المباحث الفيدرالية الأميركية ترد على الدعوات المطالبة بسحب مسؤولية التحقيق في قضايا التجسس منها باقتراح استحداث وكالة استخبارات خاصة بها

TT

اقترح مدير مكتب المباحث الفيدرالي روبرت مولر تشكيل هيئة استخبارات تابعة للمكتب لها مديرها وميزانيتها الخاصة وتعمل بطريقة منفصلة من باقي قطاعات المكتب. وقال ان مثل هذه الخطوة ستعتبر نقلة في عمليات المكتب. ويهدف المقترح بصفة عامة الي مواجهة الاقتراحات التي تدعو الى سحب مسؤولية التحقيق في قضايا التجسس والاستخبارات في الولايات المتحدة من المكتب وتسليمها الى وكالة جديدة مشابهة لوكالة الاستخبارات الداخلية البريطانية. ويأتي المقترح بينما تدرس ادارة الرئيس جورج بوش عملية اعادة تنظيم واسعة النطاق لوكالة الاستخبارات المركزية وباقي اجهزة الاستخبارات في البلاد. وذكر مسؤولون في المكتب انه من قبيل الصدفة ان الخطة، التي تدرس منذ عدة شهور، تم الكشف عنها في نفس يوم استقالة مدير وكالة الاستخبارات المركزية جورج تينيت.

وبموجب المقترح الذي حدده مولر خلال جلسة استماع في لجنة فرعية في مجلس النواب، سيشكل المكتب «ادارة استخبارات» ذات صلاحيات واضحة حول جميع النشاطات الاستخبارية لمكتب المباحث، بما في ذلك مجموعات المترجمين والمحللين. وقال مولر ان هذا التشكيل «سيساعدنا في التكهن بالتهديدات المستقبلية وتوجيه الموارد وتطوير استراتيجيات التحقيق والاستخبارات لدعم مهمة مكتب التحقيق».

واضاف مولر «ان خدمة استخباراتية قوية داخل مكتب المباحث ستعزز قدرتنا الهائلة على جمع المعلومات» وستحسن تقاسم المعلومات مع اقسام الشرطة وغيرها من الوكالات الاستخبارية.

ولم يقدم مولر تفاصيل الى النواب حول التكلفة او غيرها من الأمور. واشار مسؤولون في المكتب الى انه من السابق لأوانه تقدير تكلفة اعادة التنظيم هذه. وستتطلب الكثير من خطوات استحداث هذه الخدمة موافقة الكونغرس. ومن المرجح ان تدخل ضمن تشريعات لجنة الاعتمادات في مجلس النواب في اواخر العام الحالي.

وكان النائب الجمهوري فرانك وولف الذي يرأس اللجنة الفرعية التابعة التابعة للجنة الاعتمادات حول التجارة وشؤون الولايات والعدالة والقضاء، قد اقترح « خدمة داخل خدمة» قبل عدة اشهر وشجع مكتب المباحث على اقرار هذه الفكرة. وقال وولف في مقابلة اول من امس ان عملية اعادة التنظيم «ستساعد في تجنيب البلاد 11 سبتمبر آخر» بتحسين قدرة مكتب المباحث على جمع وتحليل ومشاركة معلومات خاصة بمكافحة الارهاب.

وتجدر الاشارة الى انه منذ 11 سبتمبر (ايلول) 2001 اشرفت ادارة بوش على انشاء وزارة هائلة هي وزارة الامن الداخلي، لديها وخدمة استخبارات خاصة بها، بالاضافة الى العديد من الهيئات الاستخبارية الاخرى وتشمل مركز فحص الارهابيين الذي يديره مكتب المباحث، ومركز تجميع المعلومات عن التهديدات الارهابية الذي تديره وكالة الاستخبارات المركزية. وقال مولر في بيانه ان مهام مكافحة الارهاب في مكتب المباحث الفيدرالي ستصبح جزءاً من الخدمة الاستخبارية المقترحة.

*خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»