وزارة الأوقاف الجزائرية تتحدث عن شبكة تبشر بالمسيحية في منطقة القبائل «مستغلة الظروف الصعبة» للسكان

TT

أجرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية تحقيقا حول التبشير بالديانة المسيحية في منطقة القبائل بشرق البلاد، وتوصلت الى وجود شبكة تنشط في هذا المجال ولها امتداد خارج الجزائر.

وتخص الظاهرة، حسب مصادر من الوزارة، ولايتي تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة) وبجاية (50 كلم شرق العاصمة)، لكن اعتناق المسيحية يلفت الانتباه أكثر في تيزي وزو بحكم وجود كنيستين وعشرات من البيوت حوّلها أصحابها إلى أماكن للعبادة.

واجتمع المجلسان العلميان للشؤون الدينية في الولايتين في 31 مايو (ايار) الماضي، وشرع أعضاؤهما بمعية أعيان المنطقتين وشيوخهما في تقصي الحقيقة حول دخول أعداد كبيرة في الدين المسيحي. واصدر المجلسان العلميان حينها تقريراً اولياً هونا فيه من الحدث، وانتقدا فيه «صحفاً مغرضة هولت» من الموضوع.

غير أن وزير الشؤون الدينية الدكتور بوعبد الله غلام الله، كشف في مؤتمر صحافي بالعاصمة الجزائرية اول من امس عن وجود مبشرين في منطقة القبائل وندد بمن سماهم «دعاة المسيحية الذين يستغلون ضعف بعض الشباب الجزائري لإبعادهم عن دينهم».

وذهب الوزير أبعد من ذلك، عندما قال ان الشباب يتعرضون للإغراء، حيث يعرض عليهم المبشرون مناصب عمل وتأشيرات سفر إلى أوروبا مقابل اعتناق المسيحية. وأضاف الوزير: «تستهدف حملة التبشير المرضى والمعاقين الذين يُطلب منهم اعتناق المسيحية مقابل السفر للخارج للعلاج، وتعرض للحملة عدد من الشباب الذين أخفقوا في دراستهم، حيث اقترب منهم المبشرون لإيهامهم بأن الأمل في مستقبل أفضل تحققه لهم المسيحية».

وكانت صحف جزائرية قد افادت أن الكنائس تنتشر بشكل مخيف في منطقة القبائل، وان عددها وصل الى 35 كنيسة في تيزي وزو وحدها. وكشف مصدر، تابع أطوار التحقيق، لـ«الشرق الأوسط»، أن المبشرين بإحدى الكنائس يتوسطون لدى السفارة الفرنسية في الجزائر، للحصول على تأشيرة السفر لفائدة المرضى والمعاقين بمنطقة القبائل، وتتكفل بهم مجموعات مسيحية في أماكن الاستشفاء في فرنسا. وهناك يجتهد المبشرون في إقناعهم باعتناق الدين المسيحي على أساس أنه وفر لهم فرصة للتطبيب لم يوفرها لهم من يدينون بالإسلام. وما ان يعودوا إلى الجزائر حتى يكونوا قد اقتنعوا بأن المسيحية هي الدين الأنسب لهم وينطلقون في الدعوة له. ويذكر نفس المصدر، أن الكثير منهم، حولوا بيوتهم إلى اماكن للعبادة تستقبل مسيحيين جدداً. ولما شعرت وزارة الشؤون الدينية بتفاقم الظاهرة، اتصلت بأساقفة الجزائر لمعرفة ما إذا كانت لهم يد في القضية، لكن مصدر «الشرق الاوسط» قال ان المعنيين «نفوا أن يكون لهم ضلع في ظاهرة التنصير».

واعترف عبد الله طمين مستشار وزير الشؤون الدينية، بوجود الظاهرة لكنه قلل من فاعليتها في الجزائر. وقال ان 139 أجنبياً من 25 جنسية اعتنقوا الإسلام في الجزائر في السنوات الأربع الماضية، أي بمعدل 35 حالة سنويا. وأغلب المسلمين الجدد نساء (75 امرأة). وذكر المصدر ان غالبية المسلمين الجدد في الجزائر يشتغلون في السفارات او يدرسون في الجامعات او يعملون مهندسين لصالح شركات أجنبية.