خاطفو اللبناني أطلقوا سراحه بعد مفاوضات بعيدة عن الأضواء

بري اتصل بجهات عراقية للتوسط والحريري نصح بعدم الرضوخ لمطالب الخاطفين

TT

تم امس اطلاق سراح اللبناني حبيب سمور الذي اختطف في العراق على يد منظمة مجهولة تطلق على نفسها اسم «سرايا الغضب الاسلامي» اتهمته بالتجسس لحساب الولايات المتحدة وذلك بعد مفاوضات بعيدة عن الاضواء ومن دون دفع فدية للخاطفين. وابلغت مصادر «الشرق الأوسط» ان مفاوضات الساعات الاخيرة التي تمت بين وسطاء وجهات دبلوماسية لبنانية وعائلة سمور جرت في سرية تامة، حفاظاً على حياته. وأضافت ان سبب خوفها هو كون الرهينة مسيحياً لبنانياً، الامر الذي دفع بخاطفيه الى اتهامه بالعمالة للولايات المتحدة من دون اثباتات. لكن الطرح الذي تبنته الجهات المفاوضة انحصر في ان الاعلان عن خطفه عبر فضائية «العربية» اوصل الرسالة الى حيث يريد خاطفوه. وفي اتصال مع القائم بالأعمال اللبناني في بغداد حسن حجازي، قال ان «المعلومات عن حبيب سمور كانت تصلنا تباعاً. ولم يكن في يدنا اي شيء سوى الانتظار وعدم اتخاذ اي خطوة من شأنها ان تضر به أو ان تستفز الخاطفين». واضاف «لقد نسقنا منذ اليوم الاول لاختطافه مع اهله حتى نضمن سلامته رغم الامكانات المتواضعة والفوضى الأمنية والظروف الصعبة. لكننا علمنا ان حالته الصحية جيدة».

وكان سمور تحدث ليل اول من امس مع زوجته في عمان لدقائق معدودة. وقال لها «انا بخير وسيطلق سراحي بعد وقت قصير» ثم اقفل الخط. واكدت زوجته لعائلته ان الصوت هو صوت زوجها.

وأوضحت شقيقة حبيب الصغرى فهدة ان شقيقها يتميز بالهدوء وضبط الاعصاب ومعروف عنه انه قادر على التحكم في انفعالاته مهما كان التوتر الذي يعاني منه.

وكان سمور عمل في شركة اعلانات واستثمارات بعدما غادر قريته في جنوب لبنان في عام 1982، اثناء الاجتياح الاسرائيلي للمنطقة قاصداً الاردن مع زوجته.

وقال شقيقه اديب سمور «فرحتنا لا توصف باطلاق سراح شقيقي». واضاف «اختفى سمور في منطقة العامرية ببغداد في 17 مايو (ايار) الماضي، اي بعد يوم من وصوله. ولم يطالب احد بفدية لاطلاق سراحه». وقال «توجهنا الى البطريرك الماروني نصر الله صفير ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اعطى توجيهاته واجرى اتصالات مع جهات عراقية قادرة على المساعدة. كذلك قابلنا رئيس الوزراء رفيق الحريري الذي نصحنا بالعمل مع وزارة الخارجية وعدم الرضوخ لأي مطلب او تصديق الشائعات بشأن الخاطفين». اما بصدد المخطوفين اللبنانيين الآخرين جميل ديب ديب وجورج موريس براندو، فقد افاد القائم بالاعمال اللبناني في بغداد حسن حجازي انهما «حتى اول من امس كانا بخير وبصحة جيدة، لكن عطلاً اصاب شبكة الاتصالات في بغداد، حال من دون معرفة الجديد من اخبارهما».