بغداد: صدام ومساعدوه سيكونون في عهدتنا

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: ردت الحكومة العراقية بهدوء على تصريحات اميركية اثارت التشويش حول موعد تسليم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الى العراقيين، مؤكدة ان الدكتاتور السابق سيكون في عهدتها مع انتقال السيادة بحلول الثلاثين من الشهر الحالي، لكنها لم تستبعد اعتماد صيغة اعتقال مشتركة تساهم فيها قوات التحالف.

وقد أعلن الحاكم المدني الاميركي بول بريمر ان صدام حسين قد يسلم قانونيا الى السلطات العراقية، لكنه قد يبقى تحت السيطرة المادية للقوات الاميركية، بعد نقل السلطات.

وقال بريمر في تصريح لصحيفة «واشنطن بوست» امس «اذا طلب منا العراقيون ذلك، واعتقد انهم سيفعلون، سنسلمهم صدام حسين»، الا انه ميز بين الاحتجاز القانوني والاحتجاز المادي.

ولم يستبعد وزراء في الحكومة العراقية المؤقتة ان يكون لقوات التحالف دور في احتجاز صدام حسين بعد تسليمه الى العراقيين، وقال مصدر في التحالف رفض الكشف عن هويته «هذا هو الاتفاق الذي نتجه اليه».

وقال وزير العدل مالك دوهان الحسن «صدام حسين سيكون تحت مسؤوليتنا القانونية بالتأكيد بعد الثلاثين من الشهر الجاري، ولكن يمكن ان نطلب وسائل حماية اضافية لفترة معينة». واضاف «الحماية العراقية مؤمنة لتسلم صدام حسين، ولكن نظرا الى الاوضاع الامنية غير المستتبة، بالامكان ان نتعاون امنيا» في صيغة احتجاز صدام.

وقال شارحا «يفترض ان الملف الامني سيصبح بيدنا كليا ولكن في حال احتجنا الى مساعدة، وفي حالات محددة فقط، قد نطلب المساعدة». لكنه شدد على ان طلب الاستعانة بحماية غير عراقية للرئيس العراقي السابق «سيكون بقرار منا وحسب الحاجة».

وقال «الامر منوط بارادتنا، ان نطلب نحن المساعدة ام لا»، مؤكدا رغبة الحكومة العراقية في تولي مسؤولية الرئيس العراقي المخلوع بعد تسليمه الى العراقيين.

ولم يستبعد احتمال ان يتم تأخير تسليم صدام حسين لفترة قصيرة ولاسباب تقنية قائلا «القضية ليست مسألة دقائق، هناك امور تقنية وتحضيرات وقد يكون هناك تأخير لبضعة ايام ولكن ليس اكثر».

وقد جددت الحكومة العراقية وعلى لسان المتحدث الرسمي باسمها، التأكيد على ان صدام حسين سيسلم في الموعد المحدد الى العراقيين.

وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية جورج سادة في تصريح صحافي امس «بالنسبة لنا، سنتسلم المعتقلين العراقيين قبل يوم الثلاثين من الشهر الجاري، وانا اعتقد ان صدام حسين عراقي». وأضاف مشددا «أنا واثق من اننا سنتسلم صدام حسين قبل هذا التاريخ».

وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قد صرح أول من أمس ان الولايات المتحدة ستسلم صدام الى السلطات العراقية لمحاكمته «في الوقت المناسب».

من جانبه تحدث وزير حقوق الانسان العراقي بختيار امين عن «شراكة» بين الجانب العراقي وقوات التحالف التي ستصبح جزءا من القوات المتعددة الجنسيات، حول الصيغة التي ستعتمد في احتجاز صدام، وقال «لقد طلبت في مجلس الوزراء بأن نجلس ونتحاور مع سلطة التحالف حول قضية الاسرى». وأضاف «يجب التوصل الى تحديد اداة للتنفيذ تأخذ في الاعتبار كل الوسائل والامكانات والاليات المتوافرة» حول مسألة تسليم المعتقلين العراقيين وبينهم صدام حسين».

وتابع قائلا «يجب ان نستمع الى موقفهم من الموضوع ونبلغهم موقفنا الرسمي ونعمل من اجل التوصل الى لغة مشتركة وصيغة مشتركة ملائمة للاشراف على السجون والمعتقلين».