العراق: بعد طول غياب.. الشرطة تفرض حضورها في شوارع العاصمة

TT

بغداد ـ رويترز: على من يقود سيارته في شوارع بغداد توخي الحذر، فالشرطة متيقظة جدا للعديد من السائقين الذين يحاولون التغلب على الزحام بالسير في عكس الاتجاه أو التوقف في منتصف الطريق السريع أو استخدام الرصيف، وتتعامل الشرطة العراقية بشدة مع مخالفات المرور التي زادت بدرجة كبيرة وسط الفوضى التي سادت البلاد في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة بفرض غرامات جديدة ومصادرة السيارات.

وقال العميد جاسم طاهر مدير عام ادارة المرور: «سنعيد حكم القانون الى الشوارع». وأضاف «ضبطت سائقا يسير في عكس الاتجاه وطلبت من رجالي القبض عليه وحجزنا سيارته لمدة عشرة أيام. الان عليه السير على الاقدام الى عمله». وبدأ تنفيذ القواعد الجديدة يوم السبت الماضي وشملت فرض غرامات تصل الى نحو 20 دولارا للانتهاكات الصارخة لقواعد المرور، مثل السير في عكس الاتجاه عند مفارق الطرق وهو عمل شائع نسبيا بين السائقين الذين يسعون للهروب من الزحام الشديد.

والغرامة رغم أنها أقل مما كان يأمله بعض سكان بغداد الملتزمين، الا انها كبيرة نسبيا في مدينة تسود البطالة بين سكانها، كما أنها تعادل ثلاثة أمثال الغرامة التي كانت تفرض في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين.

لكن من المستبعد أن تقع الدبابات الأميركية والعربات المدرعة التابعة لجيش الاحتلال تحت طائلة هذه الغرامات. فالسائقون يفسحون لها الطريق خوفا من أن يتعرضوا لهجوم يستهدفها أو ان يجتذبوا اهتمام القناصة الأميركيين.

وتحاول الشرطة استعادة العصر الذهبي لانتظام المرور في العاصمة بغداد قبل الغزو عندما كان السائقون يتبعون قواعد المرور بشكل عام ربما بسبب الخوف من انتهاك القانون في ظل حكم صدام الذي كان يسيطر على البلاد بقبضة حديدية.

وقال العميد طاهر ان نحو 70 شارعا رئيسيا أغلقت بأسلاك شائكة وكتل خرسانية لحماية مبان حساسة من هجمات محتملة، مما تسبب في تكدسات مرورية كبيرة يحاصر فيها السائقون لساعات طويلة.

وأضاف طاهر «اذا فتحت الشوارع المغلقة مرة أخرى ستختفي التكدسات المرورية بنسبة 75 في المائة».

وما يزيد الوضع سوءا تكرار تفجير السيارات الملغومة مما يحول بغداد الى كابوس للسائقين، حيث يثير تصادم خفيف بين سيارتين تسيران ببطء الى اثارة الاعصاب بدرجة كبيرة تحت حرارة الشمس الحارقة.

وقال مديرعام ادارة المرور الذي يرغب في ازالة الحواجز التي تحمي بعض المباني الأميركية أو الحكومية العراقية لتسهيل حركة المرور، «ان رجاله سيبذلون ما في وسعهم لمنع السائقين الغاضبين من الخروج على النظام».

واضاف «الانتهاكات المرورية والتكدسات من شأنها زيادة الغضب بين العراقيين الذين يكفيهم ما يعانونه من مشاكل اخرى وان أغلب السائقين يتطلعون لتطبيق هذه القواعد الجديدة. انهم يريدون النظام لا شك في ذلك».

وقبل شهرين بدأ رجال المرور بشكل مؤقت في مصادرة السيارات فكانوا يصادرون نحو 200 سيارة يوميا من المخالفين. وعلى المدى الطويل تأمل الشرطة في استعادة نظام الاشارات الضوئية الذي كان يعمل قبل الحرب وربما أيضا وضع كاميرات لمراقبة الشوارع.

وحتى الان هناك مخالفة واحدة شائعة في مدن اخرى لكنها لا تشغل بال شرطة المرور في بغداد التي يبلغ قوامها 1800 شرطي هي تجاوز السرعة.

وقال العميد طاهر: «بسبب تكدس الشوارع لا توجد لدينا مشكلة تجاوز السرعة فالناس مضطرة للسير ببطء».