4 متاحف ضمن مشروع إعادة تأهيل محطة سكة حديد الحجاز في المدينة المنورة

TT

يتهيأ متحف المدينة المنورة الاسلامي الذي يشغل محطة سكة حديد الحجاز (الاستسيون) لإزاحة الستار عنه في صورته الجديدة كأول موقع ضمن برنامج اعادة تأهيل وتطوير 100 موقع سياحي حددتها الهيئة العليا للسياحة في منطقة المدينة المنورة. ويعد المتحف واحداً من أربعة متاحف يضمها مشروع اعادة تأهيل محطة سكة حديد الحجاز، وهي متحف التراث الاسلامي، ومتحف مقتنيات الملك عبد العزيز، ومتحف تراث المدينة المنورة، ومتحف السكة الحديد، الى جانب ترميم عدد من الوحدات وعربات القطار القديمة.

ويشمل برنامج تأهيل موقع المحطة التي تعد نهاية خط سكة حديد الحجاز، الذي كان يبدأ من العاصمة السورية دمشق وينتهي في المدينة المنورة، لنفض غبار الزمن وترميم ذاكرة النسيان الذي نالها بعد حوالي 85 عاماً منذ ان توقف آخر قطار دلف الى حرم أسوارها. كما يهدف البرنامج الى ابراز محطة سكة حديد الحجاز التاريخية كأثر اسلامي ومعلم سياحي وتاريخي من خلال موقعها المميز الذي أقيم على بعد كيلومتر واحد عن المسجد النبوي الشريف (غربا) خارج أسوار المدينة المنورة آنذاك، وتطل الآن على ميدان العنبرية. والمحطة وملحقاتها مقامة على مساحة تقدر بنحو 90 ألف متر مربع.

ويكشف الدكتور سعد الراشد وكيل وزارة التربية والتعليم للآثار والمتاحف ان خط سكة حديد الحجاز لم تكن نهايته المحددة المدينة المنورة، بل كان مخططاً له ان يصل الى مكة المكرمة ثم الى اليمن، وبالتالي فانه لعب دوراً مهماً في تاريخ المدينة المنورة بوجه خاص والحجاز بوجه عام. وكان السلطان عبد الحميد الثاني قد أصدر أمره بالبدء في انشاء خط سكة حديد الحجاز في الأول من سبتمبر (ايلول) عام 1900، وقد بنيت المحطة على مرحلتين; الاولى في عام 1908، والثانية في عام 1910، الا ان الاحتفال الرسمي بافتتاحها تم في العام الهجري 1326هـ (1908م)، وتم تنفيذ الخط الذي يبلغ طوله من دمشق الى المدينة 1302 كلم، على خمس مراحل، وكانت القطارات تسافر ثلاث مرات أسبوعياً بين دمشق والمدينة المنورة قاطعة المسافة في 56 ساعة. وقد أسهم الخط في تقديم خدمات لحجاج بيت الله الحرام تمثلت في تسهيل واختصار الرحلة الشاقة الى مكة المكرمة والمدينة المنورة فأضحت الرحلة أياما معدودة، فطريق الحج العراقي يبلغ حوالي 1300 كلم، تستغرق فيه الرحلة شهرا كاملا، فيما طريق الحج المصري من سيناء بطول 1540 كلم، ويستغرق أربعين يوما، وطريق الحج الشامي يمتد 1302 كلم، وتستغرق الرحلة فيه أربعين يوما، أما حجاج المناطق النائية من العالم الاسلامي فرحلتهم تستغرق 16 شهرا، مع تدني ما كان يصحب الرحلة من مخاطر تتمثل في مشقة السفر وندرة المياه وانعدام الأمن.

وحظي المشروع خلال انشائه بدعم وتبرعات وايقاف الأوقاف للصرف عليه في عدد من ارجاء العالم الاسلامي. وجاء انطلاق العمل في سبتمبر 1900م ليصادف الذكرى الخامسة والعشرين لاعتلاء السلطان عبد الحميد سدة الخلافة، حيث انطلق العمل بمنطقة المزيريب في الشام، وواجه التنفيذ معوقات، منها شح المياه ونقص العمال وتدفق السيول الجارفة والرمال المتحركة ووصل أول قطار الى المدينة المنورة في (22 رجب 1326هـ / 23 أغسطس (آب) 1908م).

وأكد فهد الدخيل رئيس لجنة الحج والعمرة والسياحة بغرفة تجارة وصناعة المدينة المنورة، ان العناية بهذا الأثر الاسلامي وتقديمه بعد اعادة تأهيله ستسهم في التعريف بامكانيات السياحة التاريخية التي تزخر بها المنطقة كأهم جوانب السياحة التي يمكن ان تضاف الى رحلة الحاج والمعتمر والزائر، اضافة الى التشجيع في مجال الاستثمار السياحي في المنطقة.