امتعاض من إجراءات الانتخاب لهيئة الصحافيين السعوديين ومطالبات بتشكيل لجان قانونية لمراجعة قوائم المنتخبين

TT

طوت الصحافة السعودية مساء اول من أمس بإنتخاب أعضاء اول مجلس إدارة لهئية الصحافيين السعوديين، مرحلة من الجدل استمرت نحو 5 أشهر حول أحقية الترشيح والانتخاب للهيئة وآليات التصويت بعد جهود مضنية قامت بها اللجنة التأسيسية للهيئة.

وعلى الرغم من إتمام عملية التصويت وإعلان نتائجها في مركز البابطين للتراث والثقافة بفوز المرشحين تركي السديري رئيس تحرير صحيفة «الرياض»، وعبد الوهاب الفايز رئيس تحرير الشقيقة صحيفة «الاقتصادية»، وخالد المالك رئيس تحرير صحيفة «الجزيرة»، وقينان الغامدي رئيس تحرير صحيفة «الوطن» السابق، ومحمد الوعيل رئيس تحرير صحيفة «اليوم»، ونوال الراشد من صحيفة «الرياض»، وعلي حسون رئيس تحرير صحيفة «البلاد» المكلف، والدكتور عبد العزيز النهاري نائب رئيس تحرير صحيفة «عكاظ»، وناهد باشطح من جريدة «الرياض»، إلا أن عددا من الصحافيين والصحافيات أبدوا امتعاضهم من الإجراءات التي أتبعتها لجنة الفرز وذلك بمرور صناديق الاقتراح على الصحافيين لوضع بطاقات التصويت، كونها افتقدت لأبجديات التصويت والانتخاب، مشيرين إلى أنه من المتعارف عليه في كافة دول العالم بأن يذهب الناخب إلى صناديق الاقتراع لا ان تجلب الصناديق للمقترع.

وقال محمد الفال، الكاتب والصحافي في جريدة «الرياض» وأحد المرشحين، ان الانتخابات كانت دون المستوى المأمول منها على الرغم أنها كانت التجربه الأولى. واضاف «كانت متوقعة ومدروسة كون البطاقات رقمت ووضعت في صناديق مفتوحة، الأمر الذي يقلل من مصداقية التصويت». إلا أنه أكد أن عمليات الانتخابات «لعبة» وفيها الكثير من القوانين التي لا بد من الاعتراف بها وتقبل نتائجها.

وحول إعادة ترشيح بعض الصحافيين على الرغم من ان اللائحة التنفيذية لا تنطبق على ترشيحهم، أشار الفال الى أنه لا بد من وجود لجنة قانونية تطبق كافة القوانين التي تتضمنها اللائحة التنفيذية ولا تكون المرجعية غير قانونية، إضافة إلى ضرورة تعدد أماكن الاقتراع، كونها وجدت في هذه التجربة في منطقة الرياض متناسين المناطق السعودية الأخرى التي يوجد بها صحافيون يحق لهم الترشيح والانتخاب. وطعنت الصحافية منال الشريف من صحيفة «الوطن»، وهي إحدى المرشحات، في أحقية ترشيح زميلتها الصحافية ناهد باشطح كونها لم تكمل الـ 3 سنوات من التفرغ للعمل الإعلامي، حسب ما تنص عليه شروط الترشح لعضوية المجلس، مشيرة الى أنها بدأت بالعمل في صحيفة «الرياض» في سبتمبر (ايلول) عام 2002. وتساءلت الشريف «هل يحق لها الترشيح وتجاوز أنظمة وقوانين اللائحة التنفيذية بعد أن أعيد ترشيحها مساء اول من أمس بعد أن كانت مستبعدة؟».

وقالت الشريف «الترشيحات كانت محسومة من قبل، واللجنة كان لها دور كبير في التلاعب بعملية التصويت، وكنا نتمنى أن توزع اماكن الاقتراع في كافة المدن الرئيسية في السعودية لان لنا أصواتا في عدد من المدن لم يسعفها الوقت للحضور والتصويت لنا».

من جهته أوضح حزام العتيبي من صحيفة «عكاظ»، والذي حاز 64 صوتاً للترشح لمجلس إدارة هيئة الصحافيين السعوديين، أنه «سعيد بهذه التجربة الحضارية وبتأسيس كيان للصحافة السعودية»، مشيراً إلى أن عملية التصويت تمت في صورة نزيهة وشفافة عكس ما كان يتوقعه البعض، في الوقت الذي أعربت نوال الراشد من صحيفة «الرياض» عن سعادتها بالفوز بعد إعلان النتائج متمنية أن تحقق من خلال عضويتها لمجلس إدارة الهيئة الآمال المعقودة عليها من زميلاتها.

