مسؤولون أميركيون بحثوا سرا مع طالبان تسليم بن لادن قبل عام من 11 سبتمبر

TT

برلين ـ رويترز: كشف برنامج وثائقي اذاعته قناة تلفزيونية ألمانية النقاب عن ان مسؤولين أميركيين اجتمعوا سرا مع مسؤولين من حركة طالبان الافغانية في مدينة فرانكفورت الالمانية قبل عام من هجمات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) عام 2001 على الولايات المتحدة لمناقشة شروط الأفغان لتسليم اسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة».

وذكر البرنامج انه لم يتم التوصل لاتفاق خلال هذه الاجتماعات ولم تعقد أية اجتماعات اخرى الى ان وقعت الهجمات الانتحارية بطائرات مخطوفة على واشنطن ونيويورك عام 2001 والتي أشاد بها بن لادن في وقت لاحق في شريط فيديو بوصفها عملا من تدبير «القاعدة».

ونقلت قناة «زد. دي. إف» عن كبير محبات، وهو رجل أعمال أفغاني يحمل الجنسية الاميركية قوله انه حاول التوسط لابرام صفقة بين الاميركيين وحركة طالبان التي كانت تحكم أفغانستان وقتذاك وتؤوي بن لادن.

ونقل محبات عن الملا وكيل، أحمد متوكل وزير الخارجية في حركة طالبان قوله بامكانكم ان تاخذوه (بن لادن) عندما يكون الاميركيون مستعدين. اعترفوا بنا كدولة وسوف نسلمه.

واكد المار بروك العضو الالماني بالبرلمان الأوروبي لـ«رويترز» انه ساعد محبات عام 1999 في اجراء اتصالات مبدئية مع الاميركيين.

وقال بروك «ابلغني محبات ان لدى طالبان افكارا محددة بشان تسليم بن لادن لدولة ثالثة او لمحكمة العدل الدولية في لاهاي وليس الى الولايات المتحدة».

وقال بروك، مشيرا الى العزلة الدولية المفروضة على حركة طالبان «كانت الرسالة هي.. ان هناك رغبة في الحديث بشان تسليم ابن لادن وهدف طالبان كان بوضوح هو كسب اعتراف الحكومة الأميركية بها ورفع المقاطعة».

وقال بروك انه لم يكن في موقف يتيح له ان يقيم مدى مصداقية العرض، ولكنه قام بتمريره الى جون كورنبلوم السفير الأميركي في المانيا. وقال انه تم بعد ذلك استدعاء محبات لواشنطن لمقابلة مسؤولين أميركيين.

وقادت هذه الخطوات للاجتماع الذي عقد في المانيا والذي قالت قناة «زد. دي. إف» انه تم بين وزراء افغان ومسؤولين أميركيين باحد فنادق فرانكفورت في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2000.

وذكر الفيلم الوثائقي الذي اذيع مساء أمس الخميس ان الافغان طرحوا «عدة عروض» وانه جرى الحديث عن عقد المزيد من المفاوضات في السفارة الأميركية بباكستان حول متى وأين سيتم تسليم بن لادن.

وقالت القناة انه لم تعقد اية مباحثات اخرى الى ان حدثت هجمات 11 سبتمبر ايلول. ولكن المفاوضات استؤنفت في مدينة كويتا الباكستانية بعد خمسة ايام من هذه الهجمات. وسبق أن اشارت وسائل اعلام أميركية الى هذا الاجتماع.

وقال محبات ان الأميركيين ضغطوا خلال اجتماع كويتا لتسليم بن لادن خلال 24 ساعة ولكن طالبان لم تكن قادرة على الوفاء بهذا المطلب.

وبعد اسابيع تدخلت الولايات المتحدة عسكريا في افغانستان لازاحة حركة طالبان عن الحكم وقتل او اسر او تشتيت مقاتلي «القاعدة» المتمركزين في معسكرات تدريب بأفغانستان. وما يزال ابن لادن شخصيا حرا طليقا.

وقال بروك انه لم يشارك شخصيا في أي من الاجتماعين المذكورين بين طالبان والولايات المتحدة ولكنه اعتقد انه كان هناك قرار سياسي بعدم مواصلة المفاوضات عقب اجتماع فرانكفورت.

وقال بروك لقناة «زد. دي. إف» علي أن اقول انني اعتبر أنني ادركت لاحقا ان هذا العرض «بتسليم بن لادن» كان اكثر جدية مما كنت ادرك وقتذاك. وقال مكتب كورنبلوم الذي يرأس حاليا بنكا استثماريا في المانيا انه ليس لديه تعليق. وقال متحدث باسم السفارة الأميركية في المانيا انه ليس لديه علم بالبرنامج الوثائقي الذي اذاعته القناة الالمانية.