رئيس المجلس البرلماني لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي: أوروبا لا تريد سباق تسلح في المغرب العربي

TT

قال بروس جورج، رئيس المجلس البرلماني لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا ان المنظمة تساهم في حل النزاعات العسكرية في العالم بتأثيرها على الجهاز التنفيذي للدول لاعادة صياغة قرارات واتخاد مستلزمات تنحو نحو المشروعية السلمية.

واعتبر بروس ان توسع منظمته عبر العالم جاء نتيجة عمل دؤوب بدأ منذ الحرب الباردة التي كانت قائمة بين الكتلة الشرقية والكتلة الغربية، واستمر حتى الآن بدفع الدول الى احقاق الديمقراطية وحقوق الانسان والحفاظ على الامن وفض النزاعات والمساعدة في التنمية الاقتصادية بتحويل الموارد ذات البعد التسلحي نحو العمل الانساني.

واوضح بروس، الذي كان يتحدث الى بضعة صحافيين في البرلمان مساء اول من امس، ان الحواجز التي كانت قائمة بين الدول اضمحلت الآن وتربط منظمته علاقات طيبة مع العالم العربي والاسلامي.

وثمن نموذج التحول الديمقراطي والحقوقي في عدة بلدان عربية واسلامية مثل المغرب والاردن وماليزيا، وقال إن «عددا من الناس في اوروبا واميركا يظنون انه سيكون من المستحيل لحكومة ومجتمع اسلامي ان يظهر بطريقة ديمقراطية ويتوفر على مجتمع مدني مزدهر ويقيم نظاما لحقوق الانسان بشكل متناسق لكن بعد طرح شروحات في هذا الشأن يتضح ان تلك البلدان حققت الشيء الكثير في هذا المجال».

واعرب عن امله في ان يحذو المغرب حذو الدول الاوروبية في تجذير المسار الديمقراطي، لكونه يتوفر على قيم دينية وحضارة ثقافية تجعله قادرا على احداث هيكلة في مجال تدبيره للشأن السياسي ومتناسقة مع مبادئ حقوق الانسان، مضيفا أن «ما يقع في المغرب هو مصدر ايحاء لبعض الدول، فهناك رياح للتغيير تهب على المنطقة وعلى الناس الاكفاء ان يحترموا العدالة الاجتماعية والحكامة الجهوية اللائقة».

وفي رده على سؤال لـ «الشرق الاوسط» حول تسريب اسلحة جبهة «البوليساريو» الى اعضاء نشطين في مثلث الارهاب ببعض المناطق الصحراوية الحدودية لموريتانيا ومالي والجزائر ودور منظمته في حل النزاع القائم في الصحراء، دعا بروس جورج المغرب والجزائر الى طاولة المفاوضات لحل النزاع القائم في الصحراء بطرق سليمة. وقال «ان للبلدين الجارين القدرة على التعامل بطريقة تجعل المشاكل والمخاطر تتآكل لوحدها وما يجمعهما من دين ولغة وجوار جغرافي وعلاقات تاريخية اكثر مما يفرقهما».

وحث البلدين على تقديم تنازلات للوصول الى حل مرض في المنطقة. وقارن بين ما كان يقع على الحدود بين فرنسا والمانيا وفرنسا وبريطانيا لتهتدي تلك الدول الى حل تاريخي جنب المنطقة الاوروبية الكثير من الخسائر. واكد ان المناطق المتنازع عليها وهوامشها تختار من قبل المنظمات الارهابية كأرض غنية لدعم وتمويل الارهاب الذي يعتبر القضاء عليه مسؤولية الجميع.

واستنكر احتجاز المغاربة بتيندوف (جنوب الجزائر) لمدة تزيد عن ربع قرن، واعتبر ذلك غير مقبول من جميع النواحي الانسانية والدينية. واعرب عن اسفه لاستقالة جيمس بيكر الممثل السابق للامين العام للامم المتحدة المكلف بملف الصحراء متمنيا عودته او بديلا له لايلاء اهمية قصوى للجهود الدبلوماسية للحد من المخاطر مع الاخذ بعين الاعتبار القدرة على التحمل والصبر والآناة في سير المفاوضات.

وبخصوص ما راج حول اعتزام الجزائر شراء اسلحة من روسيا بقيمة مليار ونصف مليار دولار مما سيعيق عمليا المفاوضات، اعرب بروس جورج عن امله ان لا يظهر في منطقة المغرب العربي سباق نحو التسلح الاقليمي، مؤكدا أن «اوروبا لا ترغب البتة في حصول ذلك على الاطلاق وترى ان اموال السلاح يجب ان تصرف لصالح التنمية والمواطن وخلق فرص شغل تحفظ الكرامة، فالتنمية تضمن الامن والاستقرار اكثر من شراء الاسلحة».

واعتبر ان تخلي ليبيا عن انتاج اسلحة دمار شامل امر جيد وعجيب، مشيرا الى ان دول المنطقة اعضاء في الامم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية واتحاد المغرب العربي وهذا في نظره كفيل لوحده الى الرقي بالعلاقات الى مستوى ممتاز يقي المنطقة المشاكل المطروحة.

وتمنى بروس جورج ان تضغط الادارة الاميركية على اسرائيل لتغير سياستها «الخطيرة»، كما اعرب عن امله في ان يضغط العرب على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وحركة حماس لاقامة السلم في المنطقة، معتبراً ان الوضع في الاراضي الفلسطينية يقف وراء غالبية الازمات في العالم اذ يستغله تنظيم القاعدة كما يستغل قضية العراق لزرع الارهاب وحصد المزيد من الارواح البريئة منها حتى تلك التي تدين بالاسلام.

يذكر ان بروس جورج حل بالمغرب بدعوى من رئاسة ومكتب مجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان المغربي) وأجرى مباحثات مع وفد برلماني مغربي ومع وفد من المجلس الاستشاري لحقوق الانسان ووزير الداخلية المغربي.