السعودية: تحرك لتفعيل دور التعاونيات الزراعية وإيجاد مظلة مشتركة لرعاية مصالحها

TT

بدأت جهات مختصة في السعودية تحركا يهدف لتفعيل دور التعاونيات الزراعية في البلاد لمواجهة المشاكل الإنتاجية والتسويقية التي تعاني منها العديد من الشركات الزراعية بعد فشل شركة التسويق الزراعي التي تم حلها أخيرا من قبل مجلس الوزراء. ويتمثل هذا التحرك في قيام اللجنة الزراعية في غرفة تجارة الرياض بعدد من الزيارات لبعض الجمعيات التعاونية القائمة حاليا للإطلاع على تجاربها في هذا المجال والتعرف على المشاكل التي تعترضها ومقترحاتها لإيجاد حلول لكافة هذه القضايا، بالإضافة إلى بحث موضوع إنشاء مظلة مشتركة لهذه الجمعيات تعمل على رعاية مصالحها وتمثيلها داخل السعودية وخارجها. وفي السياق ذاته تعاقدت غرفة الرياض مع فريق عمل يتكون من مجموعة من المختصين والأكاديميين في وزارة الزراعة وجامعة الملك سعود وشركات التسويق الزراعي لإجراء دراسة لبحث أسباب فشل وتعثر التعاونيات في السعودية وتحديد أوجه الخلل وسبل معالجتها.

ووفقا لمسؤول في الغرفة التي تقوم بتمويل هذه الدراسة ان التركيز سيكون على النظام التعاوني الحالي في البلاد بهدف تطويره للارتقاء بمستوى أداء الجمعيات التعاونية الزراعية وتعزيز وجودها كي تؤدي دورها المطلوب منها في خدمة القطاع الزراعي وتنمية الفكر التعاوني الذي يعمل على تنسيق الجهود وتبادل العون لتحقيق هدف معين.

وحسب المصدر، فان المحاور الرئيسية للدراسة تشتمل على تطوير النظام التعاوني في البلاد، واقتراح إنشاء مجلس للجمعيات التعاونية في السعودية، ووضع برامج تدريب التعاونيين، وبحث دور الجمعيات التعاونية في إنتاج وتسويق الحاصلات الزراعية في البلاد وآليات تحقيق ذلك مع عرض للتجارب العربية والدولية الناجحة.

وحددت المبررات الاقتصادية للدراسة في محاولة النهوض بالأساليب البدائية الإنتاجية والتسويقية التي لا تزال مستخدمة في القطاع الزراعي، وغياب الجهات التسويقية الزراعية خاصة بعد أن ثبت عدم جدوى إنشاء شركة التسويق الزراعي، ومحاولة الاستفادة من اقتصاديات السعة والحجم التي تعتبر دافعا لتلك الوحدات الاقتصادية للتكامل الأفقي مع بعضها بدلا من التنافس فيما بينها، وتحقيق منافع خاصة بالاحتكار الميداني، والحصول على مستويات أخرى من مستويات النظام السلعي كالوصول لأسواق أخرى لم يكن بمقدور المنتج العادي الوصول إليها، وتقديم خدمة غير موجودة كالخدمات التسويقية من فرز وتدريج وتعبئة أو على أقل تقدير تحسين مستوى الخدمة الموجودة، وتعزيز القدرة التساومية للمنتجين، وتقليل المخاطر.

وطبقا للمصدر، يتطلع أغلب المزارعين إلى العمل على خفض التكاليف الإنتاجية عن طريق الحصول على البذور والتقاوي المحسنة والمنتقاة والمعروفة بمقاومة الآفات بكافة أنواعها، بالإضافة إلى الأسمدة المناسبة والحصول على القروض الميسرة وسهولة استئجار المعدات الزراعية في الأوقات المناسبة، وبالتالي فإن الجمعيات التعاونية الزراعية تبرز كحل منتظر تسهم بالإضافة إلى هذه القضايا التي سبق ذكرها في العمل على تحسين الإنتاج الزراعي ومد الأعضاء بكل ما هو جديد وتوفير مستلزمات الإنتاج وخفض التكاليف التسويقية والعمل على تحقيق أسعار مجزية للمزارعين وتجنب المخاطر والمضاربات.