خلاف على ديون العراق وشيراك يقترح «ضريبة دولية» لتمويل التنمية

TT

اعلنت مصادر فرنسية ان الخلافات بين واشنطن وباريس حول الغاء الديون العراقية، التي ستكون احدى قضايا قمة الثماني ما زالت قائمة، فيما قال مسؤول اميركي بارز ان القادة المشاركين في القمة متفقون على القرارات المتعلقة باربع من القضايا الاقتصادية والانسانية التي سيتم بحثها، موضحا ان القضايا الاربع تتعلق بالمجاعة في القرن الافريقي، وشلل الاطفال، ومحاربة الفقر، والتصدي للانتشار المخيف لفيروس «اتش اي في» المسبب لمرض الايذر الذي يهدد فرص النمو الاقتصادي والبشري في افريقيا. واوضح المسؤول الاميركي الذي رفض الكشف عن اسمه ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش، التي لم تقدم خلال ولايتها الاولى التي اوشكت على الانتهاء، اية معونات كبيرة للدول الفقيرة، وافقت بعد مناقشات مع دول اخرى من مجموعة الثماني، على رأسها فرنسا على اعلان التزامها بمنح معونات للدول النامية والاكثر فقرا في العالم. واضاف المسؤول ان التعهدات الاميركية تأتي في اطار مساعي بوش تصوير نفسه في الاشهر الاخيرة من ولايته بوجه «المحافظ الحنون». وقال المسؤول انه فيما يتعلق بالمجاعة في القرن الافريقي، فان دول الثماني ستتعهد بتعزيز جهودها من اجل القضاء على اشكال الجوع ونقص التغذية في المنطقة. كما اتفقوا على زيادة المحصولات الزراعية وخلق «امن غذائي» لخمسة ملايين اثيوبي بحلول 2009. وحول مرض شلل الاطفال، اتفقت القمة على اتخاذ كل الخطوات الضرورية للقضاء على المرض، الذي ما زال مشكلة لنحو 15 دولة في العالم وذلك بحلول العام المقبل. وفيما يتعلق بمحاربة الفقر، فان القادة متفقون على دعم الجهود الهادفة الى تخفيض نفقات التحولات البنكية للعمال المهاجرين الى اسرهم، وذلك بتخفيض تكلفة تلك التحولات بنحو النصف، مشيرين الى ان تركيزا خاصا سيمنح للعمالة المهاجرة من الشرق الاوسط. وحول فيروس نقص المناعة المكتسبة، وافق المشاركون على اطلاق مبادرة دولية لتطوير التطعيمات المضادة لفيروس «اتش اي في» ومرض «الايدز»، كما تدعو المبادرة الى تمويل الابحاث المتعلقة بهذا الموضوع. وعلى الرغم من ان موضوع الاصلاحات السياسية في الشرق الاوسط والمسألة العراقية تحتل حيزا اساسيا من اجتماعات قمة الثماني، خاصة مع مشاركة قادة الاردن والجزائر واليمن والبحرين في فاعليات القمة، الا ان قضايا الاقتصاد الدولي ستحتل مركزا اساسيا بدورها في المناقشات. ويعتزم الرئيس الفرنسي جاك شيراك الدفع خلال القمة الى الزام الدول الصناعية الكبرى بزيادة المعونات التي تمنحها للدول الاكثر فقرا في العالم، والى تشجيع التنمية والتضامن. ويرغب شيراك خصوصا في التشديد على اهدافه في مجال المساعدة على التنمية، وحماية البيئة، والتضامن بين الاغنياء والفقراء. وقد أكد قصر الاليزيه ان الرئيس الفرنسي اضطر لبذل مساع حثيثة من اجل ان تؤخذ بعض هذه المسائل في الاعتبار من قبل الرئاسة الاميركية. واوضحت مصادر بالاليزيه ان فرنسا اصرت كثيرا لكي تخصص القمة جزءا من اعمالها لمسائل التنمية والبلدان الفقيرة، بهدف ألا يكون 2004 عاما ضائعا بين قمة ايفيان والرئاسة البريطانية في 2005، مشيرة الى انه بعد قمة ايفيان في 2003 والتي دعا شيراك قادة ابرز الدول الفقيرة والافريقية ضيوفا على هامشها، تعتزم بريطانيا بدورها اعطاء الاولوية لافريقيا وتمويل التنمية ومكافحة ارتفاع حرارة الكوكب.

واشارت المصادر الفرنسية الى انه بالمقابل فان الديون العراقية ما زالت محل خلاف بين واشنطن وباريس، اذ ان باريس تعارض الغاء الدين العراقي (3 مليارات دولار من اجمالي 120 مليارا) باكثر من 50% فيما تضغط واشنطن على الدائنين للوصول الى 90%.

فضلا عن ذلك يريد الرئيس الفرنسي ان يطرح في سي آيلاند فكرته المتعلقة بفرض «ضريبة دولية» لتمويل التنمية، في موازاة زيادة المساعدة العامة، وهي فكرة تثير استياء الاميركيين حتى الان. وسيتطرق شيراك ايضا الى موضوع استغلال النساء والاطفال في البلدان الفقيرة، وهو شكل من «الرق الحديث»، وسيطالب المؤسسات بمزيد من المسؤولية لمكافحة هذه الآفة.