قصاصو الأثر البدو ينقذون حياة جنود الاحتلال ليلقى بهم لاحقا الى الشارع

TT

قبل اربعة اشهر فقط كادت قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي تخرج عن طورها وهي تمتدح ما قام به الجندي البدوي العربي في الجيش الاسرائيلي علي جابر،41 عاما، من إنقاذ لحياة العشرات من جنود الاحتلال الاسرائيلي في المنطقة المتاخمة للحدود اللبنانية وأطلقت عليه لقب «عزيز الجيش الاسرائيلي». ومنحه قائد القطاع العسكري الجنرال يائير جولان شهادة تقدير وشكر.

فجابر الذي يعمل قصاص أثر برتبة رقيب اول في الجيش الاسرائيلي، اكتشف في المنطقة المتاخمة للحدود مع لبنان ثلاث مناطق, زرعها عناصر «حزب الله» بالمتفجرات، قبل لحظات فقط من وصول دوريات جيش الاحتلال الراجلة والمتحركة الى المنطقة. ولولا تدخل جابر لكان العشرات من جنود الاحتلال سقطوا ما بين قتيل وجريح.

ان ما قام به جابر هو جزء يسير مما عمله على مدى سنين طويلة في خدمة جيش الاحتلال، ومع ذلك فقد اقدمت قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال على فصله من الخدمة، وألقت به الى الشارع رغم انه يعيل ستة افراد.

ما تعرض له جابر تعرض له الكثيرون من قصاصي الأثر من العرب الذين تطوعوا لخدمة الجيش. وهنا يتوجب الاشارة الى ان قصاصي الاثر يعتبرون جزءاً اساسياً في العمليات الأمنية لجيش الاحتلال. فهم يقومون بتمشيط الحدود مع الاردن ومصر ولبنان ومناطق السلطة الفلسطينية على مدار الساعة للكشف عن عمليات التسلل التي تقوم بها عناصر «معادية» حسب التعبير الاسرائيلي. وكان لقصاصي الأثر الفضل في احباط جميع عمليات التسلل التي تمت من الحدود الأردنية، ويلعبون ايضا دورا مهما في الحفاظ على أمن المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث يقتفون اثر كل شخص «مشبوه»، يتحرك في محيطها.

التعاطي العنصري من قبل قيادة جيش الاحتلال تجاه قصاصي الاثر وجميعهم من البدو الذين يسكنون في منطقة الشمال وفي منطقة صحراء النقب في الجنوب، دفع الكثير منهم الى استغلال وجودهم على الحدود في نقل المخدرات وتجارة الرقيق الأبيض, التي تشمل بعض عمليات تهريب الفتيات الروسيات من مصر الى اسرائيل واللاتي يجلبن للعمل في الدعارة. ولعب قصاصو الأثر دورا كبيرا في انتعاش تجارة المخدرات في الاراضي الفلسطينية، اذ انهم كانوا على علاقات وثيقة بتجار المخدرات في قطاع غزة، ويقومون بنقل المخدرات من جانبي الحدود. واعتقل جيش الاحتلال العام الماضي, عقيدا عربيا في الجيش الاسرائيلي بتهمة تقديم معلومات لـ«حزب الله»، اذ ادعت النيابة العامة الاسرائيلية ان هذا العقيد كان مرتبطا بتجارة المخدرات. ويتعامل جيش الاحتلال مع قصاصي الأثر من البدو الذين يخدمون في صفوفه، كما يتعامل مع نظرائهم الدروز والشركس، فكل هؤلاء : يهود في الواجبات، عرب في الحقوق.