محللون: مطاردة عناصر القاعدة في باكستان قد تستمر أبدا

TT

إسلام آباد ـ أ. ف. ب: يرى محللون ان مطاردة عناصر تنظيم القاعدة اللاجئين في المناطق القبلية في شمال غرب باكستان يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية على الرغم من الانتصارات التي يعلنها جيش اسلام اباد.

وتؤكد البيانات العسكرية ان الجيش الباكستاني دفع ثمنا باهظا في هجومين شنهما في وزيرستان على الحدود الافغانية في مارس (آذار) الماضي و يونيو (حزيران) الجاري اذ قتل 64 من الجنود الباكستانيين و118 من المتمردين.

وكان الجيش الباكستاني قد رأى قبل هاتين العمليتين ان 600 اجنبي مرتبطين بتنظيم القاعدة يختبئون في هذه المناطق الجبلية شبه المستقلة اي ان المئات منهم ما زالوا احرارا ويرفضون عرض الحكومة العفو عنهم مقابل استسلامهم.

والى جانب الصعوبات الميدانية، يواجه الجنود عداء قبائل البشتون التي تحمي عناصر القاعدة وحركة طالبان الاصولية التي ينتمي معظم عناصرها الى هذا العرق وطردت من السلطة خلال التدخل الاميركي في افغانستان في اواخر عام 2001.

ولم يقتنع المقاتلون البشتون بحجة الحكومة الباكستانية التي تقول ان وجود اصوليين في صفوفهم يشكل تهديدا لقبائلهم. بل يرون ان اسلام اباد تحارب اخوانهم في الدين بطلب من الاميركيين. ويبدو ان الباكستانيين ليسوا الوحيدين الذين يرون الامر كذلك. فقد قال رفعت حسين، من قسم الدراسات الاستراتيجية في «جامعة القائد الاعظم»: «العملية الاخيرة اثارت استياء كبيرا ليس بين السكان المحليين وحدهم بل في جميع انحاء باكستان».

وواجه الهجوم الذي بدأ الاسبوع الماضي بمساندة طائرات وطائرات هليكوبتر، مقاومة عنيفة. وقد انتهى الاحد بحصيلة عسكرية للضحايا تتحدث عن مقتل خمسين ناشطا اجنبيا في وادي شكاي قرب وانا عاصمة الولاية. وقال حسين: «المشكلة ليست قريبة من حل»، مضيفا ان استخدام القوة العسكرية «يمكن ان يثير غضب السكان».

وصرح المتحدث العسكري الباكستاني الجنرال شوكت سلطان بأن «مطاردة المشركين ستستمر حتى القضاء عليهم بشكل كامل». وقال محللون ان باكستان تواجه وضعا حساسا. فهي لا تستطيع غض النظر عن مجموعات محلية او اجنبية تستخدم اراضيها، لكن العمليات العسكرية تترجم بخسائر كبيرة في الارواح وبدمار وتثير شعورا بالنفور من قبل السكان وتضر بسمعة الجيش.

وتمتد المناطق القبلية، حيث فاز اخيرا تحالف من الاحزاب الاسلامية في الانتخابات الاخيرة، 1450 كيلومترا على طول الحدود الافغانية. وهي معروفة بتاريخ المقاومة التي خاضها المقاتلون البشتون في كل محاولات السيطرة على المنطقة. ورأى مراقبون عدة ان هذه المنطقة يمكن ان تشكل ملاذا لزعيم القاعدة اسامة بن لادن ومساعديه.