نقل خصائص ذرة نحو أخرى بطريقة «التنقل اللاسلكي» يبشر بتصميم كومبيوترات بقدرات مذهلة

TT

في خطوة يمكنها ان تقود الى تصميم كومبيوترات بقدرات مذهلة، نجح العلماء في نقل الخصائص الفيزيائية بين ذرة واخرى، بعد توظيفهم لظاهرة «شالتنقل اللاسلكي الكمّي» بين الذرات. ويأتي هذا النجاح بعد تنفيذ «التنقل اللاسلكي» الناجح بين حزم من أشعة الضوء. ولم يهضم حتى البرت انشتاين بعبقريته المعروفة، فحوى هذه الظاهرة بل وصفها بأنها «من عالم الأشباح»! وإن كان الواقع اليومي يفترض ان يقطع الانسان أو السيارة أو الطائرة مسافة محددة خلال زمن ملموس للتنقل من موقع الى آخر، فان ذلك لا ينطبق على مفهوم «التنقل اللاسلكي» Teleportation، الذي يعني الانتقال الفوري من موقع الى آخر في نفس اللحظة، أي من «الحالة» الخاصة بها في الموقع الاول للظهور في الموقع الثاني، وذلك من دون الحاجة الى واسطة فيزيائية للتنقل. وقال فريقان علميان، نشرا ابحاثهما في مجلة «نيتشر» العلمية البريطانية اليوم، انهما توصلا الى نتائج متماثلة حول الظاهرة. وترأس الفريق الاول ديفيد واينلاند الباحث في المعهد القومي للمقاييس والتكنولوجيا في بولدر في كولارادو، اما الثاني فكان برئاسة رينر بلات الباحث بجامعة إينزبروك في النمسا. وتمكن فريق واينلد من «تحريك» معلومات عن الخصائص الذرية بين زوجين من ذرات البيريليوم، لمسافة جد صغيرة لا تتعدى اجزاء من البوصة، الأمر الذي يعني تمكن العلماء، حسب قول واينلد، من صنع كومبيوتر كمّي (أي معتمد على خصائص عالم الذرات) في المستقبل القريب، ربما خلال عقد من السنين. أما الفريق النمساوي فقد درس ذرات الكالسيوم، وتمكن من نقل «الحالة الكمّية» لكل ذرة، وهي عبارة عن مجموعة متداخلة من خصائصها، نحو الذرة المشابهة لها. واعتمدت هذه الظاهرة على مبدأ فيزيائي يسمى «التشابك» الذي كان أنشتاين متشككا اصلا في وجوده، قبل ان يؤكد ذلك العلماء. ومن الناحية المبدئية، يمكن للعلماء توظيف التقنيات المختبرية لخلق علاقة غريبة جدا بين زوج من الجسيمات الفيزيائية الصغيرة، بحيث يرتبط مصير جسيمة واحدة منهما بالأخرى ارتباطا تاما. وإن حدث ان اكتسبت احداهما جملة من الخصائص فإن الأخرى تكتسبها فورا (تنقل لاسلكي)، مهما كان بُعد المسافة الفاصلة بينهما، ورغم انفصالهما وعدم وجود أي صلات مباشرة أو ملموسة.