انفجار قنبلة يتزامن مع بدء اجتماعات منظمة المؤتمر الإسلامي في اسطنبول والمشاركون يدعون في كلماتهم إلى محاربة الإرهاب الذي يسيء إلى الإسلام

الرئيس التركي يدعو إلى إصلاحات «واقعية» في الدول الإسلامية تنسجم مع الخصوصيات الوطنية

TT

دعا الرئيس التركي أحمد نجدت سزر الى اصلاحات «واقعية» في الدول الاسلامية تتناسب مع خصوصياتها الوطنية، مؤكدا في الوقت نفسه ان مبادرة «الشرق الاوسط الكبير» الاميركية ستمنى بالفشل من دون حل النزاع العربي الاسرائيلي، وذلك في كلمة لدى بدء اجتماعات منظمة المؤتمر الاسلامي في اسطنبول.

وقال سزر في خطاب افتتاح أعمال المؤتمر الـ31 لوزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الاسلامي صباح امس «اننا نمر في مرحلة تتسم برياح تغيير عاتية، إذ لا يمكن لاي دولة ان تنأى بنفسها عن هذا التغيير»، مشددا على ضرورة تعزيز حقوق الانسان والحريات الفردية والمساواة بين الرجل والمراة والتسامح الديني. كما أكد الرئيس التركي على أهمية تحديد دول المنطقة «سرعات» هذه الاصلاحات بطريقة تتناسب مع ظروفها، وعلى ان هذه الاصلاحات «ينبغي ان تكون واقعية». وتابع «من الضروري اتباع اسلوب واقعي لكل دولة على حدة استنادا الى الظروف المحلية وخصوصية كل دولة». غير انه حذر من ان مشاريع التحديث في الدول الاسلامية في المنطقة، «ستمنى بالفشل الا اذا وجدت تسوية للنزاع بين الفلسطينيين والاسرائيليين». وقال «ان الاحتلال المتواصل في الاراضي الفلسطينية والاستخدام المفرط وغير المتكافىء للقوة.. زادا من حدة النزاع». الى ذلك، قال وزير عربي يشارك في المؤتمر ان منظمة المؤتمر الاسلامي ستعيد تأكيد دعمها لـ«خريطة الطريق»، وستدعو مجلس الأمن الى «النظر في نشر قوة من الامم المتحدة». كما أعلن ان «وزراء خارجية الدول الـ57 الاعضاء في المنظمة سيؤكدون مجددا تمسكهم بمكافحة الارهاب الدولي مع التمييز بين الارهاب والمقاومة».

وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد صرح في اسطنبول ان العراق سيشكل «المسألة الرئيسية المطروحة للبحث خلال هذا المؤتمر الذي سينظر في تقدم وتطور هذا البلد». ومن المقرر ان يلتقي مساء اليوم ممثلو الدول المجاورة للعراق اضافة الى مصر لاجراء محادثات حول مستقبل العراق.

من ناحيته، اكد الامين العام للمنظمة عبد الواحد بلقزيز على ضرورة ان تقوم المنظمة بمحاربة الارهاب الذي يسيء الى الاسلام. وقال بلقزيز «ان العجز الذي يعاني منه العالم الاسلامي حاليا وصعوبة ايجاد حل لقضايانا المحقة هما السبب وراء تصاعد التطرف». ورأى الامين العام ان «المتعصبين وجدوا في الوضع الاسلامي فرصة مناسبة لارتكاب اعمال بشعة تستحق العقاب ما يحتم علينا ان نقاتل بشدة وحزم هذا التطرف في هذه المرحلة حيث نعمل على تصحيح الصورة المشوهة للاسلام في العالم». واشار الى «ان هناك العديد من الخيارات في الفقه الاسلامي في اتجاه الانفتاح اهملت او اخفيت على مدى التاريخ».

واعاد بلقزيز الى الاذهان الارقام التي تقول ان «30 في المائة من المسلمين يعيشون تحت خط الفقر» وان «70 في المائة من اللاجئين في العالم هم من المسلمين». واوضح ان «مداخيل الدول الاسلامية كلها في العالم تقل عن مجمل دخل بلد متطور كفرنسا او بريطانيا».

