البشير يدافع عن قتلى الحرب الأهلية في السودان والمهدي يصف «بروتوكولات السلام» بـ«الجبنة السويسرية» كلها ثقوب

TT

حشد الرئيس السوداني عمر البشير الآلاف من اسر قتلى الحرب الاهلية في جنوب السودان وقال لهم إن «ثورة الانقاذ قاتلت وحاربت بصدق وستسالم بصدق.. ولن تتخلى عن دماء الشهداء» في رسالة تطمينية لهم بان الحكومة لن تتخلى عن وفائها حيالهم في اطار اتفاقها مع الحركة الشعبية لتحرير السودان لانهاء الحرب وبسط السلام والتعددية في البلاد.

وجاء لقاء البشير مع اسر قتلى الحرب في خضم معركة صحافية هي الاعنف من نوعها بين صحافيين هاجموا برنامجا تلفزيونيا يحض على «الجهاد والاستشهاد» طوال الاعوام الماضية، واخرين اعتبروا ذلك الهجوم بمثابة «تطاول على الشهداء واسرهم» بل ذهب احد الكتاب الى تكفير من هاجموا البرنامج والشهداء قائلا ان قتلهم واجب.

وقاطعت الجموع المحتشدة ليلة اول من امس البشير بالهتاف العالي على شاكلة «هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه، شريعة شريعة ولله نموت»، وقال البشير «بذات الروح التي ارسلت الانقاذ بها الشهداء (الى المعارك) سندخل مرحلة السلام لبناء سودان جديد يقوم على العدالة والكرامة والحرية والرفاهية». وذكر البشير أن الانقاذ تمد الان يدها بيضاء لمن كان في الغابة وفي المعارضة والجالسين على الرصيف وتدعوهم «بنية صادقة لبناء السودان».

ومن خلال اللقاء وجه البشير رسالة للحركة الشعبية قال فيها ان «الانقاذ حاربت بصدق وستسالم بصدق ومرحباً بكم اشقاء جددا شركاء جددا نتصالح من اجل الوطن»، وحيا البشير الشهداء واسرهم وقال إن «الراية لن تسقط ابداً». واضاف إن «الانقاذ وفت بعهدها وثبتت الشريعة بشهادة اميركا واوروبا وافريقيا وحققت سلاماً عزيزاً لا مجال بعده من طريق للمتاجرة بموضوع الشريعة الاسلامية». وابدي اسفه الشديد لاصرار البعض على الحديث عن موضوع العاصمة التي يريدونها جاذبة تفتح فيها البارات والمتاجر لبيع الخمر. في غضون ذلك، شن الصادق المهدي رئيس حزب الامة المعارض هجوما عنيفا على الدكتور منصور خالد المستشار السياسي لزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان رداً على تصريحات الاخير اول من امس وصف فيها حديث المعارضة السودانية عن المشاركة في السلطة على ضوء اتفاق السلام بين الحكومة والحركة بانه «فيه جهل بالمستجدات». ووصف المهدي في منبر شهري مع الصحافيين مستشار جون قرنق زعيم الحركة الشعبية الســـياسي بانه «شمولي ولا يعرف الا العيش في الانظمة الشــــمولية» وتســـاءل المــهدي «هل منصور خالد مستشار ام مشير»، واتهم المهدي خالد بالسعي لاعادة انتاج الدكتاتور السوداني السابق جعفر نميري في شخص زعيم الحركة الشعبية جون قرنق، وبالسعي لخلق دكتاتورية ثنائية بين الحكومة والحركة. وقال «لكنها لن تنجح والا لنجحت الانقاذ». كما صب المهدي هجوما عنيفا على بروتوكولات السلام الموقعة وقال «انها تحمل الكثير من التناقضات وتنطوي على الاختلافات المؤجلة والمصالحة الناقصة»، وشبه المهدي البروتوكولات بـ«الجبنة السويسرية» لما فيها من ثقوب كثيرة. ونفى ان يكون هو شخصيا يتزعم تحالفا معارضا في الداخل. وقال ان حزبه «يطالب بالديمقراطية والتعددية والحريات والشفافية في العمل في الفترة المقبلة». وكان خالد غمز المعارضة السودانية في قناة في تصريحات اول من امس بشأن حديثها عن المشاركة في السلطة. وقال ان حديثها عن المشاركة فيه جهل بالمستجدات، واضاف ان مشاركة البعض في السلطة في الفترة المقبلة ستكون في مواقع تكريمية. ووصف خالد بعض عناصر المعارضة وغيرها بانها «مشوشة ومخربة ولا بد ان تلجم».