اعتقلت قوات الأمن الايطالية الليلة قبل الماضية في ميلانو شخصين احدهما مصري يشتبه في أنه «من المدبرين الرئيسيين» لهجمات على القطارات في العاصمة الاسبانية في 11 مارس (اذار) الماضي، والثاني فلسطيني أجر للأول شقة. وفي بروكسل ذكر مسؤولون انه تم اعتقال 15 شخصا يشتبه في انهم اعضاء «خلية ارهابية» كانت تخطط لهجمات في اوروبا. وذكرت وكالة الانباء الايطالية (انسا) امس ان «عملية مكافحة الارهاب التي اتاحت اعتقال اسلاميين في ميلانو الليلة الماضية مستمرة في الخارج». وقال وزير الداخلية الايطالي جوسيبي بيزانو امس انه يعتقد ان احد المعتقلين، الذي ورد انه مصري اسمه ربيع عثمان السيد احمد ويلقب بـ «محمد المصري» وانه عسكري سابق وخبير متفجرات يبلغ من العمر 33 عاما، هو من «المدبرين الرئيسيين» لهجمات مدريد وانه كان يخطط لهجمات اخرى. الى ذلك، افاد مصدر في قسم مكافحة الارهاب في مدريد أمس ايضا بان «محمد المصري» يعتبر «العقل المدبر وأحد المخططين لاعتداءات» مدريد التي اوقعت 191 قتيلا. وافاد مصدر قضائي ان القاضي الاسباني خوان ديل اولمو المكلف التحقيق حول المجزرة اصدر مذكرة توقيف دولية بحقه. كما اكد وزير الداخلية الاسباني خوسيه انطونيو الونسو امس في لوكسمبورغ ان شخصا يشتبه في انه مرتبط بالخلية التي نظمت اعتداءات مدريد اوقف في ايطاليا. وقال الونسو لدى وصوله الى اجتماع وزراء الداخلية الاوروبيين «اعرف ان عملية توقيف حصلت واهنئ الشرطة الايطالية على ذلك». ورد ان الشخص الآخر الذي اعتقل في ميلانو فلسطيني اسمه يحيى بيومي وهو الذي أجر الشقة التي كان يقيم فيها «محمد المصري» في ميلانو. من ناحية ثانية، نقلت وكالة «آكي» الايطالية للانباء عن الشرطة الايطالية ان اعتقال «محمد المصري» جاء استنادا الى معلومات من الأمن الإسباني وبفضل التنصّت على المكالمات الهاتفية والتحليل الدقيق للاتصالات التي أجراها أعضاء خلية مدريد مع رفاقهم المقيمين خارج إسبانيا. وأفادت المعلومات الأولية أن «محمد المصري» قام بزيارات إلى خارج إيطاليا من أجل التنسيق بين مختلف الخلايا التي تنشط في مختلف بلدان الاتحاد الأوروبي. وورد ان جيران منزل في منطقة ريفية اعدت فيها القنابل التي استخدمت في تفجيرات مدريد تعرفوا على «المصري». كما عثر في نفس المنزل على بصمات بعض المعتقلين بشبهة المشاركة في التفجيرات. وحسب اذاعة «كادينا» الاسبانية فان «محمد المصري» خبير متفجرات وكان في اسبانيا العام الماضي وكان على صلة وثيقة بالتونسي سرحان بن عبد المجيد فخيت، الذي اعتبره القاضي الإسباني اولمو «القائد والمنسق» للاعتداءات والذي انتحر في الثالث من ابريل (نيسان) الماضي مع ستة اسلاميين آخرين في احدى ضواحي مدريد.
من جهتهم، ذكر مسؤولون أمس ان قوات الأمن البلجيكية «فككت خلية ارهابية» كانت تخطط لهجمات في اوروبا واعتقلت 15 شخصا بينهم اردنيون وفلسطينيون ومصريون ومغاربة. وصرح المدعي الفيدرالي البلجيكي دانيال برنار في مؤتمر صحافي ان المعتقلين جميعهم من الاجانب، مضيفا انهم جميعا رهن الاعتقال «وستتم احالة بعضهم الى قاضي تحقيق». ولم يتحدث برنار عن علاقة بين الاعتقالات وتفجيرات مدريد. وقال مسؤولون ان الاعتقالات تمت خلال مداهمات في 10 مواقع في بروكسل وانتويرب الليلة قبل الماضية. وقال مسؤول في الشرطة «اعتقلنا اشخاصا يعيشون وسطنا كان لهم هدف واضح هو التحضير لهجمات ارهابية». واضاف انه تم ضبط مواد مشبوهة واشرطة فيدو ووثائق في حوزة المعتقلين ولكن لم يعثر على أسلحة.