سهام الصويغ: كنت من بين المطالبات بحق المرأة في قيادة السيارة وأرفض تشكيك العريفي في قدراتي

قالت إنها رأت سعة صدر من هيئة كبار العلماء فهي تستمع بإنصات ولا تغضب أو تحقر من خالفها الرأي

TT

قالت الدكتورة سهام الصويغ العضو في اللقاء الفكري الثالث للحوار الوطني في المدينة المنورة إن أغلب الصحف المحلية «نشرت أكاذيب» حول ما حدث بين عضوي اللقاء الدكتورة وفاء الرشيد والدكتور محمد العريفي في حادثة اول من أمس، مشيرة الى أن بعض الصحف تجاوزت الحدود في نشر بعض التهم عن وفاء الرشيد وهي غير صحيحة.

وقالت انها كانت ضمن المشاركات في الحوار الوطني وانها إحدى الأكاديميات اللواتي جرحن بسبب مداخلة العريفي، «الأمر الذي أدى إلى تأثر وفاء الرشيد بطرحه المتشدد في توقيت تعاني منه البلاد من إرهاب المتطرفين».

وأكدت الدكتورة سهام الصويغ أن «الشرق الاوسط» كانت الوحيدة التي انفردت بنشر حقيقة الموقف الذي تم في جلسة المرأة والتعليم، وقالت «لا أعلم على أي أساس نشرت تلك الأكاذيب، أما أنا فلا أجامل أحدا وأعرف أني موضوعية جدا وقد رأيت سعة صدر من هيئة كبار العلماء وتفهما إيجابيا حين يستمعون لنا بإنصات دون أن يغضبوا ودون أن يحقروا أحدا ممن يستمعون لهم. ولم يصدر عنهم مثل ذلك لأي من المشاركين أو المشاركات، ولكن ما حصل أن بعضا ممن يعتبرون أنفسهم دعاة حقيقيين مثل العريفي يتعرض للبعض من الأكاديميات الفاضلات ويحط من قدرهن لأنهن لم يتفقن مع وجهة نظره، أو العضو الدكتور عدنان باحارث في طرحه المتحيز، وإن لم يتعرض فيه لأحد، إلا أنه كان يحمل وجهة نظر خاصة، لكنها غير مستندة الى حقيقة علمية حينما تحدث عن ضعف المرأة وعدم قدرتها وأهليتها». وعلقت الصويغ، التي ترعى حاليا تأسيس جامعة دولية للبنات في البحرين، على الموقف الذي اعتبرت ان العريفي تجاوز فيه حينما تعرض للأكاديميات، وهي من ضمنهن وتجلس معه على طاولة الحوار قائلة «لقد أزعجني موقف العريفي لأنه استخدم هذا المنبر الوطني للتجريح في الآخرين، والحط من قيمتهم والتشكيك في فضيلتهم. فقد ذكر أن لديه تحفظا على المعلمة التي تقص قصات شعر غير مناسبة له، وأتساءل هل هو الغلو والتشدد ووضع العباءة على الرأس لنحكم على المعلمة أو الفرد بأنه ذو كفاءة أو غير كفؤ؟! إذ يجب ألا تكون الكفاءة مرتبطة بمدى قرب المعلمة من الغلو والتشدد أو بعدها عنه، فنحن كلنا مسلمون وكلنا نمارس التعليم بمؤسسات تعليمية لها ضوابطها الدينية».

وتتابع الصويغ حديثها بالقول «لا أقبل من العريفي أن يشكك في قدرتي وكفاءتي بسبب أن قصة الشعر هذه لم تعجبه وأقصد المعلمات، وبعد أن انتهى من نقده هذا للمعلمات، تعرض لبعض الأكاديميات بجامعة الملك سعود اللاتي منذ خمس عشرة سنة قدن سيارة، والدولة أنهت موضوعهن وبتت في الأمر منذ اثني عشرة سنة حينما أمرت بإرجاعهن للعمل الأكاديمي». وتبرر الصويغ عدم ردها على الموقف بقولها «كنت موضوعية بالرغم من أن كلامه قصدني به شخصيا، وقد فوجئت بذلك ونحن في هذا الحوار». أما عن موقف وفاء الرشيد فتقول «بعد أن أبدى موقفه هذا في مداخلته جاءت مداخلة وفاء الرشيد مباشرة وهي غاية في التأثر بتعرضه لنا والحط منّا ولهذا لم تستطع تمالك نفسها كون طرحه هذا يأتي في وقت نعاني فيه من الإرهاب بسبب المتشددين».

ودعت الصويغ الدكتور العريفي إلى إظهار الحقيقة وزيف الروايات التي طالت وفاء الرشيد قائلة «أعتقد أن العريفي كداعية وانسان متدين أتوقع منه أن يظهر الحقيقة لوسائل الإعلام فيما حدث بينه وبين الدكتورة وفاء».

وحول اللقاء الفكري الذي جمع اتجاهات فكرية مختلفة قالت الدكتورة سهام الصويغ «لقد استفدت كثيرا من هذه التجربة. ومحاولة الحكومة السعودية في اقامة هذا الحوار لنأتي ونتحاور كاتجاهات مختلفة أجدها محاولة موفقة جدا، فبدلا من أن نكون في بلد واحد ونحن اتجاهات كل منا يسمع الآخر عن بعد وكأنه في جزيرة خاصة به، يكون هذا الحوار الوطني ليقرب بين هذه الاتجاهات وتسمع بعضها البعض».

وتعتبر الدكتورة سهام الصويغ مشاركتها شرفا لها كونها تجلس على نفس المنبر الذي يجلس عليه بعض هيئة كبار العلماء وتتحاور معهم.

وفيما يدور في الحوار الوطني من تشنج وحدة فإن سهام الصويغ تجده أمرا صحيا وطبيعيا مع أنها تعلق قائلة «ان الحوار ليس فيه بناء تراكمي، إذ نسير بخطوة إلى الأمام ثم نجد أنفسنا نعود خطوة إلى الوراء». لكنها توجد لذلك عذرا «كون الحوار في البداية وما يحسم الأمر فيه هو القرار السياسي». وأشارت الى أنهن كن محبطات في اليوم الأول من كمية التكرار والإعادة لأمور هي في الأصل مباحة ومحسومة مثل عمل المرأة، وتقول ان عمل المرأة في الأصل يقل عن نسبة 5%، وتتساءل «هل هذا الخراب الذي يوجد في المجتمع هو من هذه النسبة البسيطة للنساء العاملات». وعن جرأة الطرح لوجهات النظر من المشاركين والمشاركات قالت «أعتقد أن الجرأة في الطرح وخاصة لدى النساء ليست مفقودة وإنما هي ضعيفة بسبب الخوف لديهن من التعرض للتشهير والحط كما حصل مع الدكتورة وفاء الرشيد». وترى الصويغ أن من دخلن إلى قاعة الحوار الوطني كن يحملن الخوف في داخلهن وليس العادات والتقاليد، لأن النساء اللاتي يردن التغيير حازمات أمرهن في أنهن يعرفن جيدا الفصل بين العادات والتقاليد وبين أحكام الشريعة الإسلامية.