القواعد الروسية في جورجيا وتوسع الناتو وراء رفض بوتين حضور قمة الحلف

TT

جاءت الأنباء القائلة ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يشارك في القمة المرتقبة في اسطنبول لرؤساء بلدان الناتو وروسيا على خلفية احتدام الموقف حول القواعد الروسية في جورجيا وما يقال حول غضب موسكو من موقف الولايات المتحدة بهذا الشأن. وثمة من يقول ان الرئيس الروسي سبق ان واجه مشكلة ضرورة الاقرار بعدالة مطالب جورجيا بجلاء القواعد الروسية إبان عمله رئيسا للوزراء في قمة اسطنبول عام 1999 ولم ينقذه من ذلك المأزق سوى الرئيس السابق بوريس يلتسين الذي تولى الرد مطالبا بمراعاة عدم توسع الناتو على مقربة مباشرة من الحدود الروسية.

وكانت موسكو قد اعلنت أخيرا تمسكها بضرورة ان يبدأ الاعضاء الجدد في حلف الناتو عملية التصديق على معاهدة تقليص القوات والاسلحة التقليدية في وسط اوروبا، خاصة بعد انضمام دول البلطيق الثلاث ـ استونيا ولاتفيا وليتوانيا ـ فضلا عن سلوفينيا التي لم توقع المعاهدة ومن ثم فهي غير ملزمة بعدم نشر قوات واسلحة اضافية في اراضيها.

ويذكر ان روسيا تصر على انضمام هذه البلدان إلى المعاهدة او على اقل تقدير التزامها بمبادئها الاساسية في الوقت الذي يصر فيه الناتو على ربط حل كل القضايا المعلقة بجلاء القواعد الروسية عن جورجيا ومولدوفا. وقالت المصادر ان كولين باول وزير الخارجية الاميركي اشار في ختام مباحثاته مع نظيرته الجورجية الفرنسية الاصل سالومي زورابيشفيلي إلى ان الوقت قد حان الوقت لكي تضطلع روسيا بالتزاماتها الدولية واجلاء قواعدها من جورجيا. وأعرب الوزير الأميركي عن شكره للرئيس ميخائيل ساكاشفيلي لمساهمة وحدات من بلاده في قوات التحالف في العراق. وكانت الخارجية الروسية قد قالت انها اوضحت موقفها اكثر من مرة في مباحثاتها مع باول. ونقلت «الصحيفة المستقلة» الروسية عن احد مصادرها قوله: «اذا كان باول يقصد تنفيذ اتفاقات اسطنبول فان هذه الاتفاقات لا تحمل طابع الالزام». وقد جاءت هذه التطورات مواكبة لمناقشة مجلس الدوما للاوضاع في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا بمشاركة ممثلي وزارة الخارجية وعدد من المؤسسات الروسية الاخرى بينما حذرت وزارة الخارجية الروسية تبليسي من مغبة تصعيد الاوضاع في المنطقتين.

وكانت الوزارة قد اشارت إلى ان خطورة الاوضاع الراهنة «تنذر باندلاع العنف واراقة الدماء». وقالت ان الجانب الجورجي «يتحمل كامل المسؤولية عن هذا الوضع». واشارت وكالة انباء «ايتار تاس» نقلا عن مصادر الخارجية الروسية إلى ان تصرفات الاجهزة الجورجية في اوسيتيا الجنوبية «تقف على طرفي نقيض من الاتفاقيات الدولية المعقودة وتزيد من التوتر القائم». وقالت انه على الرغم من تصريحات تبليسي «تتواصل الاعمال الاستفزازية من جانب السلطات الجورجية وهو ما يمكن ان يسفر عما لا تحمد عقباه». وكانت ساندرا رولوفس قرينة الرئيس الجورجي، الهولندية الاصل، قد قامت بزيارة مفاجئة لاحدى القرى الواقعة داخل حدود اوسيتيا الجنوبية متجاهلة بذلك الرأي العام والقيادة الرسمية للجمهورية ذات الحكم الذاتي. وقال المتحدث الرسمي باسم لجنة الصحافة والاعلام في اوسيتيا الجنوبية ان الجانب الاوسيتي اتخذ قرار الامتناع عن اسقاط المروحية التي كانت تستقلها قرينة الرئيس الجورجي. وأشار الى ما اسماه «الطابع الاستفزازي لسلوك قرينة الرئيس».

وقد اقدمت رولوفس على هذه الخطوة بعد احتجاز موكبها على الحدود وكانت تقصد بلدة تاماراشيني برفقة عدد من الفنانين والمغنين للمشاركة في الاحتفالات باليوم الدولي لحماية الاطفال. وقالت المصادر ان قوات الامن الخاص حالت دون مرور الموكب الرسمي والوفد المرافق له فيما قامت بمحاصرته. وهو ما كان ينذر بمواجهة مع الحرس الشخصي وما دفع قرينة الرئيس إلى اتخاذ قرار استخدام المروحية الخاصة للوصول إلى مقصدها.