10 آلاف ضابط أمن ونظام اتصالات معقد ووحدات مكافحة الإرهاب لحماية سي آيلاند خلال القمة

TT

ستكون الاجراءات الأمنية المضادة للارهاب خلال قمة الثماني هي الاشد في تاريخ الولايات المتحدة وفقا لما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية خلال القمة باري بينيت. فزعماء الدول الثماني الكبرى، والمدعوون من الاتحاد الأوروبي من غير الأعضاء في المجموعة، والمدعوون من العالم العربي وافريقيا وصلوا بعد أسابيع من اعلان المدعي العام جون اشكروفت وجود دلائل متزايدة على القيام بهجوم ارهابي على الولايات المتحدة. وستتجاوز اجراءات الامن الخاصة بالقمة تلك التي اتخذت خلال نهائي دوري كرة القدم الاميركية في شهر فبراير (شباط) الماضي في استاد راليانت في هيوستون.

وسيتولى 10 الاف ضابط من هيئات تطبيق القانون المحلية والفيدرالية، حماية المنطقة التي سيعقد فيها الاجتماع. وسيتم نشر وحدات لمكافحة الارهاب، وتبادل الرسائل بين مختلف الاجهزة الامنية باستخدام نظام متقدم للاتصالات عبر الانترنت كشفت عنه وزارة الامن الوطني في الاسبوع الماضي. كما سيوجد عدد كبير من القوارب في المنطقة، لدرجة ان المسؤولين عن الموارد الطبيعية في ولاية جورجيا عرضوا تعليم الاشخاص كيفية تجنب حيوان «مانيتيس البحري» او تدمير بيض السلحفاة البحرية.

كما يجري وضع اسلاك شائكة، وشوهد رجال الحرس الوطني، وهم يعملون على تركيب الاطباق الهوائية تحت اشجار السنديان التي تحف الطريق المؤدي الى افخم «الجزر الذهبية» في جورجيا.

وستحدد اقامة الرؤساء وغيرهم من قادة العالم في الجزيرة خلال القمة التي تستمر لمدة ثلاثة ايام. وسيحدد عدد المرافقين لكل زعيم بـ 25 شخصا. وسيتجول الرؤساء بطريقة عصرية، حيث تم تجهيز سيارات كهربائية تصل سرعتها الى 35 ميلا في الساعة ووضع عليها علم الدولة التي ينتمي اليها الرئيس.

وربما لم يكن من المفاجئ اختيار الرئيس بوش للجزيرة لعقد اول مؤتمر قمة لمجموعة الدول الثماني الكبرى يستضيفه. فقد اختار الرئيس الاسبق جورج بوش الاب الجزيرة لقضاء شهر العسل فيها في عام 1945 وعاد الي الجزيرة للاحتفال بالذكرى الخمسين لزواجه. وقد انتشرت قصة شهر العسل بين الاوساط الدبلوماسية، فقد سأل دبلوماسي بينيت «هل صنع رئيسك هنا؟».

وقبل سنوات وجه بيل جونز وهو صديق لاسرة بوش ويرأس شركة عقارية طورت سي ايلاند، الدعوة الى بوش الاب لمباراة في ملعب جديد للغولف في الجزيرة قبل افتتاحه رسميا، واستأذن الرئيس من الضيوف وتوجه الى دورة مياه، وعندما خرج كان الجميع يضحكون وقال له جونز «السيد الرئيس انت اول رجل يستخدم دورة مياه السيدات». وبعد فترة ليست بالطويلة تلقى جونز طردا من بوش، وبداخله كانت هناك لوحة معدنية من الرئيس السابق بمناسبة الواقعة.

وتجدر الاشارة الى ان سي ايلاند هي واحدة من تلك المناطق الفاخرة شبه السرية. فنجوم السينما والرؤساء يقيمون في الاجنحة الفاخرة التي يصل سعر الليلة فيها الى 800 دولار. وتتميز الجزيرة بخصوصية شديدة هي ما دفع العديد من الشخصيات المرموقة الى العيش فيها. وفي الايام العادية، لا توجد بوابات تمنع الدخول الى الجزيرة، ولكن الجزيرة في الوقت الحالي معزولة بصورة تامة.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»