وزير الصحة: تراجعنا من قائمة أفضل الدول إلى أسفلها في مستوى الخدمة

TT

حذر وزير الصحة العراقي الدكتور علاء الدين العلواني من مخاطر تردي الوضع الصحي في العراق مما ادى الى ارتفاع نسب الاصابة بالامراض المعدية، وقال «كان العراق قبل 20 سنة في مقدمة دول المنطقة تطورا في الخدمات الصحية واليوم نحن في أسفل القائمة».

وقال الدكتور العلواني في حديث عبر الهاتف لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «الامراض المزمنة مثل امراض القلب والسكري وامراض الدم والسرطان تسبب الكثير من الوفيات في العراق، وتشكل امراض القلب السبب الرئيسي للوفاة في العراق، وتقديراتنا ان امراض القلب والسكري والسرطان تسبب ما لا يقل عن 40 في المائة من الوفيات في العراق».

وكشف الدكتور العلواني عن التدهور الكبير الحاصل في الخدمات الصحية في العراق مشيرا الى ان العمر المأمول للفرد العراقي انخفض الى 59 سنة للذكور و62 للاناث.

وقال وزير الصحة العراقي «اذا قارنا المؤشرات الصحية في العراق قبل 20 سنة سنرى انه حدث تدهور كبير وخطير في الوضع الصحي. قبل 20 سنة كان العراق في مقدمة دول الشرق الأوسط من ناحية تطور الخدمات الصحية اما الآن فنحن في أسفل القائمة ويمكن مقارنة وضعنا من هذه الناحية بوضع الدول الفقيرة مثل جيبوتي والصومال».

واشار الى ان «نسبة وفيات الاطفال الرضع»، أي في سنتهم الاولى، ارتفعت الى 120 حالة وفاة لكل ألف ولادة حية، بينما كان الرقم عام 1989 أقل من 45 وفاة لكل ألف ولادة حية، وهذا يعني ان الارقام ارتفعت الى الضعفين، «ولنا ان نتخيل كم من السنوات والجهود نحتاج الى اعادة الرقم الى معدلات عام 1989؟ اما معدل وفيات الامهات فبلغ 294 وفاة لكل مائة الف ولادة حية والرقم خطير جدا».

وأوضح الدكتور العلواني ان عدد مستشفيات العراق يبلغ حوالي 240 مستشفى في جميع انحاء العراق وبضمنها منطقة كردستان العراق، وهناك اكثر من 1200 مركز صحي عامل. وهناك تقريبا 70 مستشفى خاصاً تعمل الان والغالبية العظمى منها مستشفيات صغيرة وخدماتها محدودة قياسا الى الخدمات التي تقدمها المستشفيات الحكومية، مشيرا الى ان عدد الاطباء العراقيين يبلغ حوالي 15 الف طبيب بينهم اربعة الاف اختصاصي، وأضاف «اود ان اقول انه خلال العشرين سنة الماضية ترك العراق الاف الاطباء الاختصاصيين والذين يعملون اليوم في ارقى المستشفيات المعروفة عالميا سواء في اوروبا او الولايات المتحدة».

وأشار وزير الصحة العراقي الى ان الوضع الامني المتدهور دفع الكثير من الاطباء الى ترك العراق، وقال «هؤلاء الاطباء خرجوا مؤقتا بسبب سوء الاوضاع الامنية والان عندنا نوع من التنسيق مع وزارة الداخلية لحماية الاطباء، ونتعاون الان مع اللجنة التحضيرية لنقابة الاطباء للحد من هذه الظاهرة».