عون ينفي رواية كاتب فرنسي عن إعداده لانقلاب عسكري لتسليم بشير الجميل الحكم

TT

استغرب قائد الجيش اللبناني العماد ميشال عون ما أورده الكاتب والصحافي الفرنسي آلان مينارغ في كتابه الجديد «اسرار الحرب اللبنانية» عن قيامه باعداد انقلاب يمهد لتسلم قائد «القوات اللبنانية» بشير الجميل الحكم في لبنان قبل ان ينتخب رئيساً للجمهورية ويتم اغتياله في العام 1982. واكد عون الموجود في باريس في اتصال اجرته معه «الشرق الأوسط» من بيروت ان لا علم له بهذه الخطة كما لم يسمع عن وجود مثلها لدى بشير الجميل. وتساءل «كيف أعد هكذا خطة وقد كنت على تماس مع «القوات اللبنانية» ناهيك ان ثلثي عناصر الجيش اللبناني آنذاك كانوا من المسلمين الذين يرفضون بالتأكيد المشاركة في هذه الخطة المزعومة».

وكان مينارغ الذي عرض مضمون كتابه في «نادي الصحافة» في باريس اول من امس قد استهل عرضه بالقول: «ان «القوات اللبنانية» ومن خلال بشير الجميل الذي (نظف) منطقته من القوى الاخرى، لم تعرف كيف تفرض نفسها فعقدت اتفاقاً مع الاسرائيليين للسيطرة على السلطة. وقام بشير مع 16 شخصاً من مستشاريه بوضع خطة لتسلم الحكم، اما عبر انقلاب او بمساعدة الاسرائيليين. وكان العماد ميشال عون قد أعد لذلك الانقلاب ثم حصل اتصال مع الاسرائيليين الذين رفضوا المساعدة قائلين انه يجب الوصول الى السلطة دستورياً».

ولفت عون الى ان عليه الاطلاع على الكتاب اولاً قبل ان يجيب عن الاسئلة التي قد تطرح عليه لكي تأتي اجاباته دقيقة وموثقة، موضحاً انه كان خارج لبنان بين العام 1978 و1980 وقد تزامنت عودته مع اندلاع معارك الصفرا بين ميليشيا «الكتائب اللبنانية» وقوات حزب «الوطنيين الاحرار»، كما ذكّر بالمواجهات التي حصلت في قطاع عين الرمانة في العام نفسه بين الجيش اللبناني بقيادة العماد فيكتور خوري و«القوات اللبنانية» والتي ادت الى تفكك وحدات في الجيش قام بترميمها واعادة امورها الى طبيعتها.

ورداً على سؤال عما كان يفعله يوم اغتيل بشير الجميل، قال العماد عون انه كان رئيس اركان قوات منطقة بيروت بقيادة العميد مزبودي، وكانت هذه القوات تقوم بتنفيذ عملية انتشار في الشياح وبرج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية وعلى طول خط المطار وصولاً الى المنطقة الغربية في العاصمة. وكشف انه رفض طلباً اسرائيلياً بمشاركة القوات الاسرائيلية في دخول المخيمات الفلسطينية في بيروت وقام بإعاقة حركة هذه القوات لمنعها من تنفيذ هذا الدخول، مؤكداً ان التحقيق الاسرائيلي عن مجزرة صبرا وشاتيلا ذكر هذه الواقعة وأورد ما حرفيته ان العماد ميشال عون لم يبد اي تعاون في هذه العملية فحسب بل عمل على تعطيلها.

وعن كيفية تعاطيه مع الاسرائيليين في تلك الحقبة، افاد العماد عون انه لم يتحدث مع اسرائيلي على الاطلاق، اذ ان التنسيق بين قوات الجيش اللبناني والقوات الاسرائيلية كان يتم عبر لجنة مشتركة برئاسة المبعوث الاميركي يومها فيليب حبيب.