الجزائر: القضاء يفتح ملف الخليفة ومديرو صحف يريدون زيارة البرلمان الأوروبي لطرح قضية مدير «لو ماتان»

TT

اعلن وزير العدل الجزائري طيب بلعزيز «فتح ملف مجموعة خليفة بشكل كامل وشامل»، في الوقت الذي شكل فيه مديرو صحف وفداً يريد التوجه الى البرلمان الاوروبي لطرح قضية مدير صحيفة «لو ماتان» المحكوم عليه بالسجن.

وقال بلعزيز في لقاء مع رؤساء المحاكم والمدعين العامين ان «اي شريك ضالع او لزم الصمت او ساهم بأي شكل في قضية مجموعة خليفة سيلقى عقابه». واوضح ان الملياردير الجزائري عبد المؤمن رفيق خليفة رئيس المجموعة التي تحمل اسمه والتي تعاني صعوبات مالية موضع «ملاحقة قضائية في اربع عشرة قضية ذات طابع تجاري واربع جنائية».

كما اشار الى ان هناك مذكرة توقيف دولية من الانتربول بتهمة تبييض اموال صدرت في اغسطس (آب) 2003 بناء على طلب الجزائر بحق خليفة الذي يقيم في لندن وان حكما غيابيا صدر بحقه بالسجن خمسة اعوام.

وكانت صعوبات المجموعة بدأت مع اعتقال ثلاثة من كوادر المجموعة في فبراير (شباط) 2003 في مطار العاصمة الجزائرية وهم ينقلون حقيبة تحتوي على مليوني يورو كانوا يحاولون تهريبها الى خارج البلاد. وادت تصفية بنك خليفة، العمود الفقري للمجموعة، الى انهيار الخطوط الجوية الخاصة التي تحمل اسم المجموعة (خليفة ايرويز). وانهارت باقي فروع المجموعة وخصوصا قناتين للتلفزيون احداهما في لندن والاخرى في باريس.

وكانت المجموعة في بداياتها عام 1992 مختبرا لتصنيع الادوية انشأه عبد المؤمن خليفة، وهو ابن العروسي خليفة الوزير السابق في الحكومة الجزائرية في عهد احمد بن بيلا اول رئيس للجزائر (1963-1965). وشهدت المجموعة تطورا هائلا خصوصا منذ 1999 عندما اتجهت الى العمل المصرفي والنقل الجوي اضافة الى الرياضة والتلفزيون ومجالات اخرى. ويعمل لدى الخليفة نحو 20 الف موظف فقدوا جميعا وظائفهم.

إلى ذلك، تجمع عشرات الصحافيين في دار الصحافة بالعاصمة الجزائرية امس منددين بحكم السجن لمدة سنتين الذي صدر الاثنين ضد مدير «لو ماتان» محمد بن تشيكو بعد ادانته «بمخالفة أحكام مراقبة الصرف وحركة رؤوس الاموال». واعلن مديرو أهم الصحف الجزائرية تشكيل وفد سينتقل الأسبوع المقبل إلى البرلمان الأوروبي طالباً المساعدة في الضغط على الحكومة الجزائرية لاطلاق سراح بن تشيكو وصحافي آخر يدعى حفناوي غول حكم عليه بالسجن في قضية اخرى.

ومن جانبه اكد وزير العدل بلعزيز للصحافيين ان الحكم الصادر ضد بن تشيكو «لاعلاقة له بحرية التعبير أو السياسة ولا صلة له أيضا بكتاباته الصحافية». وذكر مصدر قضائي وثيق الصلة بالملف لـ«الشرق الأوسط» ان «العدالة تعاملت مع مدير لوماتان كما تتعامل مع أي مواطن عادي، وكونه صحافيا لا يعني أن القضاء يغض الطرف عن تجاوزاته».

وقد انضمت الى حركة الاحتجاج ضد سجن بن تشيكو، حركة عروش منطقة القبائل. وقال القيادي البارز في حركة العروش بلعيد ابريكا أن مواطني القبائل متضامنون مع بن تشيكو، وعبر عن استعداده لتنظيم مظاهرات للمطالبة بإطلاق سراح بن تشيكو وحفناوي.