زعيم خلية ميلانو الإرهابية في رسالة لـ «الشرق الاوسط» : المحكمة البريطانية رفضت الإفراج عني بكفالة 5 مرات وأمرت بترحيلي إلى إيطاليا

حمزة الليبي: الحراس أطلقوا علي لقب «الإرهابي» وما زلت آمل في الإفراج عني

TT

تحدث فرج فرج حسن السعدي (حمزة الليبي) المتهم بتزعم خلية تابعة لتنظيم «القاعدة» في مدينة ميلانو الايطالية عن معاناته في السجون البريطانية. وقال في رسالة جديدة مؤرخة في 29 مايو (ايار) الماضي تلقتها «الشرق الأوسط» انه معتقل على ذمة الطلب الايطالي لتسلمه منذ اكثر من عامين. وقال ان القاضي البريطاني حكم يوم الجمعة الماضية 28 مايو الماضي بترحيله الى ايطاليا. واشار في قراره الى: «انه لا يعتقد ان هناك أي ظلم او سوء معاملة سيتعرض لها عند ترحيله الى ايطاليا». وقال في رسالة تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منها امس انه ما زالت لديه فرصة حق استئناف الحكم في المحكمة العليا البريطانية. واشار الى ان شرطة مكافحة الارهاب اعتقلته في منزل شقيقه بضاحية هارو بغرب لندن يوم 16 مايو عام 2002. وتطالب السلطات الايطالية بتسلم السعدي، وكنيته (حمزة الليبي)، للتحقيق معه في تزعمه المفترض لخلية مرتبطة بتنظيم اسامة بن لادن. و(حمزة الليبي)، حسب ملف الادعاء الايطالي، من مواليد عام 1980 وكان يستخدم كنى عديدة منها محمد عبد الله عماد، وكان يقيم في فيللا بميلانو قبل وصوله الى بريطانيا بجواز سفر ايطالي. ويتهمه الادعاء بأنه «كان يتولى مهمة الاتصال بين عناصر «القاعدة» في أوروبا وأفغانستان». ويقول الادعاء ان حمزة الليبي تلقى دورات عسكرية في أفغانستان وانتقل الى ايطاليا لتنسيق العمل بين خلايا في بريطانيا وهولندا.

وزعم فرج السعدي (حمزة الليبي) ان هجمات 11 سبتمبر (ايلول) سببت ذعرا شديدا للأميركيين، جعلهم يفرزون عداءهم تجاه ضد كل ما هو مسلم. وقال «حشد الغرب جنوده وجهز نفسه للبدء في حرب لا يعلم مداها الا الله». واعتبر انه مسجون ظلما في سجن بريكستون. واشار الى انه سأل ضباط فرقة مكافحة الارهاب التابعة لاسكوتلنديارد عن سبب اعتقاله فقالوا انه «مستوطن غير شرعي في بريطانيا، بالرغم من تقدمه بطلب للجوء السياسي». وقال انه يعرف اليوم انه يواجه ابتلاء صعبا، ولا بد من الصبر عليه والرضى به. واشار الاصولي الليبي حمزة الى تنقله بين عدة سجون بريطانية منذ اعتقاله في مايو عام 2002، منها سجن مدينة ليستر، الذي قال انه يتسم بسوء المعاملة، ثم نقله الى سجن «ورم وود سكربس» في لندن الذي بقي فيه ثلاثة اشهر، وهناك سمع عن نية الحكومة الايطالية التقدم بطلب ترحيله الى هناك بزعم ارتباطه بخلية «ميلانو» الارهابية. وبعدها تقدم فرج حسن بطلب للإفراج عنه بكفالة من محكمة الهجرة التي كانت تنظر وقتها في امر الاتهامات الموجهة اليه بزعم انتهاكه لقوانين الهجرة، الا ان المحكمة البريطانية رفضت الافراج عنه، بسبب وجود اجراءات حكومية مستمرة لترحيله الى ايطاليا، على حد قوله. وقال حمزة الليبي انه بعد الطلب الايطالي لتسلمه تم نقله الى اشد السجون البريطانية حراسة، هو سجن بيل مارش الذي تحتجز فيه حاليا مجموعة من كبار الحركة الاصولية من بينهم ابو قتادة الاسلامي الفلسطيني المتهم بانه الزعيم الروحي لـ«القاعدة» في اوروبا، وابو حمزة المصري الذي تطلب اميركا تسلمه. وكشف الاصولي الليبي ان المحاكم البريطانية رفضت الافراج عنه بكفالة خمس مرات خلال فترة 15 شهرا بسبب الطلب الايطالي لترحيله لمحاكمته هناك.

