زفاف أكثر من 800 عريس وعروس في الشرقية

مهرجانات تسعى لتوفير المصروفات وميزانية العريس تضيع بين «الطقاقات» والعادات

TT

تبدو العشرات من قرى الأحساء، في المنطقة الشرقية هذا المساء كـكرنفال أفراح، حيث تبدأ في المناطق الريفية احتفالات بزفاف نحو 800 عريس وعروس في سبعة مهرجانات للزواج الجماعي تقام في سبع قرى في المحافظة، وسط مساحات هائلة من الخيام التي نصبت في الهواء الطلق وزينت بأعمدة الأنوار والكهرباء وفرشت بأيدي المتطوعين من أبناء القرى، حيث يتوقع أن ينهال آلاف المدعوين والضيوف لتناول العشاء المكون من الأرز واللحم والمرطبات التي يتم توزيعها بسخاء لتقاوم حرارة الطقس في بداية موسم الصيف.

ودأبت المنطقة الشرقية على تنظيم احتفالات الزواج الجماعي كملاذ امام مئات الشباب الذين ترهق كواهلهم الأعباء المالية التي يتكبدونها لتنظيم حفلات عرسهم في وقت يعاني فيه الشباب من شح الموارد المالية. وراجت فكرة الزواج الجماعي ضمن مؤسسات أهلية معظمها لا تملك إمكانات كبيرة وتعمل بواسطة جهد المتطوعين من السكان المحليين في نصب الخيام وتزيينها وتقديم المرطبات والطعام والضيافة للمدعوين.

وقبل أيام من حفلات العرس الجماعية شهدت المنطقة الشرقية حالة استنفار خاصة في مشتريات الشبان المتزوجين وعائلاتهم من المجوهرات والمفروشات والمكسرات والملابس والعطور، كما شهدت المنطقة انتعاشاً خلال هذا الموسم، في الوقت الذي اشتد فيه الاقبال على صالات الافراح وأماكن احتفالات النساء. وجرت العادة في المنطقة الشرقية، حتى وسط انتعاش حفلات الزواج الجماعي، قيام المتزوجين بتنظيم حفلات مستقلة للنساء وهو ما يكبد الميزانيات المتواضعة للشبان المقبلين على الزواج ويرهق كاهلهم. ويقول مسؤول في أحد مهرجانات الزواج الجماعي ان إدارته اتخذت خطوات ملموسة للبدء قريباً في تنظيم حفلات جماعية للنساء المتزوجات تتسم بقدر كبير من الاستقلال والخصوصية وتسعى لتوفير النفقات الباهظة.

ويتطلع المسؤولون على حفلات الزواج في المنطقة الشرقية الى ان تبادر وزارة الشؤون الاجتماعية لمساندتهم في الحصول على أراض وبناء صالات افراح تقام فيها حفلات العرس الجماعي التي تنظمها المؤسسات الخيرية، حيث يزيد عدد هذه المؤسسات في المنطقة الشرقية عن 35 مؤسسة.

وبالاضافة للمشكلات التي تواجه القائمين على حفلات الزواج الجماعي في تنظيم اعراسهم وسط الخيام، في أجواء الصيف الملتهبة، فإن مخاطر الحريق ما زالت ترمي بثقلها خاصة أن شح الصالات في هذه المناطق يفاقم الوضع وسط لجوء العائلات لتنظيم اعراسهم في خيام تشّيد في الطرقات العامة والأماكن المكشوفة.

ويدفع الشاب المتزوج في هذه المهرجانات مبلغاً من المال يتراوح بين 6 ـ 8 آلاف ريال، في المقابل ينظم المهرجان حفلة الزفاف وتقديم وليمة للأهالي وضيوف المنطقة، كما تقدم العصائر والحلويات والمكسرات. وعلى هامش مهرجانات الزواج تقام عروض فنية وفلكلورية، أمام منصة ضخمة تحمل المتزوجين وآباءهم، ومئات المدعوين.

ويشكو المتزوجون من استمرار المغالاة في مصاريف الزواج، إذ يدفع كل زوج مبلغا يصل الى ثمانية آلاف ريال للاشتراك في مهرجان جماعي للرجال يتضمن في الغالب تكاليف اربع موائد للطعام على مدى ثلاثة أيام لضيوفه، بالاضافة الى نفقات الحفل والزفة وهو مبلغ زهيد. لكن يتعين على الزوج ان يدفع أضعاف هذا المبلغ إذا رغب في تنظيم حفلة عرس خاصة به، حيث يتوجب عليه أيضا تنظيم احتفال آخر مستقلاً للنساء.

ويؤكد الكثيرون أن المبلغ الذي يدفعه الزوج لحفلة عروسه الخاصة لا يقل في المتوسط عن 15 الف ريال، بالاضافة لمصاريف العطور والطعام والحناء والطقاقات. فالفرقة الغنائية، وهي خليط من طقاقات الطبول اللواتي يكررن اغنيات الفيديو كليب، تتقاضي في المتوسط نحو 4000 ريال في الحفلة الواحدة، كما يتحمل الزوج مصاريف الكوافيرة التي تتقاضى في المتوسط 1000 ريال، وتشرف الكوافيرة على وضع المكياج للعروس، ونصف هذ ا المبلغ لعدد قليل من اقارب العروس. كما يتعين على العريس وعائلته وأهل زوجته إن تراخى عزمه، دفع 3000 ريال ثمناً لكوشة العرس التي تجلس فيها العروس، ومبلغ يتراوح بين 2000 ـ 5000 ريال ثمناً لفستان الزواج، ونحو 1500 ريال للحناية التي تضع الحناء لمدة ثلاثة ايام متتالية للعروس، هذا فضلاً عن ثلاث ولائم وطعام وحلويات ومكسرات وبخور وماء الورد لضيوف العروس والمهنئين.