انفجرت السيارة الملغومة فصب العراقيون جام غضبهم على سيارات أخرى

TT

بغداد ـ رويترز: كان العراقيون يفتحون متاجرهم ويتجهون الى مكاتبهم ويحاولون العثور على أي عمل مؤقت في شوارع وسط بغداد امس عندما مزق مفجر انتحاري بسيارته صباح يوم عادي. وانفجرت السيارة في الوقت الذي كانت تمر فيه قافلة من سيارات دفع رباعي مدنية يستقلها متعاقدون أجانب بالمنطقة المزدحمة مما أسفر عن سقوط 13 قتيلا على الاقل واثارة غضب السكان المحليين الذين هاجموا السيارات وأضرموا فيها النيران. وقال عبد الزهراء رحيم لطفي وهو يرقد في مستشفى الكندي بعد اصابته في الانفجار«كنت مارا بجوار القافلة في طريقي الى العمل.. ثم وقع الانفجار من ورائي وألقى بي على الارض». وأضاف «تلك المنطقة تكون مزدحمة للغاية في الصباح. أصيب الكثيرون». وأسفر الانفجار عن بتر أطراف البعض من بين نحو 60 جريحا وخمسة قتلى. وتسببت قوة الانفجار في تحطم النوافذ وسقوط الشظايا في الازقة القذرة التي تصطف بها الورش ومساكن العمال الذين يتجمعون في المنطقة بحثا عن فرص عمل مؤقت. وانهارت واجهة مبنى من الطوب مكون من ثلاثة طوابق كان يستخدم كنزل مما أدى الى مقتل البعض بداخله. ومن الممكن رؤية درجات السلم والاسرة وغيرها من قطع الاثاث من الشارع. وكان الدخان ما يزال يتصاعد من ثلاث سيارات مدنية محترقة انفجرت داخل الطابق الارضي للنزل نتيجة قوة الانفجار. وكانت هناك أربع سيارات على الاقل ملقاة على قارعة الطريق الذي طوقته الشرطة العراقية ومنعت فيه الحركة المرورية. وأخمد سكان بالمنطقة ورجال الاطفاء الحريق وبحثوا وسط الانقاض ونقلوا الجرحى الى سيارات الاسعاف المنتظرة. وقال علي رسول شمالي الذي كان يمر وقت وقوع الانفجار «كان هناك ثلاث من سيارات الدفع الرباعي على الطريق عندما خرجت سيارة من مكان مجاور للنزل وفاجأتها ثم انفجرت مما أدى الى تطاير واحدة في الهواء واندلاع النيران بها.

كان هناك الكثير من السيارات العادية المتوقفة في الشارع.. كان الكثيرون متجهين لاعمالهم». ودفعت قوة الانفجار احدى سيارات الدفع الرباعي بعيدا عن الشارع الى المرآب المجاور حيث ظل الدخان يتصاعد من الحطام المتفحم وسط حرارة الشمس الشديدة. وقال شهود عيان انهم رأوا جثتين محترقتين على الاقل داخل السيارة. ووسط شظايا الزجاج داخل احدى سيارات الدفع الرباعي الاخرى كانت هناك علبة سجائر أميركية وفنجان قهوة من الفضة. وفي المقعد الخلفي لسيارة أخرى ظلت نوافذها سليمة ولكن تحول لونها الى اللون الرمادي كانت هناك كومة من الوثائق والملفات. وفي الوقت الذي بدأت فيه القوات الأميركية تصل الى موقع الحادث تدفق شبان عراقيون من أزقة مجاورة وكان البعض يرشقهم بالحجارة. وتجمع العشرات حول سيارتين استهدفتا في الانفجار وبدأوا يقفزون فوق سقف السيارتين وضربهما ببقايا سيارات أخرى مرددين هتافات مثل «لا اله الا الله.. أميركا عدو الله». وأضرم الحشد النيران في السيارتين مما أدى الى تصاعد دخان كثيف الى السماء في الوقت الذي كانت تراقب فيه القوات الأميركية ما يحدث. وقال أحد المارة الذي قال ان اسمه موسى «كنا نتجه الى الميدان عندما انفجرت سيارة مارة.. ليس هناك عراقي يقدم على هذا.. لا بد أنهم أجانب. لا بد أن يكون كذلك».