دبلوماسيون وقادة عسكريون أميركيون سابقون في بيان: سياسة بوش الخارجية زادت عزلة أميركا وقللت من هيبتها.. والمطلوب تغيير النظام

26 من كبار الدبلوماسيين والجنرالات قالوا إن الرئيس أثبت أنه «ليس بمستوى مسؤوليات القيادة العالمية»

TT

أصدر 26 من كبار الدبلوماسيين والقادة العسكريين السابقين أمس بيانا هاجموا فيه سياسة الرئيس جورج بوش الخارجية ودعوا في مؤتمر صحافي في واشنطن الى «تغيير النظام» في واشنطن بحث الناخبين على التصويت ضد بوش في انتخابات نوفمبر (تشرين الاول) المقبل.

وتتهم الوثيقة الرئيس بوش بتبني «مقاربة متغطرسة» لدور أميركا في العالم «اضعفت أمن الولايات المتحدة وقادتها الى حرب مكلفة (في العراق) لا مخرج أكيداً منها». ويضيف البيان «لم تجد الولايات المتحدة في تاريخها الذي يمتد لقرنين ونصف القرن عزلة بين الامم كالتي تعيشها الآن ولم يجدها العالم مصدر خوف وعدم ثقة مثلما يجدها الآن».

ويورد البيان التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة ومنها: الارهاب وانتشار الاسلحة والتدهور البيئي والنمو السكاني. وفي تأييد ضمني للمرشح الديمقراطي للرئاسة جون كيري، يقول البيان ان بوش اثبت انه «ليس بمستوى مسؤوليات القيادة العالمية.. وآن اوان التغيير».

ورد تيري هولت، المتحدث باسم حملة بوش الانتخابية، على البيان بالقول «ليس مفاجئا ان تؤيد جماعة من الناس تعتقد بأن الخطر الارهابي كان مبالغا فيه المرشح الديمقراطي». واضاف ان معظم الذين وقعوا البيان هم من الديمقراطيين.

وكتب وليام هاروب، الذي عمل سفيرا لدى اسرائيل في عهد الرئيس جورج بوش الأب وسفيرا لدى زائير وكينيا وغينيا قبل ذلك، المسودة الأولى للبيان. وأقر هاروب بأنه ليس أمرا مألوفا ان يتدخل دبلوماسيون وقادة عسكريون سابقون في الشؤون السياسية، لكنه أكد ان لا علاقة لموقعي البيان بحملة كيري الانتخابية. وأكد ذلك مارك كيتشين، احد المتحدثين باسم كيري، بقوله «لم نجر أي اتصال بأي شخص يمثل تلك المجموعة».

وقال هاروب انه وكثيرين ممن وقعوا البيان كانوا قد صوتوا لبوش في الانتخابات الرئاسية الأخيرة لكنهم يئسوا من سياسته الخارجية التي، حسب رأيهم، انحرفت عن النهج التعددي الذي التزمت به الادارات الجمهورية وكذلك الديمقراطية السابقة. واضاف «نحن مستاؤون لأن الأشياء التي عملنا جاهدين من أجلها في السنوات الـ40 الأخيرة نسفت». وأشار الى استطلاعات للرأي نشرت أخيرا تظهر تراجعا «كارثيا للاحترام لأميركا» في العالم. ومن هذه الاستطلاعات واحد أعده مركز بيو للأبحاث العام الماضي شمل 16 الف شخص في 20 دولة والاراضي الفلسطينية أظهر ان اقليات في سبع دول فقط لها موقف ايجابي من أميركا.

من جهته، اتهم تشاس فريمان، السفير في الرياض في عهد الرئيس جورج بوش الأب، الرئيس الحالي بانتهاج «سياسة خارجية بدون دبلوماسية» وقال انه «ليس من صالح الولايات المتحدة مواصلة السير في هذه الطريق». ووصف سياسة بوش بأنها «تنم عن كراهية لكل ما هو أجنبي ومتعجرفة وامبريالية». وقال انه شعر ببعض الارتياح عندما توجه بوش الى الامم المتحدة طلبا لمزيد من الدعم الأجنبي في العراق لكنه اضاف «وجه جديد هو في الحقيقة ضروري لأن ضررا كبيرا وقع فعلا». وبسؤاله عما اذا كان البيان هجوما على وزير الخارجية كولن باول ايضا، أجاب هاروب «أكن احتراما بالغا لكولن باول لكنه فشل في البروز. لا أدري اذا كان بالامكان تحميله شخصيا مسؤولية ذلك».

