بريطاني مسلم يكشف أنه أبلغ المباحث الأميركية قبل 18 شهرا من هجمات سبتمبر عن خطة الخاطفين الانتحاريين

تحدث عن علاقته بقياديين أصوليين في مانشستر دفعوا ديونه وجندوا مقاتلين لجماعة «عسكر طيبة»

TT

كشف بريطاني مسلم انه ابلغ المباحث الاميركية قبل 18 شهرا من هجمات سبتمبر (ايلول) 2001، انه تدرب على خطف الطائرات في معسكر لتنظيم «القاعدة» وانه جاء الى الولايات المتحدة لشن هجمات ارهابية.

وقال نياز خان، وهو مواطن بريطاني من اصل باكستاني، انه بدلا من الالتقاء بشركائه الانتحاريين في نيويورك فانه ذهب الى اتلانتيك سيتي بولاية نيو جيرزي وخسر امواله في القمار ثم سلم نفسه واعترف بخطة الهجوم الارهابي. وابلغ خان صحيفة «وول ستريت جورنال» في عددها الصادر امس انه استدرج الى الانضمام الى مجموعة من الاصوليين المتطرفين في بريطانيا عرضوا عليه ان يدفعوا ديونه الناتجة عن القمار وانه تدرب على خطف الطائرات في معسكر في باكستان. وكشف عن عملية جمع تبرعات كان يقوم بها احد الأئمة الاصوليين في مانشستر في اواخر التسعينات». وأكد تقرير للكونغرس بشأن هجمات 11 سبتمبر انه في ابريل (نيسان) 2000 تقدم مصدر لم يكشف عن اسمه الى ضباط بمكتب التحقيقات في نيوارك بنيو جيرزي وابلغهم انه «كان من المقرر ان يلتقي بخمسة او ستة اشخاص»، بعضهم طيارون كانوا سيسيطرون على طائرة ويطيرون بها الى افغانستان او ينسفون الطائرة.

وقالت الصحيفة انه اثناء المقابلة مع «وول ستريت جورنال» قدم خان بطاقتي تعارف لاثنين من ضباط مكافحة الارهاب بمكتب التحقيقات الاتحادي قال انه قضى معهما حوالي اسبوعين في عام 2000.

وقال التقرير ايضا نقلا عن سجلات ومسؤولين مقربين من المباحث الاميركية، ان خان اجتاز اختبارين على جهاز كشف الكذب اجراهما مكتب التحقيقات له في ما يتعلق بروايته. واشار الى ان ضباط المباحث الاميركيين سلموه بعد ذلك الى ضباط اسكوتلنديارد. ونقلت محطة تلفزيون «ان.بي.سي» الاميركية عن مسؤول سابق في مكتب التحقيقات قوله: ان ضباط المكتب في نيوارك صدقوا خان لكنهم تلقوا أوامر من المقر «باعادته الى لندن ونسيان الامر». لكن الشبكة التلفزيونية ذكرت ان مكتب التحقيقات يصر على انه حقق بدقة في مزاعم خان ولم يتمكن من تأكيدها ولم يكن لديه اسباب لاحتجازه. وامتنعت متحدثة باسم مكتب التحقيقات عن التعقيب على التقريرين.

وكانت افادة خان قد ظهرت في صحيفة الصنداي تايمز البريطانية الشهر الماضي من دون ان تذكر الصحيفة اسمه. وقال خان ان اصوليين عرضوا عليه دفع ديونه المتراكمة بسبب ادمانه القمار مقابل تجنيده. واشار الى ان الاصوليين مرتبطين بالشيخ شفيق الرحمن (الذي اتهم بارسال تبرعات مالية ومعونات لجماعة عسكر طيبة الجهادية التي تحارب الوجود الهندي في كشمير. وكانت محكمة مجلس اللوردات (اعلى هيئة قضائية في بريطانيا) وافقت في اكتوبر (تشرين الاول) 2001 على طلب الداخلية البريطانية ترحيل الاصولي الباكستاني ،30 عاما، المتهم بتجنيد شباب من الجالية الاسلامية في بريطانيا، للمشاركة في القتال الدائر في كشمير. واستند ممثلو الداخلية البريطانية في مرافعتهم الى تقارير المخابرات البريطانية، في «خطورة شفيق الرحمن على الامن القومي البريطاني»، غير ان قضاة المحكمة العليا، سمحوا لممثل الدفاع بالاستئناف امام مجلس اللوردات لتحديد مفهوم «الامن البريطاني». وقال مارك لويس، محامي شفيق الرحمن ، 33 عاما ، ان موكله لا يمثل خطورة على الامن القومي البريطاني. وقد ادان الرحمن هجمات سبتمبر الارهابية. واعترف الرحمن انه شارك في اجتماعات سياسية لجماعة «عسكر طيبة»، ولكنه لم يجند مقاتلين لحساب تلك الحركة الجهادية. وكشف البريطاني المسلم خان وهو من منطقة بارنلي انه حضر عدة مرات الصلاة في المسجد الذي يؤم الصلاة فيه شفيق الرحمن في نهاية التسعينيات وكان لا يخفي اعجابه بحركة طالبان، واسامة بن لادن زعيم «القاعدة». وفي شهر مارس (اذار) عام 2000، ذهب خان الى لاهور حيث المقر الرئيسي لحركة عسكر طيبة، وهناك تلقى تدريبا في منزل يعود لشخص ثري، بحسب مزاعم خان. ووصف خان التدريبات التي تلقاها في لاهور بانها كانت تركز على كيفية اختطاف الطائرات المدينة، ومساعدة الطاقم الارضي بالمطارات في تهريب اسلحة الى داخل الطائرات قبل اختطافها. واشار الى ان المتدربين كانوا نحو 24 شخصا معظمهم من اصول غير باكستانية. واشار الى انه قام بعد مغاردة باكستان برحلة دائرة وصل فيها الى قطر ومنها الى سويسرا ثم توجه الى بريطانيا، ثم الى سويسرا مرة اخرى ثم الى لندن لاحقا. واشار الى ان جميع رحلاته كانت على متن الخطوط الجوية البريطانية، وكانت مدفوعة مقدما. وقال انه في رحلته الى اميركا كان بحوزته 3 الاف دولار، خسرها في القمار قبل ان يسلم نفسه الى مكتب المباحث الاميركية.