مسؤولون: الحكومة السعودية لن تفاوض لتلبية مطالب الإرهابيين وفرق أمنية تتحرك في سرية لإحباط محاولة تصفية الأميركي المخط

مسؤول أميركي لـ"الشرق الأوسط": الجهات السعودية لم تطلب مساعدة من الحكومة الأميركية

TT

جدة: بدر المطوع

الرياض: منيف الصفوقي

قال مسؤولون سعوديون ان السلطات لا تنوي نهائياً فتح باب المفاوضات لتلبية مطالب خلية تنظيم "القاعدة" التي قامت يوم السبت الماضي في الرياض بخطف المهندس الاميركي بول مارشال جونسون. وعلمت "الشرق الاوسط" أن "فرقا امنية تعمل في صمت وبتحركات بالغة السرية" لإحباط محاولة تصفية الرهينة الاميركي قبل انقضاء ما سمي في بيان للقاعدة بـ "مهلة 72 ساعة" التي تنتهي مساء غد الجمعة.

واشار المسؤولون الى ان هناك استنفارا امنيا يغطي كافة انحاء البلاد. واكد مسؤول "اننا نرصدهم أكثر في مدن بعينها"، من دون ان يسمي تلك المدن، وان بدا من حديثه ان العاصمة وضواحيها هي الأكثر رصدا. واضاف قائلاً: "لا يمكنهم التنقل بين المدن نتيجة الكثافة الأمنية التي تطوق الرياض".

وكان الخاطفون قد نفذوا عملية الاختطاف بالتزامن مع قتلهم لمقيم اميركي آخر، يزعم البيان انه من إدارة هندسية لشركة اميركية متعاقدة لصيانة طائرات الأباتشي، وذلك بفارق زمني يقل عن ساعتين.

وكان بيان منسوب لـ "القاعدة" افاد مساء اول من امس ان عناصر ما يسمى "سرية الفلوجة" التابعة له والتي اختطفت مطلع الاسبوع الجاري المقيم الاميركي جونسون "سوف تتقرب الى الله بدمه" في حال عدم إطلاق سراح محتجزين، لم يحدد البيان عددهم، شديدي الخطورة ومتورطين في حوادث إرهابية شنيعة نفذت على شكل متتابع في عدد من المدن السعودية خلال الـ13 شهرا الماضية.

ولاقى البيان استنكارا واسعاً بين اوساط السعوديين، بعد إطلاعهم امس على نبأ البيان الأول من نوعه منذ اندلاع جرائم الإرهاب في 12 مايو (أيار) 2003 ، وكان عادل الجبير احد مستشاري ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز اعلن من واشنطن بعد ساعات محدودة من بث بيان تنظيم القاعدة أن السعودية لن تتفاوض ولن تلبي مطالب لأي جهة إرهابية.

وقال مسؤول سعودي رفيع المستوى لـ "الشرق الأوسط" أمس ان "ما قاله المستشار يكفي لتوضيح الموقف الرسمي لنا" كحكومة سعودية. واكد ان الحكومة السعودية لم ترضخ يوما لضغوط أية أعمال مشبوهة. وشدد على ان الاجهزة الرسمية لم تتلق أي قائمة بأسماء بعينها يريد تنظيم القاعدة إطلاق سراحها، لكنه اكد ان "كل من يعتقل في هذه القضايا فهو يشكل خطورة حقيقية على الاستقرار الأمني". وكشف أن "الأجهزة الامنية قدمت وستقدم للمحاكمة الشرعية أشخاصاً بالغي الخطورة"، ملمحا إلا ان السجون السعودية تضم محتجزين خطرين جدا لم يجر الكشف عن أسمائهم من قبل. وشدد على ان "كل من يثبت تورطه يقدم للمحاكمة وفق القضاء الشرعي الذي يحكمنا جميعا في هذه البلاد". ومن جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم سفارة الولايات المتحدة لدى الرياض روبرت كيث أنه ليس لديهم، حتى ليلة أمس، معلومات أو تفاصيل تتعلق بالرهينة الأميركي المخطوف من قبل جماعات متطرفة، مبينا في الوقت ذاته أن القضية تتسم بحساسية لا بد من الحيطة والحذر فيها، إذ لا يمكن الإفصاح عن أي معلومات ما لم تكن دقيقة ومحددة.

واوضح كيث أن حكومة بلاده تتابع الموقف عن كثب وتسعى من جهتها بكل الوسائل الممكنة لإنقاذ مواطنها مارشال جونسون من أيدي خاطفيه وإرجاعه الى منزله وعائلته، مؤكداً ان السلطات السعودية المتخصصة تسعى من جانبها للبحث عنهم وإنقاذه.

وشدد الدبلوماسي الأميركي على التقارب الكبير في التنسيق بين الحكومتين السعودية والأميركية في هذه القضية وفي كل القضايا، مشيرا إلى أن السلطات السعودية لم تطلب أي مساعدة في بحثها عن فك أسر جونسون بأسرع وقت.

وحول توقعه التوصل الى طريقة لردع الخاطفين، قال كيث: "من الصعب توقع ذلك أو التحدث عنه لكن الحكومة الاميركية، مثل الحكومة السعودية، لا تناقش البتة الخاطفين أو تسايرهم في تنفيذ تكتيكهم لتلبي بعض طلباتهم وأغراضهم".

وحول احتمال تنفيذ الخاطفين تهدديهم بقتل الرهينة الأميركي، قال كين ان لدينا اتصالات كثيفة وقريبة مع السلطات السعودية للنظر فيما تسفر عنه محاولاتهم المستمرة وجهودهم المبذولة لتحرير الرهينة.

كذلك، شدد خبراء ومخططون امنيون سعوديون، تحدثت اليهم "الشرق الأوسط"، على رفض منح اي فرصة لتلبية مطالب "مثل هذا الابتزاز المقيت". وقال اللواء المهندس المتقاعد حسين بن عبد الله الدامر، والذي يشغل حالياً عضوية مجلس الشورى: "ان موقفي من موقف حكومتنا. لا يمكن لأي مدرك التصديق بما جاء به البيان من زور وبهتان نسأل الله ان يرد كيدهم في نحرهم قبل تنفيذ ابتزازهم المقيت". واشار الى ان "دولة مثل السعودية لن تفكر في النظر في تلبية مطالب مثل هذه الأساليب الإرهابية الفاضحة". واضاف: "نثق كل الثقة في ما يبذله أبناؤنا وإخواننا من رجال الأمن المؤهلين بإيمانهم أولا ثم بولائهم لوطنهم وقيادتهم الرشيدة من ردع مثل هذه الفئات المجرمة".