلاح العالم كله، ويؤدي في النهاية الى سيادة السلام الشامل والعادل وفق قرارات الشرعية الدولية واحترام حقوق الانسان واستقرار العدل والقانون وعدم الازدواجية في المعايير».

كما اكد ان عملية التحديث يجب ان تأتي «من الداخل» مع الاستعداد لتبني اختبارات انسانية ناجحة من العالم.

وتجنب المؤتمر الاشارة الى مبادرات الاصلاح الخارجية التي تطالب بتطوير التعليم، وخاصة خطة إصلاح الشرق الاوسط وشمال افريقيا المقرر طرحها خلال قمة الثماني والتي تتركز أغلب نقاطها حول التعليم واصلاحه.

وفي الكلمة الختامية اكتفى وزير التعليم المصري الدكتور حسين كامل بهاء الدين بالتأكيد على ان الجميع «في حاجة ماسة الى تطوير تربوي نابع من الذات وهو التطوير الذي يحافظ على الهوية ويبنى على الذات الانساني الذي يعمر الارض ويحافظ على الزرع والضرع ويحترم الحرمات ويصون المقدسات».

غير أن منظمي المؤتمر لم ينجحوا في القضاء على مخاوف بعض المشاركين التي ربطت بين عقد المؤتمر والاصلاحات التي يطالب الاميركيون بتنفيذها في المنطقة.

وقال بهاء الدين في مؤتمر صحافي ان المؤتمر ليس ردا على طلب محدد، مشيرا الى ان العالم العربي يعتبر ان تحديث نظامه التعليمي ضرورة، والى ان مرحلة فرض آراء الآخرين وبرنامج اصلاحاتهم على الدول العربية انتهت.

ويذكر أن عددا من السفراء الغربيين، بينهم السفير الاميركي في القاهرة ديفيد ويلش، شاركوا في المؤتمر.

وخلال المؤتمر الصحافي تعرض الوزراء العرب لانتقادات بسبب دعوة السفير الاميركي. ورد الدكتور بهاء الدين بأن المؤتمر وجه الدعوة لعدد من السفراء وخبراء التعليم الأجانب وقال« ذلك لا يعني اننا نواجه ضغوطا في تحديث وتطوير التعليم في الوطن العربي».

ومن ناحيته أعلن الدكتور علي سعد، مقرر المؤتمر ووزير التعليم السوري ،مؤكدا ان العرب «لن يقبلوا أي تدخل خارجي في تطوير التعليم سواء بالتصريح أو بغيره. ويجب ان نعترف بالتعاون المثمر لان التطوير يقوم على اساس التعاون».

وأوضح ان المجتمع العربي حاليا يرفض أي نماذج تفرض عليه مثل نماذج الدول التي تعمل على التهديد واعلان الحرب على الدول العربية (يقصد أميركا) مشيرا الى ان هذا النموذج مرفوض تماما ولا يمكن قبوله.

وأضاف الدكتور علي الشرهان، نائب رئيس المؤتمر ووزير التعليم الاماراتي، ان الدول العربية بدأت عمليات التطوير والاصلاح منذ سنوات. وقال «نحن في الامارات بدأنا منذ 7 سنوات، لذلك يجب ان نسلط الضوء على البؤر المضيئة في الدول العربية والتي حققت نجاحا كبيرا».