مقتل مقيم أميركي بعد مداهمة مسلحين مجهولين لمنزله في الرياض

المسلحون كانوا يستقلون سيارة جيب سوداء يعتقد بأن لها علاقة بالاعتداء على طاقم «بي بي سي»

TT

قتل ظهر أمس مقيم أميركي في العاصمة السعودية الرياض بعد مداهمة منزله من قبل مسلحين يستقلون سيارة من نوع جيب سوداء اللون وبعد مراقبتهم له بعد خروجه من أحد المستشفيات في شارع الكهرباء بحي الروضة شرق الرياض ليجهزوا عليه بالأسلحة الرشاشة.

وذكر مدير شرطة منطقة الرياض في تصريح بثته وكالة الأنباء السعودية أن غرفة عمليات الدوريات الأمنية تلقت بلاغا عند الساعة الثانية والنصف من ظهر أمس أفادت بوقوع إطلاق نار في أحد المنازل شرق مدينة الرياض، والذي اتضح أنه لمنزل يقطنه أحد المقيمين من الجنسية الأميركية والذي لقي مصرعه في الحادث لتباشر الجهات المختصة التحقيق في الحادث.

وذكر روبرت كيف، المتحدث الرسمي باسم السفارة الأميركية في الرياض أن المقيم الأميركي يعمل لدى شركة فنيل أريبيا المتعاقدة مع الحرس الوطني السعودي، إلا أنه رفض الكشف عن هوية المقتول، مشيراً إلى أن السفارة لن تعلن عن اسمه إلا بعد إبلاغ عائلته. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إنهم شاهدوا سيارة من نوع جيب سوداء اللون والتي يتوقع أنها التي شوهدت أثناء قتل المصور الايرلندي سايمون كامبرز واصابة الصحافي البريطاني فرانك غاردنر، اللذين يعملان للـ«بي بي سي» السبت الماضي في حي السويدي. واضافوا ان شخصين كانا يستقلان السيارة تتبعا المقيم الأميركي أثناء خروجه من أحد المستوصفات الخاصة الواقعة على شارع الكهرباء المتفرع من شارع خالد بن الوليد شرق الرياض، وبعد إيقاف سيارته هم بدخول منزله فعاجله المسلحون بإطلاق أعيرة نارية ليلوذ بالفرار، إلا أنهم تمكنوا من قتله بعدما أمطروه بوابل من الرصاص ليلقى حتفه.

وذكر الشهود أن القتيل الأميركي الذي يقيم في إحدى الفلل السكنية على شارع أبي طالب الكرخي في حي الخليج ترجل من سيارته لفتح باب المرآب ليفاجأ بمداهمة شخصين له وإطلاق النار عليه داخل فناء منزله، وذكر جار الضحية، وهو من الجنسية الأميركية، أن القتيل مقيم في الحي منذ 3 سنوات وله في السعودية 5 سنوات ولم يفكر في الانتقال من مسكنه كونه تربطه علاقة جيدة مع كافة جيرانه السعوديين والأجانب. وأضاف جار القتيل «الذي رفض الكشف عن هويته» أن عائلة الضحية المكونه من 3 أشخاص غادرت السعودية بعد التحذيرات المتكررة التي أطلقتها السفارة الأميركية مع بداية الأعمال التخريبية التي شهدتها السعودية منذ أكثر من عام ليبقى وحده في السعودية بعد رحيل عائلته لبلاده. وقال الجار الذي بدت عليه علامات الحزن إنه قدم من عمله في الساعة 2.45 ظهراً ليجد جثة جاره ملقاة في فناء المنزل وفيها عدد من الطلقات التي اخترقت جسمه وأودت بحايته، موضحاً أن إحدى جاراتهم من الجنسية السعودية سمعت صوت إطلاق النار عند الساعة 2.30 ظهراً وبادرت على الفور بإبلاغ الجهات الأمنية في السعودية لمعالجة الموقف.

وفي السياق ذاته عثرت السلطات الأمنية فجر أمس على حقيبتين بداخلهما متفجرات في شارع بن سيناء في حي المصيف شمال الرياض، وذكرت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن إحدى الحقيبتين كانت موضوعة إلى جوار أحد أعمدة الإنارة أما الأخرى فكانت ملقاة في إحد الشوارع المتفرعة من شارع بن سيناء. من ناحية ثانية، قالت «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي) امس ان وضع مراسلها الأمني فرانك غاردنر الذي تعرض لرصاص ارهابيين في الرياض الاحد الفائت، قد شهد تحسناً طفيفاً مع انه لا يزال حرجاًُ. ونفت متحدثة باسم الـ«بي بي سي» في اتصال اجرته معها «الشرق الأوسط»، ان تكون اصابات غاردنر هي التي افقدته الوعي مؤكدة انه «غائب عن الوعي بفعل المخدر الذي حقن به». وشددت علىعدم وجود اي علاقة بين اعتداء الرياض وقرار الهيئة الجديد بتوفير حراس مسلحين لصحافييها العاملين في مناطق حروب او نزاعات. وكشفت عن ان هذا الاجراء «كان قيد الدرس منذ اكثر من ستة اشهر» وهو يتعلق اساساً بمراسليها في دول مثل العراق والشيشان وافغانستان والصومال. وقالت المتحدثة التي طلبت عدم ذكر اسمها إن حالة غاردنر لا تزال حرجة مع انها باتت افضل بقليل. ولدى سؤالها عن صحة معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط» من جهة رسمية بريطانية حول خضوعه لعملية ثانية الليلة الماضية، اكدت المتحدثة عدم معرفتها بالامر. غير انها نفت ان تكون حالته قد تردت الى درجة ما وانه فقد الوعي مجدداً الليلة الماضية. وأوضحت «إنه لا يزال في وضع خطير، لكنه مستقر وقد طرا عليه تحسن بسيط». وأضافت « من الخطأ القول انه فاقد للوعي بسبب جراحه». وزادت إنه «في غيبوبة» تحت تاثير المخدر الذي حقن به في المستشفى. وسالتها «الشرق الأوسط» عن سر قرار البي بي سي ظهر امس تغيير سياستها بخصوص الحراسة المسلحة لمراسليها، فقالت المتحدثة «انا سعيدة بهذا السؤال الذي يتيح لنا الفرصة لتفنيد كثير من التقارير (الصحافية البريطانية) الخاطئة التي راجت اليوم». واردفت إن «عدداً من التقارير التي ينبغي تصحيحها قد زعمت اننا عمدنا الى ذلك بسبب اعتداء الرياض، لكن لا صلة للقرار على الاطلاق بما جرى لمراسلنا الأمني فرانك غاردنر والمصور سايمون كامبرز».