تحقيقات 11 سبتمبر: لا دليل على تعاون بين العراق و«القاعدة»وبن لادن حظي بدعم باكستاني غير مباشر

TT

اكد تقرير اولي صادر عن لجنة التحقيق المستقلة في اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 نشر نصه امس، «عدم وجود اي دليل ملموس» يفيد بان نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين ساعد تنظيم «القاعدة» على تنفيذ تلك الاعتداءات الدامية. وافاد التقرير من ناحية اخرى ان الحماية التي كان يتمتع بها اسامة بن لادن من نظام طالبان تعززت بفضل الدعم الباكستاني.

وجاء في التقرير: «ليس لدينا دليل ملموس يعتد به يثبت ان العراق تعاون مع القاعدة لتنفيذ الاعتداءات على الولايات المتحدة»، مشيرا في الوقت نفسه الى وجود معلومات عن اتصالات حدثت بين العراق والتنظيم الذي يقوده اسامة بن لادن.

وتتعارض هذه التأكيدات مع تصريحات اعضاء الادارة الاميركية قبل وبعد التدخل العسكري الاميركي ضد العراق والتي اشارت الى وجود رابط وثيق بين العراق و«القاعدة». وكان نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني صرح الاثنين الماضي ان صدام حسين كان «عرابا للارهاب وكان يدفع 25 الف دولار لعائلات» الانتحاريين الذين ينفذون عمليات ضد اسرائيل وانه «اقام علاقات لفترة طويلة مع القاعدة».

وبحسب التقرير الاولي للجنة التحقيق، فان بن لادن بحث احتمال التعاون مع العراق عندما كان مقيما في السودان «رغم معارضته لنظام (صدام) حسين العلماني»، علما انه دعم في الماضي المعارضين الاصوليين للنظام العراقي السابق في كردستان العراق. وتابع التقرير ان «السودانيين اقنعوا بن لادن بوضع حد لمثل هذا الدعم حفاظا على علاقاتهم مع العراق وحاولوا اقامة اتصالات بين العراق والقاعدة».

وجاء في التقرير ان «مسؤولا كبيرا في الاستخبارات العراقية زار ثلاث مرات السودان ليلتقي بن لادن، آخرها عام 1994»، مشيرا الى ان زعيم «القاعدة» طلب من العراق ان يوفر له امكانية لتدريب قواته على ارضه، غير انه لم يتلق ردا ايجابيا من بغداد. وتابع التقرير: «ثمة ايضا معلومات تفيد باحتمال قيام اتصالات بين العراق والقاعدة بعد عودة بن لادن الى افغانستان، غير ان هذه الاتصالات لم تسفر عن تعاون».

وافاد التقرير، من ناحية اخرى، ان «قدرة طالبان على تقديم ملجأ لابن لادن لمواجهة الضغط الدولي وعقوبات الامم المتحدة تعززت كثيرا نتيجة الدعم الباكستاني». وحسب هذا التقرير فان «باكستان استفادت من العلاقة بين طالبان والقاعدة، وكانت معسكرات بن لادن تدرب وتجهز مقاتلين للمشاركة في المعارك الدائرة بين باكستان والهند في كشمير». لكن بعد اعتداءات 11 سبتمبر، بدأت باكستان تتعاون بشكل وثيق مع الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب.

إلى ذلك، افاد ديفيد كاي، الخبير في وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. ايه)، امام لجنة التحقيق امس، ان «القاعدة لم تهزم، ورغم انها اضعفت فانها تواصل الاعداد بصبر لهجماتها المقبلة. يمكن ان يضربوا الاسبوع القادم او الشهر القادم او السنة القادمة، لكنهم سيضربون». واضاف «حتى وان هزم اسامة بن لادن والقاعدة فان الحركة الجهادية العالمية ستبقى على قيد الحياة. وقد ينبثق عن هذه الحركة بن لادن آخر او تنظيم قاعدة آخر طالما هناك اشخاص يسعون الى استخدام العنف».

الى ذلك توصلت اللجنة المستقلة المكلفة التحقيق في ظروف هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 الى ان قيادة الدفاع الجوي الداخلي التابعة لوزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) لم تكن مستعدة، وبشكل مأساوي، للتعامل مع هجوم كبير يطال الاراضي الاميركية، حسبما قال مسؤولون اطلعوا على مسودة تقرير اعدته اللجنة. وقال المسؤولون ان قيادة الدفاع الجوي تعاملت ببطء وارتباك مع عمليات خطف الطائرات صباح 11 سبتمبر. واوضح المسؤولون انه جرى تداول مسودة التقرير بين اعضاء اللجنة وفي البنتاغون خلال الايام الماضية، استعداداً لكشفها امام الراي العام (اليوم) الخميس.

وتتطرق مسودة التقرير خصوصاً الى ردود فعل العكسريين وادارة النقل الفيدرالي ووكالات اخرى. وجاء فيها انه «في صباح يوم 11 سبتمبر، كان النظام القائم لا يتناسب بكل المقاييس مع ما حدث. اما ما اعقب ذلك فقد كان محاولة على عجالة لإقامة دفاع مرتجل من قبل مسؤولين لم يتدربوا على مواجهة موقف كالذي واجهوه».

وقال المسؤولون ايضاً ان مسودة تقرير اللجنة يوحي، دون ان يقول ذلك صراحة، ان ردا اكثر تنظيما من قبل قيادة الدفاع الجوي لاميركا الشمالية (نوراد) كان سيمكن طياري المقاتلات من الوصول الى واحدة من الطائرات المستخدمة في الهجوم واسقاطها قبل ان تصل الى مقر البنتاغون، وكان ذلك بعد مرور 50 دقيقة على هجوم الطائرة المخطوفة الاولى على مركز التجارة العالمي في نيويورك. وبدلا من ذلك، وجدت اللجنة ان الامر الذي اصدره نائب الرئيس ديك تشيني باسقاط طائرات الركاب المخطوفة لم يصل الى الطيارين الا بعد ان سقطت الطائرة الرابعة والاخيرة في ريف بنسلفانيا.

ومن المقرر ان يدلي قائد (نوراد) الجنرال رالف ابيهارت ورئيس هيئة أركان الجيوش الجنرال ريتشارد مايرز غداً بإفادات امام لجنة التحقيق، اضافة الى مسؤولين سابقين في ادارة الطيران الفيدرالي التي كانت تعرضت سابقاً الى انتقادات شديدة من قبل اللجنة.