وقالت فيليس أوكلي، نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية في عهد الرئيس ريغان في المؤتمر الصحافي «إن سياسة الرئيس بوش بشأن العراق لعبت دورا كبيرا في قرارهم إعلان مخاوفهم». وأضافت «ان الأمر أبعد من ذلك بعد أن تصرف بدون العمل مع حلفاء الولايات المتحدة وبعيدا عن النظام الدولي الذي استقر على مر السنين». وقالت ان هذه السياسات «جعلت شباب الدول الاسلامية يكرهون الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضي». وحذرت أوكلي من ان الولايات المتحدة تضع نفسها في «موقف خطر» بالتصرف على أنها «القوة العظمى الوحيدة» التي تستطيع فرض إرادتها على الآخرين. وبالنسبة لحرب العراق، قال المشاركون إن كل الافتراضات التي أعلنتها الإدارة قبل غزو العراق تبين أنها خاطئة. وقال الأدميرال كرو «أطالب الرئيس بوش بالعودة إلى تقوية التحالفات التي عملنا معها في السابق»، في أشارة قوية الى التحالفات التاريخية بين الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية.

وتأتي هذه المبادرة بعد شهر من انتقادات وجهها 53 دبلوماسيا سابقا لإدارة الرئيس بوش تتهمها بالإضرار بمصداقية الولايات المتحدة في العالم العربي بسبب تأييدها القوي لرئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون. كما وجه 52 دبلوماسيا سابقا انتقادات إلى الحكومة البريطانية بسبب تأييد رئيس الوزراء توني بلير لواشنطن بشأن العراق والنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني. وتضمنت لائحة موقعي البيان الأخير أسماء هامة مثل:

ـ افيس بوهلن، مساعد وزير الخارجية لشؤون ضبط التسلح في ادارة بيل كلينتون والسفير السابق لدى بلغاريا. ـ الأدميرال وليام كرو، رئيس هيئة الأركان المشتركة في عهد الرئيس ريغان وسفير الولايات المتحدة لدى المملكة المتحدة في عهد كلينتون. ـ تشارلز فريمان، سفير سابق لدى المملكة العربية السعودية. ـ وليام هاروب، سفير سابق لدى إسرائيل في عهد بوش الأب. ـ آرثر هارتمان سفير سابق لدى الاتحاد السوفياتي وفرنسا. ـ الجنرال جوزيف هوار، قائد القيادة الوسطى خلال عهد الرئيس بوش الأب. ـ الين هولمز، رئيس العمليات الخاصة سابقا. ـ صامويل لويس، سفير سابق لدى اسرائيل. ـ جاك ماتلوك، سفير سابق لدى الاتحاد السوفياتي خلال ادارة ريغان. ـ دونالد ماكينري، سفير سابق لدى الأمم المتحدة. ـ الجنرال ميريل ماكبيك، رئيس سابق لأركان القوات الجوية. ـ ديفيد نيوسم، قائم بأعمال وزير الخارجية سابقا. ـ فيليس اوكلي، خبيرة في مجال الأبحاث والمخابرات ونائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية في عهد الرئيس ريغان. ـ الجنرال وليام سميث، قائد القوات الأميركية في أوروبا سابقا. ـ مايكل شترنر، سفير سابق إلى الشرق الأوسط. ـ الأدميرال ستانسفيلد ترنر، مدير وكالة الاستخبارات المركزية في إدارة الرئيس جيمي كارتر.

ـ السفيراليكسندر واتسون، مساعد وزير الخارجية لشؤون الأميركتين.

* خدمة «يو إس إيه توداي» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»