9 من كل 10 عراقيين يعتبرون قوات التحالف محتلة و41% منهم يريدون رحيلها الآن و45% بعد الانتخابات

TT

واشنطن ـ أ.ب: يتميز الرئيس الأميركي جورج بوش بولعه بإبلاغ الأميركيين بأنهم حرروا العراق وبأن الأجيال العراقية المقبلة ستكون ممتنة لذلك. غير ان الأغلبية الساحقة من أبناء الجيل الحالي من العراقيين تعتبر القوات الأميركية محتلة. فقد اظهر استطلاع للرأي اجري لحساب سلطة التحالف المؤقتة في العراق أن أكثر من تسعة من بين كل عشرة عراقيين يعتبرون جنود التحالف «محتلين» وان غالبية كبرى من العراقيين ترى ان بلادهم ستصبح اكثر أمانا بانسحابهم.

وكشف الاستطلاع الذي حصلت وكالة «الأسوشيتيد برس» على نسخة من نتائجه، تراجعا كبيرا في نسبة مؤيدي المؤسسات التي شكلها الاميركيون بعد سقوط نظام صدام حسين.

وقال 11 في المائة فقط من العراقيين انهم يثقون بالتحالف. وكانت نسبة هؤلاء 47 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني)، حسب ما افاد هذا الاستطلاع الذي شمل 1097 شخصا وأجري بين 14 و23 مايو (ايار).

ولا يشعر بالثقة بقوات التحالف ومعظم جنودها من الاميركيين سوى 10 في المائة من العراقيين. ويعتبر 92 في المائة منهم جنود التحالف «محتلين» بينما يرى 3 في المائة فقط أنهم «قوات لحفظ السلام» و2 في المائة فقط انهم «محررون».

وقال 55 في المائة انهم سيشعرون بأنهم اكثر أمانا في حال انسحبت هذه القوات على الفور في حين يعتقد 32 في المائة العكس.

ولكن اذا كان 41 في المائة من العراقيين يودون رحيل القوات فورا فان 45 في المائة منهم يودون رحيلها بعد الانتخابات.

واعتبر ثلثا الاشخاص الذين سئلوا رأيهم (63 في المائة) ان تشكيل حكومة انتقالية في نهاية يونيو (حزيران) سيساهم في تحسين الوضع. لكن 15 في المائة اعتبروا ان الحكومة الانتقالية ستزيد الوضع سوءا.

ومع استمرار الهجمات، يشكل الوضع الأمني الاهتمام الاول لدى العراقيين الذين يرى 59 في المائة منهم انه يجب أن يكون له الأولوية على الاقتصاد (الذي يشكل أولوية لدى 16 في المائة) والبنى التحتية (15 في المائة).

وحول الشخصيات العراقية، سجلت شعبية الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر تحسنا، اذ بات 81 في المائة من العراقيين لديهم آراء افضل أو افضل بكثير فيه بالمقارنة مع ما كان عليه الحال قبل ثلاثة اشهر، بينما قال 64 في المائة ان الأعمال التي قام بها أنصاره جعلت العراق أكثر توحدا. لكن 2 في المائة منهم فقط يريدون أن يصبح رئيسا. وقد جاء في المرتبة الثانية بعد ابراهيم الجعفري زعيم حزب الدعوة الشيعي الذي يتمتع بتأييد شعبي كبير جدا واكثر من اي من الاعضاء الآخرين في مجلس الحكم الانتقالي.

من جهة اخرى، قال 71 في المائة من عينة الاستطلاع انهم فوجئوا بفضيحة تعذيب معتقلين عراقيين في سجن ابو غريب مقابل 22 في المائة لم يفاجأوا بالقضية.

وقال 54 في المائة ان كل الاميركيين مسؤولون مثل الجنود عن سوء المعاملة هذا، بينما يتوقع 61 في المائة ألا يعاقب احد على هذه الفضيحة.

وقد اجري الاستطلاع في ست مدن عراقية كبرى بينها بغداد والبصرة والموصل ويقدر هامش الخطأ فيه بأربع نقاط. وقد كانت نسبة الذين رفضوا الرد على الاسئلة مرتفعة جدا.

وكان آخر استطلاع مستقل للرأي أجرته مؤسسة غالوب كشف عن أن أكثر من نصف العراقيين يريدون رحيل القوات الأميركية والبريطانية من البلاد خلال الأشهر القليلة المقبلة.