النجف: أنصار الصدر يمنعون القبانجي من إكمال خطبة الجمعة بعد انتقاده للمرجعية الإيرانية

TT

النجف ـ أ.ف.ب: منع انصار مقتدى الصدر زعيم ميليشيا «جيش المهدي» امس الشيخ صدر الدين القبانجي من اكمال إلقاء خطبة الجمعة في مرقد الإمام علي في النجف وذلك عبر مقاطعته بالهتاف باسم الصدر اثر توجيهه انتقادات للمرجعية الشيعية في ايران بسبب سكوتها على ممارسات «جيش المهدي» في المدن الشيعية المقدسة.

فبعد ان بدأ القبانجي، وهو من العناصر القيادية في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بقيادة عبد العزيز الحكيم، بإلقاء خطبته، راحت مجموعة من الشبان من انصار الصدر يرتدون قمصانا تحمل شعار «جيش المهدي» يرددون بصوت مرتفع «اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد» و«مقتدى، مقتدى، مقتدى». وراحوا يهتفون «يا الله، يا محمد، يا علي، انصرنا» وهم يدخلون ويخرجون من الصحن الحيدري، فاضطر الخطيب اخيرا الى التوقف عن الحديث بعد ان انتقد بشدة المرجعية الشيعية في ايران، في حين تجمع عدد كبير من عناصر ميليشيا الصدر في الخارج مدججين بالسلاح.

وقال القبانجي في خطبته ان شيعة العراق يتعرضون الى تحالف بعثي ارهابي، وتساءل مخاطبا الايرانيين «لماذا انتم ساكتون امام ما يجري لشيعة العراق وخصوصا في النجف وكربلاء؟». واضاف «ما معنى سكوتكم على تهديد رجال الدين بالصواريخ والرصاص الحي؟ هل تقبلون قتل علماء الدين والاعتداء على مرقد الإمام علي والمساجد والبيوت؟». وقال ان ذلك كله يجري «باسم القتال ضد الأميركيين في حين ان هذه المسألة ليست مسألة عداء مع أميركا».

وحمل القبانجي بشدة على قناة «العالم» التلفزيونية الايرانية قائلا «لقد دافعت هذه القناة السيئة الصيت عن صدام حتى آخر نفس، واليوم تدافع عن البعثيين وتظهر ما يجري في بغداد وبقية المدن العراقية وكأنه عمليات مقاومة اسلامية».

وكان الشيخ القبانجي قد نجا في 28 الشهر الماضي من اعتداء لدى خروجه من مرقد الإمام علي بعد ان ألقى خطبة الجمعة. واتهم عناصر من «جيش المهدي» بارتكاب محاولة الاعتداء. وفي وقت سابق امس تظاهر مئات الاشخاص بينهم زعماء عشائر ورجال دين احتجاجا على محاولة اغتيال الشيخ القبانجي الاسبوع الماضي. وقد انطلق المتظاهرون من مقر المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بزعامة عبد العزيز الحكيم رافعين لافتات حملت شعار «وحدة المسلمين».

من جانب آخر، وزع عناصر «جيش المهدي» بيانا حمل توقيع مقتدى الصدر يدعو فيه الى «اطفاء نار الفتنة» بين التيارين الشيعيين. وقال البيان الموجه الى القبانجي «ان كان قد صدر هذا العمل الجبان المشين (محاولة الاعتداء) من احد اتباعي، فاني، ولأجل اطفاء نار الفتنة وعدم زيادة الهوة بيننا، اوجه لكم اجلالي وسلامي، ان قبلتم، وأحب ان القاكم».

وتابع البيان الذي تحدث بلسان الصدر «انتم اخوتي في المجلس الاعلى وفيلق بدر، حفظكم الله من كل مكروه». وقال للقبانجي انه مستعد «ان ادخل معك جنبا الى جنب الصحن الحيدري الشريف لتنهي جمعتك بأمن وسلام».

ودعا الصدر «جيش المهدي وكل الشرفاء في النجف للتظاهر استنكارا لهذه الحادثة الاثيمة التي يعتدى فيها على العلماء» في اشارة الى محاولة اغتيال القبانجي التي اتهم اتباعه بارتكابها.