من جهته دعا وزير الخارجية التركي عبدالله غل «العالم الاسلامي الى ان يكون قوة فاعلة في العالم». وقال «على العالم الاسلامي ان يواصل تطوره نحو الديمقراطية والشفافية والانفتاح اجتماعيا وحسن تسيير شؤون الدولة». ورأى ان التجربة التركية في الاصلاحات والتقدم يمكن ان تكون «مصدر الهام لمن يريدون التحديث مع الحفاظ على القيم التقليدية». وقد حث الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الدول الاسلامية على دعم الحكومة العراقية المؤقتة الجديدة، وقال ان أمام العراق فرصا طيبة بالرغم من انتشار أعمال العنف. وفي رسالة تليت أمام اجتماع منظمة المؤتمر الاسلامي، طالب انان أيضا اسرائيل بوقف القتل المستهدف للنشطاء الفلسطينيين، وقال ان الفلسطينيين لا بد أن يوقفوا كذلك التفجيرات الانتحارية.

وتتطلع منظمة المؤتمر الاسلامي التي شكلت عام 1969 الى التعبير عن أراء موحدة بالنيابة عن 1.3 مليار مسلم في العالم يمثلون نحو خمس سكان العالم. ولكن المنظمة تفتقر الى الوسائل اللازمة والاطار المؤسسي لتنفيذ قراراتها. وتأمل تركيا من استضافة الاجتماع، الذي يستغرق ثلاثة أيام زيادة نفوذها في المنظمة باعتبارها الجسر الجغرافي والسياسي بين الغرب والاسلام. كما تأمل في الحصول على دعم منظمة المؤتمر الاٍسلامي لرفع كل العقوبات الدولية المفروضة على القبارصة الاتراك بعد الاستفتاء الذي أجري في 24 ابريل (نيسان) والذي أيدت فيه جمهورية شمال قبرص التركية خطة للامم المتحدة لاعادة توحيد قبرص ولكن القبارصة اليونانيين رفضوها. كما تشن تركيا حملة لدعم مرشحها اكمل الدين احسان اوغلي، 59 عاما، الذي يتنافس مع مرشح من بنغلاديش هو صلاح الدين قادر شودوري ومرشح آخر من ماليزيا للحلول محل المغربي عبد الواحد بلقزيز الذي يشغل منصب الامين العام للمنظمة منذ 2001.

وسينهي المؤتمر اعماله بعد غد بتبني قرارات نهائية واعلان اسطنبول. واوضح مندوبون ان هذه القرارات ستشمل ثلاثة ملفات كبرى، سياسية واقتصادية ومالية وثقافية. ويشمل الملف السياسي النزاع العربي الاسرائيلي، والعراق، والاصلاحات السياسية في المنطقة.

الى ذلك، ذكرت وكالة الاناضول ان شخصا واحدا على الاقل اصيب بجروح طفيفة في انفجار قنبلة يدوية الصنع قرب مصرف في الشطر الآسيوي من اسطنبول. ووقع الانفجار خلال افتتاح اعمال المؤتمر الاسلامي. وقالت الوكالة ان موظفا في مصرف تركي اصيب بجروح طفيفة في انفجار العبوة التي وضعت قرب او داخل سلة للمهملات، بالرغم من الاجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها السلطات التركية بمناسبة انعقاد الاجتماع. الى ذلك، ذكر مندبون مشاركون فى الاجتماعات ان مساومات بدأت في الكواليس حول اختيار الامين العام الجديد للمنظمة، والعقوبات الاميركية المفروضة على سورية والاعتراف باسرائيل.

واوضح المندوبون ان سورية تطالب باصدار قرار يدين العقوبات الاميركية المفروضة عليها وتسعى للحصول على نص «حازم» يستنكر «السياسة المتصلبة» التي تنتهجها واشنطن. واضاف المندوبون ان دولاً تعتبر نفسها «معتدلة» تريد تجنب هذا النقاش وتعتبر ان الاشارة في القرارات النهائية «لرفض جميع العقوبات المفروضة على الدول الاسلامية»، دون ذكر سورية بالخصوص كافي.

واوضح مندوب طلب عدم ذكر اسمه ان ايران ابلغت من جهة ثانية انها «سترفض اي نص يشير ولو بصورة ضمنية الى الاعتراف باسرائيل». وقال ان «الوفد الايراني اعلن بوضوح انه سيعارض ذلك بحزم»، ومن غير المعروف موقف تركيا من ذلك الطلب، اذ تربطها علاقات وثيقة باسرائيل.