البابا يدعو بوش في لقائهما بالفاتيكان إلى «تطبيع» الأوضاع في العراق والشرق الأوسط في «أقرب وقت ممكن»

TT

دعا البابا يوحنا بولس الثاني في لقائه بالفاتيكان مع الرئيس الأميركي جورج بوش امس الى تطبيع الاوضاع في العراق والاراضي المقدسة «في أقرب وقت ممكن بمشاركة المجتمع الدولي لا سيما الامم المتحدة». وقال البابا مخاطبا بوش «ان زيارتكم تأتي وسط قلق كبير من الاضطرابات الخطيرة في اوضاع الشرق الاوسط سواء في العراق او في الاراضي المقدسة».

واضاف البابا «ان الجميع يرغبون بالطبع أن يتم تطبيع الوضع الآن وفي اسرع وقت ممكن بمشاركة نشطة من المجتمع الدولي لا سيما الامم المتحدة لضمان عودة سريعة لسيادة العراق في ظروف أمنية مقبولة من الشعب برمته». وادلى يوحنا بولس الثاني بهذا التصريح باللغة الانجليزية خاتما كلمته بالعبارة المشهورة «ليحفظ الله اميركا».

والتقى البابا الرئيس الاميركي على انفراد لمدة 15 دقيقة. وانتقد امامه بشكل ضمني التجاوزات التي ارتكبها جنود اميركيون في حق معتقلين في العراق. وقال البابا «في الاسابيع الماضية، جرت احداث مؤسفة اربكت الضمير المدني والديني لدى الجميع وعرقلت الالتزام الهادئ والحازم بالقيم التي نتشارك فيها». واضاف «في ظل غياب مثل هذا الالتزام، لا يمكن الانتصار لا على الحرب ولا على الارهاب». لكنه لم يتحدث مباشرة عن الوضع في العراق. وكان البابا الحريص على تجنب اية مواجهة بين المسلمين والكاثوليك، عارض بشدة شن الحرب على العراق في مارس (آذار) 2003.

وقال رئيس الكنيسة الكاثوليكية من جهة ثانية «ان خطر الارهاب الدولي لا يزال يشكل مصدر قلق دائم». واضاف «كانت له انعكاسات خطيرة على العلاقات العادية والسلمية بين الدول والشعوب منذ يوم الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) 2001 المأساوي والذي لم أتردد في وصفه بأنه: يوم حالك في تاريخ الانسانية». واعرب البابا عن تقديره لالتزام بوش«الكبير من اجل اعطاء دفع للقيم الاخلاقية في اميركا، لا سيما في مجال احترام الحياة والعائلة».

من جهته اشاد بوش الذي وصل برفقة زوجته لورا الى روما الليلة قبل الماضية في زيارة تستغرق يومين بدأها باجتماع مع الرئيس الايطالي كارلو ازيليو تشامبي في قصر الرئاسة، بـ«نضال» البابا وقال في تصريح مقتضب وهو بجانب البابا «ان التزامه المبدئي بالسلام والحرية ألهم ملايين الناس وساعد على الانتصار على الشيوعية والاضطهاد».