غول يعلن تأكيد مصر ملكيتها لشحنة الأسلحة المصادرة..وخلاف مكتوم بين القاهرة وأنقرة حول الاعتراف بقبرص التركية

TT

أعلنت تركيا رسميا أن مصر أكدت ملكيتها لشحنة الأسلحة التي صادرتها إدارة الجمارك التركية قادمة من أوكرانيا أمس الأول، وقالت إنها تضم صواريخ ومنصة لإطلاقها وأسلحة متطورة للغاية. ويأتي ذلك بينما كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط» النقاب عن وجود خلافات في وجهات النظر بين مصر وتركيا حيال مساعي تركيا الرامية الى حث الدول العربية والاسلامية على الاعتراف بالحكومة، التي تدعمها في الجزء التركي من جزيرة قبرص، وإنهاء عزلتها الدبلوماسية.

وقال وزير الخارجية التركي عبد الله غول في تصريحات صحافية أمس، إن القاهرة أقرت بملكية الشحنة. ولكنه لم يعلن أية تفاصيل. وفي الوقت نفسه قالت صحيفة «صباح» التركية إن منظمة حلف شمال الأطلنطي (ناتو) رصدت بالأقمار الصناعية الشحنة واعتبرتها مشبوهة منذ خروجها من مستودع عسكري أوكراني، إلا أن مصادر مستقلة لم تؤكد هذه المعلومات.

ويذكر أن قائد السفينة كان قد أبلغ سلطات الجمارك التركية بأن الشحنة، التي تم تفريغها في اسطنبول، تحمل قطع غيار فقط، ثم تبين أنها تحمل أسلحة.

من جانبها، قالت أوكرانيا إن الشحنة صودرت بسبب ما أسمته بالتضارب الواضح في العلامات الموجودة على الحاوية مع نوعية الشحنة بداخلها.

من ناحية أخرى، من المقرر ان يزور غول مصر في زيارة عمل رسمية هذا الشهر، حاملا رسالة من الرئيس التركي أحمد نجدت سيزار إلى نظيره المصري حسني مبارك تتعلق بالعلاقات الثنائية. وأوضحت مصادر دبلوماسية أن غول سيبحث مع نظيره المصري احمد ماهر امكانية استئناف الاجتماعات التشاورية لوزراء خارجية مجموعة دول الجوار الجغرافي للعراق. ويذكر أنه من المقرر انعقاد الاجتماع القادم في القاهرة، غير أن الموعد لم يتحدد بعد. وأشارت المصادر نفسها إلى اهتمام القاهرة وأنقرة باستقرار الوضع الراهن في العراق وتمكين الشعب العراقي من ادارة شؤونه بنفسه والحفاظ على وحدة وسلامة اراضي العراق.

ومن المتوقع أن يطلع غول الجانب المصري على التطورات في العلاقات التركية الإسرائيلية في ضوء الفتور الذي انتابها بسبب قرار الحكومة التركية الأخير بتجميد توقيع صفقات أسلحة ومعدات عسكرية جديدة مع اسرائيل. وتشير المصادر إلى أن أنقرة ترغب في المقابل في تنشيط برامج التعاون الثنائي مع مختلف الدول العربية في كافة المجالات العسكرية واللوجستية.

وكشفت المصادر النقاب عن أن وزير الخارجية التركي سيسعى لإقناع الجانب المصري بتبني وجهات نظر أنقرة حيال المشكلة القبرصية ودعم الحكومة التي تحظى بتأييد السلطات التركية، بالإضافة إلى تطوير علاقة هذه الحكومة بمنظمة المؤتمر الإسلامي.

وتسعى تركيا للحصول على دعم الدول العربية والأفريقية في هذا الصدد، حيث يقوم محمد عايدن وزير الدولة التركي حاليا بجولة في ست دول خليجية. بينما يقوم نائب رئيس الوزراء ووزير الدولة التركي عبد اللطيف سينير بجولة مماثلة في عدد من الدول الأفريقية. لكن صحفا تركية نقلت أمس عن وزير الخارجية المصري قوله ان بلاده والمجتمع الدولي كله يعترف بدولة واحدة فقط في قبرص في اشارة قوية إلي رفض مصر الاعتراف بشرعية الحكومة القبرصية التي تعترف بها وتساندها تركيا.

يذكر أن معظم الدول العربية رفضت الاعتراف باستقلال الجمهورية التركية في جزيرة قبرص. ولا توجد أية سفارات أو مكاتب تمثيلية لهذه الجمهورية في أي من العواصم العربية, بينما تتمتع اليونان بعلاقات دبلوماسية وسياسية لافتة للانتباه مع كافة الدول الأعضاء بالجامعة العربية.