صربيا: تاديتش سيسعى لجمع الإصلاحيين لمواجهة الزعيم القومي المتشدد نيكوليتش

TT

بلغراد ـ أ.ف.ب: يفترض ان يجمع المعارض بوريس تاديتش المؤيد لوحدة اوروبا مجمل القوى الاصلاحية حوله ليخوض الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 27 يونيو (حزيران) في صربيا ضد الزعيم القومي المتشدد توميسلاف نيكوليتش.

وفاز الرجلان في الدورة الاولى من الاقتراع الرئاسي الذي اجري اول من امس في صربيا بعد ان تقدما على المرشحين الـ13 الآخرين ومن بينهم دراغان مارسيتشانين مرشح الائتلاف الحكومي الذي يبدو رئيسه فويسلاف كوستونيتشا الخاسر الاكبر في الانتخابات.

وقد حصل نيكوليتش، زعيم الحزب الراديكالي القومي المتشدد، على اكثر من ثلاثين في المائة من اصوات الناخبين مقابل اكثر من 27 في المائة لتاديتش الزعيم الجديد للحزب الديمقراطي الذي اسسه زوران غينغيتش رئيس الوزراء الذي اغتيل عام 2003.

وبالكاد تجاوز مارسيتشانين عتبة الـ13 في المائة من الاصوات، ولم يتمكن ان يشغل حتى المرتبة الثالثة التي احتلها احد السياسيين الجدد وهو بوغوليوب كاريت، رجل الاعمال الذي جاء جزء من ثروته من تعاونه الوثيق مع نظام الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش. وحصل على 19 في المائة من الاصوات.

وقد وضعت هذه النتائج صربيا على مفترق طرق. ومن المفارقات أن يكون كلا المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية في الدورة الثانية من المعارضة التي لم تشترك في تشكيل الحكومة الصربية الحالية مطلع العام الجاري. وقد دعا دراغن توتوروفيتش رئيس لجنة الانتخابات في صربيا، رئيس الوزراء فويسلاف كوشتونيتسا لتقديم استقالته. وأعلن ميريليوب لابوس، أحد أقطاب الحكومة بعد ظهور نتائج الانتخابات، ضرورة دعم المرشح الديمقراطي تاديتش، وبحث امكانية ضم حزبه إلى الحكومة لتجنب السقوط سريعا. وقال: «لا يمكننا البقاء في الحكومة بـ14 في المائة فقط من الاصوات».

ومن جانبه ايضا، دعا تاديتش «القوى الديمقراطية والمواطنين ذوي التوجهات الديمقراطية» الى جمع اصواتهم حول اسمه «لمنع القوميين المتشددين، الذين تسببوا في الحروب الاخيرة في كرواتيا والبوسنة وكوسوفو، من احتلال اعلى منصب في السلطة».

واوضح تاديتش انه سيجري سلسلة من المشاورات للتوصل الى «تفاهم يتمحور حول ثلاث نقاط هي الطريق الاوروبي لصربيا، والاستقرار السياسي، والاصلاح الاقتصادي». ودعت ثلاثة احزاب ـ من اصل اربعة ـ في الائتلاف الحكومي مؤيديها الى التصويت لمصلحة تاديتش في 27 يونيو من بينها «مجموعة الـ17» التي يتزعمها نائب رئيس الوزراء الحالي لابوس. لكن اكبر حركات المعارضة اي الحزب الديمقراطي الصربي الذي يتزعمه كوستونيتشا رفض حتى الآن ان يعلن موقفا.

وعشية هزيمته، فضل مارسيتشانين التشديد على خطر ازمة سياسية جديدة في صربيا. وقال لابوس ان نتائج الاقتراع «تفرض اما اعادة تشكيل الحكومة او الدعوة الى انتخابات جديدة» تشريعية بسبب الاستياء الذي عبر عنه الصرب من الحكومة.

وكان كوستونيتشا وحلفاؤه قد اضطروا بعد الانتخابات التي اجريت في ديسمبر (كانون الاول) وفازوا فيها، للجوء الى نواب للحزب الاشتراكي الذي يتزعمه الرئيس السابق ميلوشيفيتش ليتمكنوا من تشكيل فريق وزاري وتولي الحكم. ولم يتمكن كوستونيتشا حينذاك من ضم الحزب الديمقراطي الى الائتلاف الحاكم ودفعه بذلك الى البقاء في المعارضة، مع ان الحزب الديمقراطي الصربي وحزب تاديتش كانا شريكين في اسقاط ميلوشيفيتش.

وجاء هذا الانقسام العميق في المعسكر الديمقراطي ـ الذي بدأ عندما كان غينغيتش رئيسا للوزراء وكوستونيتشا رئيسا ليوغوسلافيا السابقة (التي اصبحت صربيا والجبل الأسود) ـ لمصلحة القوميين الصرب في السنوات الاخيرة. ورأت الصحف في تعليقاتها امس ان نتائج الانتخابات الرئاسية «مرتبطة الى حد كبير بموقف كوستونيتشا وكذلك بموقف كاريتش والناخبين الذين خاب املهم بسبب النزاعات المتواصلة في معسكر الديمقراطيين».