واشار الى انه ما زال متمسكا بالأمل في انتظار الافراج عنه، وقال ان محكمة بو ستريت البريطانية وجهت اليه الاتهام رسميا يوم 24 يوليو (تموز) 2003. وبعدها نقل الى سجن بريكستون يوم 28 اغسطس (آب) الذي يحتجز فيه حاليا. وتحدث عن لائحة الاتهامات الموجهة اليه بقوله: «تتمحور في خمسة اتهامات تتلخص في ادارة تنظيم له علاقة بتنظيم «القاعدة»، وتقديم الدعم المالي لـ«القاعدة»، واعتباره شخصيا «حلقة الوصل» بين القياديين في اوروبا وتنظيم «القاعدة»، والتخطيط للقيام بعمليات تفجيرية في ايطاليا وبعض الدول الاوروبية الاخرى. ويشير الاصولي الليبي الى ان القاضي البريطاني اسقط يوم 16 سبتمبر 2003، ثلاث فقرات من التهم الموجهة اليه، ضمن لائحة الاتهامات الموجهة اليه بموجب بنود قانون مكافحة الارهاب، مشيرا الى انه يواجه ايضا تهمة تتعلق بتزوير بعض الوثائق. وتحدث الاصولي الليبي عن وقائع الجلسة الاخيرة امام محكمة بو ستريت في وسط لندن يوم 6 و7 مايو الماضي، التي طلب فيها القاضي الاستماع الى خبراء في حقوق الانسان معتمدين لدى الحكومة حول عواقب ترحيله الى ايطاليا، وما يترتب عليه من نتائج.

واشار الى ان محاميه قدم تقارير ايجابية تؤكد وجود خطورة على حياته اذا ما تم تسفيره الى ايطاليا، الا ان الغريب في الامر ان الخبير الذي جاء به ممثل الادعاء، وهو بروفيسور متخصص في الجغرافيا في كنجز كوليدج في جامعة لندن، جاءت شهادته لصالحه، حيث قال ان المسلمين في ايطاليا يتعرضون للاساءة بجميع انواعها. كما انه اقر بان هناك خطرا كبيرا على حياته اذا ما تم نقله الى هناك. وتخوف حمزة الليبي من ترحيله الى ليبيا، حتى لو برئت ساحته في بريطانيا. وتطرق الى قرار القاضي في يوم النطق بالحكم يوم 28 مايو الماضي: «بانه لا يعتقد ان هناك أي ظلم او سوء معاملة سيتعرض لها عند ترحيله الى ايطاليا». ولكن القاضي البريطاني في جلسة النطق بالحكم اشاد بموقف ليبيا الاخير في الانفتاح على الغرب، وتسليمها ملف اسلحة الدمار الشامل الى الامم المتحدة، وما زالت تحاول الرجوع الى الاسرة الدولية. وزعم انه معرض للظلم والاستبداد من قبل السجانين، وان بعض حراس سجن بريكستون ينادونه بلقب «الارهابي». ويشير الى انه ذات مرة كان يمارس الرياضة البدنية في ساحة السجن، فسأله أحد الضباط: «هل تعد نفسك لحربكم المقدسة؟!». ويستطرد بقوله: «لقد تجاهلته وذهبت الى مكان آخر». وافاد انه حرم من الزيارة لمدة 26 يوما في سجن بريكستون، بالرغم ان من حقه كموقوف ثلاث الى اربع زيارات اسبوعيا».

وعن حالته الصحية قال: «انه تم نقله الى مستشفى كنجز كوليدج القريب من سجن بريكستون لعلاج عينيه بعد طلبات متواصلة لادارة السجن استغرقت نحو عامين». واشار الى ان الحراس يحاولون تحطيم نفسيته، الا انه يسأل الله ان يلهمه الصبر ويتوفاه على الاسلام. وكتب ابيات تعبر عن واقع الحال الذي آل اليه يقول فيها: «ان كان حبسي في زنازينهم اسى فالخلق تفنى والحياة ثوان». وكان حمزة الليبي المحتجز ذكر في رسالة سابقة ارسلها الى «الشرق الأوسط» التفجيرات الاخيرة في مدريد «بالفعل غير المدروس». وقال في رسالته: «اننا ندين هذا الفعل الذي تبنته ما تسمى بكتائب ابو حفص المصري». وتساءل عن المبرر وراء «تدبير جريمة قتل فيها هذا العدد الكبير من المدنيين الذين خرج منهم الآلاف يعارضون حكوماتهم على الحرب ضد العراق»، مضيفا ان منفذي هجمات مدريد تجاهلوا النظرية الشرعية التي تقول «ان درء المفاسد مقدم على جلب المصالح».