الحص يسأل الحريري: لماذا ارتضيت أن تكون شاهداً على التدهور ورضخت لمن يعيق قراراتك؟

TT

اخذ الرئيس السابق للحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص على رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري ادعاء «الانفراد في الانجاز» و«الشراكة في الاخفاق» عند الحديث عن الحكومة والاوضاع السياسية والاقتصادية. وسأل الحريري: «لماذا رضخت لمن يحول بينك وبين اتخاذ القرارات وارتضيت ان تكون شاهداً على التدهور والعقم؟».

وسجل الحص مآخذه على الحريري، في تصريح ادلى به امس تعليقاً على ما ورد في بيان للمكتب الاعلامي لرئيس الوزراء اول من امس. ومما قاله رئيس الحكومة السابق: «في السياسة الدعائية التي ينتهجها الرئيس رفيق الحريري ترويجاً لنفسه او دفاعاً عنها علامة فارقة: هي الانفراد في الانجاز والشراكة في الاخفاق. عند الحديث عن انجازات الانماء والاعمار والطرقات والجسور، الفضل يعود للرئيس الحريري وحده، لا شريك له. اما عند الحديث عن الدين العام والعجز المالي والركود الاقتصادي والبطالة في صفوف اليد العاملة وتدهور القوة الشرائية لذوي الدخل المحدود والفساد المستشري والعقم الاداري، فالرئيس الحريري ليس وحده في الحكم، فله شريك او شركاء فيه. كان آخر أنموذج من هذه السياسة ما جاء في بيان للمكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء امس (اول من امس) من تأكيد على عدم قدرة الحكومة على اتخاذ القرارات الاساسية والضرورية في مجلس الوزراء لاطلاق المفاصل الاساسية للدورة الاقتصادية، وتجميد المشاريع المهمة الحيوية المخطط تنفيذها والاهتراء الحاصل في الادارات الرسمية في ظل غياب المحاسبة». واضاف الحص: «اذا كان هناك يا دولة الرئيس من يحول بينك وبين اتخاذ القرارات التي تشاء، فلماذا رضخت له؟ لماذا سكتّ عنه؟ لماذا ارتضيت البقاء في السلطة شاهداً على التدهور والعقم كل هذه المدة من الزمن؟ كيف تكون رئيساً قوياً اذا كنت ترضى بالرضوخ الى احد، كائناً من يكن، في ادائك او عدم ادائك مهامك الدستورية؟ كيف تكون قوياً وانت تسمح لآخرين، كائنين من كانوا، بافتعال العراقيل والعقبات في طريقك؟».

وخلص الحص الى القول: «ان الدستور يرهن وجود الحكومة بشخص رئيسها: ان بقي بقيت، وان رحل رحلت، فما سرّ بقائك راضياً بالعقبات والعراقيل المزعومة مستسلماً لها؟ ألست المسؤول اولاً واخيراً؟ ثم ان الدستور أناط السلطة الاجرائية بمجلس الوزراء وأنت على رأسه، فبأي منطق تدعي الفضل منفرداً في الانجاز وتتذرع بالشراكة في الاخفاق؟ ثم من هو شريكك في الفشل؟ هل هو من الذين يتحملون اية مسؤولية دستورياً؟ واخيراً، هل يفترض في المواطن ان يشعر بالراحة والاطمئنان لمجرد سماعه ان لك شريكاً غير مسؤول دستورياً في التسبب بشقائه ومعاناته؟».

من جهة اخرى، زار الحص امس النائب الدكتور اسامة سعد في صيدا وقدم اليه التهاني بالمجلس البلدي الجديد للمدينة، الذي دعمه سعد ضد فريق الرئيس الحريري، وقال: «اقوم بهذه الزيارة الى صيدا للاعراب عن محبتي ولتهئنة النائب سعد بالانجاز الذي تحقق نتيجة الانتخابات البلدية التي جاءت تعبيراً صادقاً عن ارادة صيدا».

ووصف رئيس الحكومة السابق الحوادث التي شهدتها الضاحية الجنوبية لبيروت يوم 27 مايو (ايار) الماضي بـ«المؤسفة والمؤلمة جدا». وأسف لـ«الاعتداء على الجيش اللبناني واعمال الشغب»، معتبراً «ان ما حصل يجب ان يكون عبرة وان لا يتكرر».