إصابة 7 شرطيين أفغان في انفجار قنبلة بولاية ننغرهار واتهام طالبان بقتل خمسة من منظمة «أطباء بلا حدود»

TT

اصيب سبعة من رجال الشرطة الأفغان امس في انفجار قنبلة في مركز للشرطة بولاية ننغرهار في شرق البلاد. واعلن امير خان لايوال، وهو مسؤول في شرطة الولاية، ان القنبلة زرعت في هدية ـ عبارة عن كتاب ضخم ـ مرسلة لرئيس شرطة المدينة مالك عمر وانفجرت في وقت مبكر من صباح امس في المقر العام للشرطة في منطقة خوجياني على بعد حوالي 100 كيلومتر شرق كابل. وأضافت الشرطة أن القنبلة وضعت داخل صندوق قدم على انه هدية لعمر الذي كان يرأس اجتماعا خارج مكتبه في ذلك الوقت.

واوضح الناطق باسم حاكم الولاية عبد الوكيل عتق ان العبوة انفجرت وسط مجموعة من رجال الشرطة فأصيب سبعة، ثلاثة منهم بجراح خطيرة. وقال ان الانفجار كان قويا ودمر الابواب والنوافذ في القاعة التي كان يوجد فيها الضحايا. وكان نائب مدير شرطة جلال اباد، عاصمة ولاية ننغرهار، حاجي عجب شاه، قد قتل الثلاثاء في انفجار قنبلة زرعت تحت كرسيه في مكتبه. ووقع انفجار امس بعد أن قتل بالرصاص ثلاثة من العاملين الاجانب واثنان من العاملين المحليين في منظمة أطباء بلا حدود في اقليم بادغيس في شمال غرب البلاد مما أبرز مخاوف أمنية قبل الانتخابات التي ستجرى في سبتمر (ايلول).

وألقت الشرطة على مقاتلين من نظام طالبان السابق مسؤولية الهجوم وكذلك التفجيرات غير الدقيقة التي استهدفت الحكومة وبعض مكاتب هيئات الاغاثة في الاقليم في نفس الفترة. وأعلنت طالبان، التي أطاحتها قوات بقيادة أميركية في أواخر عام 2001، مسؤوليتها عن قتل عمال الاغاثة لاتهامها بمساعدة الجيش الاميركي تحت ستار العمل الانساني.

ويقول محللون ان تصاعد العنف مؤخرا في أفغانستان يأتي في اطار محاولة من طالبان وحلفائهم من المتشددين لافساد الانتخابات. وقالت الامم المتحدة انها أوقفت عملية تسجيل الناخبين في بادغيس الى حين مراجعة الوضع الامني هناك. وكان من المقرر اجراء الانتخابات الافغانية في بادئ الامر في يونيو (حزيران) لكن أعمال العنف التي أسفرت عن سقوط أكثر من 700 قتيل منذ أغسطس (اب) الماضي دفعت الرئيس حميد كرزاي لارجائها الى سبتمبر (أيلول).

وقال قائد الشرطة المحلية امير شاه نائب زاده امس ان طالبان مسؤولة عن مقتل العاملين في الفرع الهولندي لمنظمة «اطباء بلا حدود» منهم ثلاثة اجانب في كمين نصبته اول من امس.

واوضح نائب زاده ان «رجلين كانا يركبان دراجة نارية اوقفا دراجتهما امام سيارتهم وارغماها على التوقف». واضاف ان «المهاجمين فتحا النار على السيارة فقتلا ركابها الخمسة على الفور ثم ألقيا قنبلة يدوية قبل ان يلوذا بالفرار».

واتهم قائد الشرطة الاقليمية عناصر طالبان وقال: «لم يسرق اي شيء، هذا ليس عمل لصوص. نحن متأكدون مائة في المائة انه عمل طالبان والقاعدة». ونصب الكمين على طريق فرعية على بعد عشرين كيلومترا من بلدة قادس في الاقليم الذي يحمل نفس الاسم.

وكانت منظمة اطباء بلا حدود قد اعلنت مساء اول من امس في بيان لها مقتل ثلاثة متطوعين دوليين هم امرأة بلجيكية منسقة للمشروع ومواطن هولندي مكلف بجانب الامداد والتموين وطبيب نرويجي. والقتيلان الآخران افغانيان هما السائق والمترجم.

واثار الهجوم استنكارا كبيرا بين الوكالات الانسانية. وأدان الناطق باسم الامم المتحدة مانويل الميدا اي سيلفا «بأشد العبارات هذا العمل المأساوي المرفوض بتاتا والذي ارتكب في حق الاسرة الانسانية». وقال ان «الوضع تطور بشكل سلبي خلال الاشهر القليلة الماضية ومع الاسف جاء الهجوم على اطباء بلا حدود لتاكيد هذا التحليل».

وفي بروكسل قال وزير الخارجية البلجيكي لوي ميشال في بيان له: «من غير المعقول شن هجمات على عمال انسانيين في وقت يعمل هؤلاء كمتطوعين في شروط صعبة للغاية في افغانستان». واشار الى ان بلجيكا «تقف في الخط الامامي في الجهود الدولية التي تبذل من اجل افغانستان مستقرة ومزدهرة. وسنواصل بدون كلل عملنا لمصلحة الشعب والسلطات».

من جهته قال الرئيس كرزاي في لقاء مع صحافيين: «انه امر محزن جدا ونأسف لذلك». ويثير مقتل الموظفين الخمسة في اطباء بلا حدود تساؤلات كثيرة حول استمرار العملية الانتخابية بشكل عادي خصوصا مع عملية احصاء وتسجيل نحو عشرة ملايين ناخب التي ما زالت جارية استعدادا للانتخابات الرئاسية والتشريعية بعد ثلاثة أشهر.

وقد علقت سائر عمليات تنقل موظفي الامم المتحدة في الولاية حتى اشعار جديد كما اغلقت مواقع تسجيل الناخبين امس. وتقع ولاية بدغيس الحدودية مع تركمانستان على بعد نحو 500 كيلومتر غرب كابل. وهي تعتبر آمنة نسبيا ولم تطلها حتى الان موجة انعدام الامن التي تطال بشكل خاص جنوب البلاد وشرقها.