ووصفت نبيلة محجوب، من صحيفة «المدينة» والمرشحة لعضو مجلس إدارة هيئة الصحافيين، الانتخابات بأنها مخيبة للآمال، وأن البدايات عادة ما تكون صعبة، مطالبة بالصبر والإرادة للوصول بالهيئة الى مصاف الهيئات الصحافية المتقدمة، مشيرةً إلى أن دخول الصحافيات للترشيح دون قيد أو شرط يعد في حد ذاته إنجازا للمرأة السعودية.

وذكرت نبيلة محجوب أنها تقبلت عدم فوزها بعضوية مجلس إدارة الهيئة بامتعاض. وتساءلت «من المستفيد من تفريغ القاعة من المرشحين، وعن ما حدث للمرشحة ناهد باشطح من استبعاد ثم عودة ثم فوز؟». وذهبت محجوب بعيدا في قولها «إنها تمثيلية ليس لها تبرير ولم تحترم ذكاءنا ولم ينوه عنها، وقد لفت الانتباه طريقة الاستبعاد ثم العودة ثم الفوز وكأن الواسطة هنا قد لعبت دوراً في ذلك».

وأوضحت منى دغش من صحيفة «الاقتصادية» أن مجرد دخول الإعلامية السعودية لعالم الانتخاب والترشيح سيشجعها لولوج مجالات إعلامية أكبر تمنحها أفقا أرحب للمساهمة في عجلة الإعلام وتحقق لها الانتشار عربياً ودولياً مما سيسهم في التعريف بالمرأة السعودية وإنجازاتها.

وقالت سمر المقرن من صحيفة «الوطن»: «نحن نصوت للأسف من خلال صيت من رشحوا أنفسهم، واغلب المتواجدين على القائمة لا نعرف عنهم إلا القليل. كنا نتمنى أن لا يقل اجتماعنا التعريفي بكل مرشح على حدة عن ثلاثة اجتماعات نتعرف من خلالها على تفاصيل ومعلومات تساهم في رفد ما تراكم لدينا عنهم». وتزيد «أننا نقدر لهؤلاء الرواد دورهم في تربيتنا على قراءة أطروحاتهم، ونشكر لهم إنجازاتهم في مجال الإعلام، لكن ذلك ليس كافياً. وتضيف: «يؤخذ على بعض المترشحين محاولة استقطاب الناخبين من خلال البعد المادي فقط وهذا تقليل من مهنة الصحافة، وكنت أتمني أن يعني الناس بالأبعاد المهنية وترقيتها وهذا ما نحن بحاجة ماسة له».

وانتقدت هالة الناصر، مسؤولة تحرير مكتب مجلة «سيدتي» في الرياض، الأسلوب المتبع في تنظيم الانتخابات، مطالبة كل من يبررون لذلك أن يكفوا عن محاولة إخفاء القصور الكبير الذي اعترى كل تفاصيل الاقتراع. وقالت «كانت طريقة إدارة القاعة النسائية تعمها الفوضى وسوء التنظيم ولا تليق بنا كإعلاميين، هذا فضلاً عن التجاهل المتعمد من الرجال لنا كوننا نساء». وأضافت «هالني منظر صندوق الاقتراع الذي كان من الكرتون الورقي المفتوح ولم يخضع لأبسط أبجديات صناديق الاقتراع المغلقة بإحكام. حاولت التحدث مع الدكتور عبد الله الجحلان رئيس تحرير مجلة «اليمامة» لكنه لم يجب على ندائي بالرغم من أن جميع من في قاعة الرجال سمع ندائي حتى اضطررت للاتصال به هاتفياً لإبداء اعتراضي على صناديق الاقتراع».

وأضافت «لا أقول بأنه قد تم التلاعب بالنتائج ولكن في كل لحظة كانت هناك إمكانية للتلاعب، فعدم وجود جهة محايدة ضابطة، دليل على فشل هذه الانتخابات، فلم يراع تطوير أدواتنا المهنية وإدخال التقنيات الحديثة في فرز الأصوات والتي كان فرزها كما تابعنا يحدث بطريقة لا توصف باليدوية بل بالبدائية بالرغم من أنه لم تكن تنقصنا الماديات لنقترع بطريقة راقية وسليمة وبشكل أفضل من برنامج (ستار أكاديمي) بحيث نضمن نزاهة هذه الانتخابات».