كوبنهاغن تعترف بأنها أبلغت بتعذيب معتقلين على أيدي جنود أميركيين في أفغانستان

تدهور الوضع الأمني وتصاعد أعمال العنف قبل انتخابات سبتمبر يعوقان أعمال الإغاثة

TT

اعترف وزير الخارجية الدنماركي، بير ستيغ مولر، بأنه ابلغ بتعرض سجين جزائري ـ دنماركي سابق لمعاملة سيئة واهانات في افغانستان قبل ان ينقل الى قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا.

وقال مولر للاذاعة العامة: «قال لي انه ضرب عدة مرات قبل نقله الى غوانتانامو»، معبرا عن ارتياحه للجهود التي بذلت للافراج عن هذا السجين وادت الى نتائج ايجابية. وكان مولر قد التقى سليمان حاج عبد الرحمن في مكتبه في 24 مارس (آذار) بعد شهر من الافراج عنه بعد اعتقاله 747 يوما. وتحدث السجين السابق الذي يبلغ من العمر 30 عاما خلال اللقاء عن اعمال عنف مارسها جنود اميركيون ضده في قندهار.

وكان الوزير الدنماركي قد اكد الاحد ان عبد الرحمن معتقل اوروبي في غوانتانامو افرج عنه الاميركيون لم يشك من قبل من ظروف اعتقاله. وطلبت المعارضة اليسارية اول من امس الاستماع لشهادة وزير الخارجية امام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان ليوضح ما اذا كانت الحكومة تعرف بشأن سوء معاملة المعتقلين الدنماركيين.

على صعيد آخر قال مسؤولون ان تدهور الوضع الأمني وتصاعد أعمال العنف قبل انتخابات سبتمبر (ايلول) المقبل يعوقان أعمال الإغاثة في افغانستان. وقال رياك جوك وهو مسؤول التعليم المدني التابع للامم المتحدة في اقليم قندهار الجنوبي: لا يمكننا القيام بواجباتنا. لا نستطيع حتى رصد ما يحدث». وهو نفس ما يردده العاملون في منظمات الاغاثة في جميع أنحاء أفغانستان بعد أن اضطروا لملازمة مقارهم داخل المدن الكبرى مع تنامي المخاوف بشأن الامن قبل الانتخابات. ويتعذر على منظمات الاغاثة الوصول لمناطق شاسعة بصفة أساسية في الجنوب والشرق وفي أجزاء أخرى من البلاد ليحرم عدد لا يحصى من المدن والقرى والمنازل من المساعدات التي تعهد بها المجتمع الدولي.

ومع تصاعد هجمات اصوليين معظمهم ينتمون لنظام طالبان المخلوع، بات السفر، حتى على الطرق المزدحمة، بالغ الخطورة بصفة خاصة لأن جماعات المعونة أصبحت الهدف الرئيسي لهذه الهجمات. وتزيد دلائل تشير الى اتساع نطاق التهديد من حالة القلق. فالاسبوع الماضي قتل خمسة من أعضاء منظمة «أطباء بلا حدود» من بينهم ثلاثة غربيون في بادغيس وهو اقليم في الشمال الغربي كان يعتبر حتى ذلك الحين آمنا نسبيا. وعلقت المنظمة نشاطها في البلاد وحذت حذوها خمس منظمات معونة أخرى في بادغيس اول من أمس اثر القاء قنبلة على مكتب منظمة أهلية ايطالية في مطلع الاسبوع.

وقال جوك ان الامم المتحدة يمكنها العمل في خمس فقط من بين 17 منطقة بإقليم قندهار، المعقل الرئيسي لحركة طالبان قبل أن تطيحها قوات تقودها الولايات المتحدة في أواخر عام 2001. ويقول فرانك اداركواه يادوم، منسق الامدادات الاقليمي لأمانة الانتخابات التابعة للامم المتحدة في قندهار ان الوجود في اقاليم هلمند وارزكان وزابل يقتصر على عواصمها. ويتطلب السفر برا من قندهار الى عاصمتي اقليمي ازركان وزابل حماية عسكرية. ويضيف: «الجميع مستعدون للعمل ويرغبون في ذلك ولدينا كل ما نحتاجه لممارسة عملنا ولكن المشكلة هي الامن. نشعر بإحباط شديد».

ويرتبط تدهور الوضع الامني بشكل مباشر باقتراب موعد اجراء الانتخابات المهمة التي تأمل الولايات المتحدة أن تمنح الشرعية للرئيس حميد كرزاي. غير أن طالبان وحلفاءها تعهدوا بتعطيلها. ويقول الدكتور عبد الله الغماني، مدير الامن في الجنوب: «لا شك في أن أنشطة العدو زادت. اقتراب موعد الانتخابات هو سبب زيادتها».

وتقول الامم المتحدة انها تهدف الى تسجيل أغلبية الناخبين الذين لهم حق التصويت، ويتراوح عددهم بين تسعة وعشرة ملايين نسمة، قبل موعد أول اقتراع مباشر في تاريخ أفغانستان. غير أن المسؤولين في قندهار يحذرون من أن تجاهل أعداد كبيرة من البشتون في الجنوب نتيجة المخاوف الامنية سيعزل أكبر مجموعة عرقية والجماعة الحاكمة التقليدية في البلاد عن العملية الديمقراطية وسيكون ذلك لصالح المتطرفين.

وقال مسؤول طلب حجب هويته: «حين تخسر صوت البشتون تترتب على ذلك مشكلة أخرى. ربما يبدأون في التعاطف مع طالبان». وقال خالد بشتون، المسؤول باقليم قندهار، ان الأصوليين ربما يملأون الفراغ الامني في مناطق شاسعة في الجنوب حيث لا وجود يذكر للحكومة.

ويتزايد الشعور بالعزلة نتيجة ضعف الاتصال بالمجتمع الدولي في المناطق النائية وغير المستقرة وهي عادة تكون الاكثر حاجة الى المساعدة. ويقدر نك داوني، من مكاتب أمن المنظمات الاهلية في كابل، أن العاملين في وكالات الاغاثة الدولية لا يمكنهم الوصول لنصف مناطق البلاد. ومنذ بداية العام الحالي قتل 21 من عمال الاغاثة مقارنة بـ13 في عام 2003 كاملا.

ويقول فيل هالتون، الممثل المحلي لـ«مكاتب أمن المنظمات الاهلية في أفغانستان»، انه لم يتبق في قندهار غير 25 فقط من عمال الاغاثة الاجانب باستثناء موظفي الامم المتحدة. وقندهار مركز رئيسي لعمليات المعونة في الجنوب.