شارون وبيريس يجددان الاتصالات لتشكيل حكومة مشتركة

مقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي يتحدثون عن محاولات الابتزاز من قبل وزراء الليكود

TT

يستعد رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، لمجابهة المعركة المقبلة، مع حكومته ومنصبه وذلك بالتنسيق والتعاون الوثيق مع رئيس حزب العمل المعارض، شيمعون بيريس، تمهيدا لضمه الى الحكومة والعودة الى التعاون السابق بينهما.

فقذ ذكرت مصادر اعلامية اسرائيلية موثوقة ان شارون وبيريس يجريان اتصالات سرية مكثفة منذ بضعة ايام ويتشاوران في كل صغيرة وكبيرة. وانهما يعدان العدة للوصول الى مرحلة الشراكة في الحكومة، بمفاوضات قصيرة للغاية. اذ ان الامور الاساسية بينهما قد اتفق عليها خلال الاسابيع الماضية.

وكان شارون قد اعلن انه يفضل ان يطبق خطة الفصل عن الفلسطينيين بحكومة يمين فقط. ولكن تصرفات احزاب اليمين تمنعه من ذلك. واصبح مضطرا الى ضم حزب العمل. في المقابل يعلن بيريس ان هدفه من الانضمام الى حكومة شارون، ليس البحث عن شراكة في الحكم، بل من اجل اعطاء دفعة لعملية السلام وقال: «وجودنا الى جانب شارون هو الضمان لتنفيذ ما طالبنا به منذ سنين، الا وهو الانسحاب من قطاع غزة واعادة تحريك عملية السلام».

ولكن هناك قوتي معارضة جديتين داخل الحزبين تسعى لاجهاض التحالف بينهما. ففي حزب العمل هنالك كتلة من 3 نواب على الاقل (عمرام متسناع، رئيس الحزب السابق، ويولي تمير، وزيرة الاستيعاب السابقة، وابراهام بورغ، رئيس الكينست السابق) اعلنوا انهم سيتمردون على قرارات الحزب في حالة انضمامه للحكومة. ولن يصوتوا معه الا في القرارات المتعلقة بمسيرة السلام. اما في القرارات الاخرى، فسيصوتون مع المعارضة حتى لو ادى ذلك الى سقوط الحكومة. وقال بورغ: انا من جهتي، لم اعد ارى نفسي في المكان الطبيعي مع حزب العمل وهو يسير في ركب الليكود. فقد سبق وشاركنا في ائتلاف كهذا، وخرجنا بسمعة سيئة، اذ ان شارون استغلنا وسخر منا وقتل شخصيتنا، حتى اكمل الجمهور علينا في الانتخابات وهبط تمثيلنا الى 19 نائبا. فالى اين سنتدهور بعد؟! لماذا لا نحافظ على هويتنا السياسية المستقلة ونناضل من اجل اسقاط الحكومة والفوز بالحكم؟! لماذا لا نضع الشعب امام الحقيقة بأن هناك حكومة وهناك معارضة، هناك رسالة حرب وعنف وهناك رسالة سلام؟!».

ورداً على سؤال: لماذا لا تستغل شارون طالما انه ينفذ سياسة حزبك وبرنامجه، قال: «شارون رجل كلام. وفي الواقع لا يفعل شيئا. لقد سمعناه وشاهدناه وهو يمرر «خريطة الطريق»، بعد ان اجرى عليها 14 تعديلا مدمراً. فأين هي هذه الخريطة اليوم؟ لقد نجح شارون في طمسها. وهكذا سيحصل لخطة الانفصال. فهو لن ينسحب من قطاع غزة وشمال الضفة. ولكن، اذا فعل، فان بامكاننا ان نصوت الى جانبه وندعمه من صفوف المعارضة، بصفتنا معارضة مسؤولة. فلماذا يجب الدخول في حكومته؟!».

وأكد بورغ انه ورفيقيه سيبقون في حزب العمل وسيناضلون من داخل صفوفه ولن ينضموا الى حزب «ياهد» (ميرتس سابقا) او غيره من الاحزاب، اولا لأن ذلك غير ممكن حسب القانون وثانيا لانه «غير ضروري. وما زالت لدينا فسحة واسعة نستطيع العمل الديمقراطي من خلالها».

اما في الليكود، فالمعارضة هناك للتحالف مع حزب العمل اكبر واشد تطرفا. فهناك يقود المعركة ضد شارون عدد من وزرائه واكثر من نصف كتلته البرلمانية (24 من مجموع 40 نائبا)، الذين يحاربونه لمنع تغيير صورة الائتلاف الحالي. ويحاولون بكل قوة اقناع حزب المفدال اليميني الاستيطاني بالبقاء في الحكومة ويهدد النواب منهم (وليس الوزراء الثلاثة) بالتصويت ضد خطة الانفصال لدى طرحها على الكنيست. وبناءً على هذا الموقف، هدد شارون بطرح خطته على الكنيست في القريب ربما الاثنين المقبل لكي يداهم هؤلاء النواب قبل ان ينتظموا كقوة معارضة جدية داخل الحزب. ورسالته لهم: اذا اسقطتم الخطة سأذهب الى الانتخابات، وهو الامر الذي يحاولون استبعاده في الليكود، خوفا من خسارة مقاعدهم، علما بأن غالبيتهم نواب جدد انتخبوا للكنيست الاخيرة لاول مرة.

وكان حزب المفدال شهد، امس، جولة اخرى من الصراع بين نوابه الستة حول الموقف من الحكومة فجميعهم يعارض الخطة. لكن ثلاثة منهم ومهم الوزير ايفي يتام ونائبان آخران، يطالبون بالانسحاب من الحكومة فورا. وانضم اليهم كبير الحاخامات السابق مردخاي الياهو وطالب الياهو الحزب في رسالة وجهها الى رئيسه، بالانسحاب من الحكومة. في المقابل يطالب الوزير زبولون اورليف ونائب آخر بالبقاء في الحكومة، طالما ان الحديث عن الخطة هو مجرد كلام في كلام. ويؤكدان استعدادهما للانسحاب من الائتلاف حالما يبدأ التطبيق. وقد اقترح رئيس الكتلة نيسان سلومايتسكي، حلا وسطا يبقى الحزب بموجبه لمدة 3 اشهر اخرى في الائتلاف. فاذا لاحظ ان الامور تتجه نحو التطبيق، ينسحب الحزب من الائتلاف عندئذ.