في شرق السعودية: شعارات القنوات الفضائية وبرامجها تتحول إلى مسميات لصالونات حلاقة ومحلات بيع السندويتشات والإلكترونيات

TT

العلامات وكذلك الاسماء التجارية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة في قوانين أغلب دول العالم من القرصنة والاستغلال في أنشطة تجارية او ما شابهها الا بتصريح قانوني يسمح بممارسة أي نشاط تحت هذا الاسم او العلامة، وذلك كنوع من المحافظة على حقوق هذه المؤسسة او تلك من استغلال الآخرين وانتهاكهم في انشطة اخرى تخالف في اغلب الاحوال النشاط الذي تمارسه المنشأة المتعدى عليها. وتنتشر في المنطقة الشرقية ظاهرة استغلال أسماء لمؤسسات تجارية ذات علامات محفوظة، اغلبها لمؤسسات اعلامية. والطريف ان أسماء بعض الفضائيات العربية وبرامجها الشهيرة تتحول الى عناوين لصالونات حلاقة مثلاً او محلات لبيع الاجهزة الالكترونية، او والبوفيهات التي تقدم الساندويشات والوجبات السريعة. كما ان للبرامج الناجحة والجماهيرية نصيبها من القرصنة والسطو، فما ان يظهر برنامج ناجح أو جماهيري الا وتجد علامته التجارية ومسماه معلق كلوحة على أحد هذه المحلات بينما لا يلتفت من يعطي الاذن بممارسة نشاط هذه المؤسسة او تلك بهذا المسمى لعبارة (الحقوق محفوظة) التي توضع كدمغة تبين ان هذا الاسم علامة تجارية مسجلة لا يجوز التعدي عليها.

هذه الظاهرة المنتشرة في اغلب مدن المنطقة الشرقية يصفها المحامي بخيت المدرع بأنها سطو على حقوق الملكية الفكرية، ويشير الى ان القوانين في السعودية لا تسمح بمثل هذا الانتهاك بعد ان انضمت المملكة الى المعاهدة الدولية لحقوق الملكية الفكرية. مضيفاً «ان من حق الجهات التي انتهكت حقوقها من ناحية الاسم أو العلامة التجارية رفع قضايا على المستفيدين منها في انشطة تجارية حققت لهم مكاسب بسبب استخدام الاسم او العلامة التجارية، والحصول على تعويض عن هذا الانتهاك». هذا الانتهاك تراه جلياً في بعض المدن، ففي مدينة مثل الخبر تجد في شارع واحد أربعة صالونات تحمل شعار قناة «العربية»، هذا غير محلات بيع الاجهزة التي تستفيد من ذات الشعار. كما أن للبرامج نصيبا من الانتهاك، فالبرنامجان (ستار أكاديمي و سوبر ستار) اللذان أثارا جدلاً واسعاً في الاوساط السعودية إلى درجة رفع قضية على أحد الإعلاميين في السعودية بتهمة الترويج لهما بعد ان اجرى تحقيقات صحافية عنهما، تحولا الى مسميات لصالونات حلاقة في أحد شوارع مدينة الخبر، بنفس الشعار والمسمى دون ان ترفع قضية هدم قيم او اخلاق على المحلين المستفيدين من الشعار كما رفعت على الصحافي. ويقول المدرع «لكي يكون الاسم او العلامة محميين بالقانون لا بد من تسجيلهما في البلد في وزارة التجارة، للعلامات والأسماء التجارية، او وزارة الثقافة والإعلام للحقوق الفكرية». ويؤكد ان «العلامات التجارية التي تحمل عبارة الحقوق محفوظة تعتبر مسجلة لا يجوز التعدي عليها». ويوضح «حالياً لا يستلزم تسجيل الاسم او العلامة التجارية في جميع البلدان لكي تحفظ حقوقها، فعندما تسجل هذه العلامة أو الاسم في بلد مثل بريطانيا فانها تكون مسجلة في جميع البلدان التي وقعت على معاهدة حقوق الملكية الفكرية، وكذلك تسجيلها في المملكة يحميها في جميع البلدان التي وقعت على المعاهدة بعد أن أنضمت المملكة للمعاهدة».

يذكر انه الى الآن لم ترفع في المملكة قضية حقوق ملكية او تعد على علامة تجارية او دعوى انتهاك اسم تجاري، كما يؤكد المدرع. لكنه ألمح الى ان المحامين يفكرون في رفع قضايا من هذا النوع امام المحاكم السعودية بسبب انتشار الظاهرة في المملكة بشكل واضح.