إشكال بين باريس وتل أبيب سببه لقاء وزير الخارجية الفرنسي مع عرفات

TT

القت صحيفة «لو كانار أونشينيه» الأسبوعية الفرنسية الساخرة بحجر في بركة الدبلوماسية الفرنسية بنشرها موضوعا في عددها أمس تؤكد فيه أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون رفض ثلاثة مقترحات فرنسية لزيارة ينوي وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنيه القيام بها الى الشرق الأوسط. وبحسب الصحيفة، فإن شارون يريد أن يمنع الوزير الفرنسي من مقابلة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وهو يهدد بعدم استقباله ان هو فعل ذلك.

ووفق الصحيفة الفرنسية، فإن السفير الإسرائيلي في باريس نقل الى الخارجية الفرنسية ما يشبه التهديد حيث أبلغها أنه لن يتم استقبال بارنيه اسرائيليا إذا توجه الى رام الله والتقى عرفات. وتؤكد الصحيفة أن مذكرة داخلية للخارجية الفرنسية تفيد أن هدف إسرائيل هو «دفع فرنسا الى التراجع» عن إصرارها على الاستمرار في التعامل مع عرفات.

وحتى الأن، لم يزر بارنيه منطقة الشرق الأوسط رغم التحسن الملموس في العلاقات الفرنسية ـ الإسرائيلية الذي تجلى في زيارة الدولة للرئيس الإسرائيلي الى فرنسا قبل عدة أشهر وفي إنشاء هيئة عليا مشتركة للإرتقاء بهذه العلاقات. ويتجلى ذلك خصوصا في قرب توقيع الطرفين الفرنسي والإسرائيلي على اتفاقية دفاعية للتعاون في ميدان إنتاج الطائرات من غير طيار.

وتأتي هذه الازمة الجديدة على خلفية تصريحات الناطق باسم الوكالة اليهودية التي تعمل على تسهيل هجرة اليهود الى اسرائيل تفيد بأن اسرائيل ستعمل على تشجيع هجرة ثلاثين ألف يهودي فرنسي الى اسرائيل بسبب تزايد أعمال معاداة السامية في فرنسا. وهذا ما أغاظ رئيس المؤسسات اليهودية في فرنسا روجيه كوكيرمان الذي أعرب عن رغبته في تقديم احتجاج رسمي الى إسرائيل عبر سفارتها في باريس.

وامس استقبل الرئيس شيراك وفدا من قادة الطائفة اليهودية الفرنسية, وكرس اللقاء لبحث كيفية مواجهة تصاعد موجة الأعمال المعادية لليهود ولمصالحهم. ودفعت ردة الفعل السلبية للطائفة اليهودية ممثل الوكالة اليهودية في فرنسا الى تكذيب وجود خطط للوكالة للمساعدة على ترحيل آلاف من اليهود الفرنسيين الى إسرائيل.

ويبدو واضحا أن كل هذه العوامل تتداخل لتثقل الأجواء بين باريس وتل أبيب ولتحرج الخارجية الفرنسية. فإذا ما امتثلت باريس لما يريده شارون فإنها تخسر الكثير من مصداقيتها. وإذا لم تمتثل، فإنها ستغضب إسرائيل وستسوء العلاقات مجددا بين الطرفين.

ووفق المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر فرنسية مطلعة، فإن بارنيه سيقوم بعدة زيارات الى المنطقة بدل القيام بجولة واحدة. وأكدت هذه المصادر أن بارنيه «لن يتراجع عن عزمه لقاء الرئيس الفلسطينيي». ويقوم المخرج المحتمل على أن يزور بارنيه في مرحلة أولى مصر والأردن يومي الأحد والإثنين المقبلين، على أن يزور رام الله في 29 يونيو (حزيران) الحالي.