الأمير نايف: «القاعدة» ليست وحدها المسؤولة عن العمليات الإرهابية لكنها تتبنى ما يرتكبه إرهابيون في كل الدول

وزير الداخلية السعودي أكد أن المملكة لا تحتاج إلى مساعدة لمحاربة الإرهاب لكنها تريد تعاونا في مجال المعلومات والاستخبارات من الدول الكبرى

TT

نفى الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، ان تكون بلاده بحاجة الى مساعدة في الداخل من اجل محاربة الارهاب. لكنه بالمقابل دعا الدول الخارجية الى التعاون مع السعودية في مجال تبادل المعلومات والاستخبارات، و«تحديدا من القوى الكبرى الموجودة في افغانستان والعراق». وأكد الأمير نايف ان بلاده «تنتظر في الوقت الحاضر هذه المعلومات».

وجاءت تصريحات الأمير نايف في اطار مقابلة نشرتها صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية في عددها ليوم امس، وتطرقت للاعمال الارهابية في السعودية ولدور القوى الامنية والتساؤلات التي اثيرت بعد عملية الخبر الاخيرة، كما تناولت الاتهامات التي توجه للسعودية في الاعلام الغربي وإلى المؤامرة التي كانت تدبر لاغتيال الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني. وفي هذه المقابلة التي أجريت في جدة، أكد الأمير نايف ان السعودية «ستستمر في اللجوء الى القوة، من اجل محاربة الارهاب»، مضيفا ان وزارة الداخلية «وضعت كل الوسائل التي في حوزتها» من اجل هذا الغرض. واعتبر ان ما يميّز المحنة الحالية التي تجتازها السعودية عن الازمات السابقة التي عرفتها في الماضي، هو ان «الاعمال التي ترتكب تتم باسم الاسلام وتستخدم للاسف شبانا سعوديين». ولذا، فان وزير الداخلية وجه دعوة للمثقفين السعوديين ليلعبوا دورهم «في توعية الشبان السعوديين الذين يرتكبون هذه الجرائم بتأثير الافكار الهدامة».

واعتبر وزير الداخلية السعودي انه من الخطأ تحميل النظام التربوي السعودي مسؤولية افراز الارهابيين الذين قدر عددهم بأنهم «ألف ـ ألفان على الاكثر» لانه اذا كان هذا النظام مسؤولا عن إفراز الارهابيين، «فان كل المواطنين الذين نشأوا في كنف هذا النظام سيكونون ارهابيين». وقال الأمير نايف: «هذه فكرة خاطئة يروّج لها بعض المثقفين وبعض الصحافيين».

ولدى سؤاله عن حقيقة الاشخاص الذين يقدمون انفسهم على انهم جناح «القاعدة» في السعودية، وعما اذا كانوا يتلقون اوامرهم مباشرة من أسامة بن لادن، اجاب الأمير نايف: «القاعدة ليست وحدها المسؤولة. ثمة اشخاص مستعدون لارتكاب أي شيء. وهؤلاء الارهابيون موجودون في كل بلدان الشرق الأوسط ودول اخرى مثل باكستان، والقاعدة تتبنى كل هذه العمليات (الارهابية) وتنسبها لنفسها بمساعدة بعض الوسائل الاعلامية».

وفي أي حال، اعتبر الأمير نايف لدى سؤاله عما اذا كانت السعودية تمتلك الوسائل الكافية لمواجهة التهديد الارهابي، ان وزارة الداخلية «تستخدم كل الوسائل المتاحة ونحن لسنا بحاجة للمساعدة داخل السعودية، نتمنى من الدول الخارجية ان تساعدنا، خارج المملكة ونريد ان نعمل معا، كما اننا بحاجة للمساعدة في ميدان الاستعلامات، خصوصا من قبل الدول القوية والموجودة في افغانسان والعراق».

واستطرد الأمير نايف: «حاليا، نحن ننتظر هذه المعلومات». واوضح وزير الداخلية السعودي قائلا: «يقال ان (أبو مصعب) الزرقاوي، وهو أحد قادة «القاعدة» موجود في العراق وللولايات المتحدة امكانية القاء القبض عليه، فلماذا اذاً لا تقوم بذلك».

وعاد الأمير نايف الى الظروف التي احاطت بهروب ثلاثة من مرتكبي عملية الخبر، فأكد ان الهدف الرئيسي كان إنقاذ حياة الرهائن وتحاشي وقوع ضحايا أبرياء. وقال وزير الداخلية «لو هاجمنا بقوة اكبر لكان وقع الكثير من القتلى من الجانبين. واطرح السؤال: ماذا تفضلون.. سقوط ضحايا بأعداد كبيرة أم امكانية القبض على مرتكبي (هذا الحادث) لاحقا؟ لقد اخترنا انقاذ حياة الناس. ولكن هذا لا يعني اننا لم نكن نريد توقيف الارهابيين، وأنا واثق من ان أجهزتنا ستلقي القبض عليهم».

ونوّه الأمير نايف بتعاون المواطنين السعوديين مع الاجهزة الأمنية، لكنه في الوقت نفسه تحدث عن وجود «اقلية ضئيلة» تدعم الارهابيين «وربما تساعدهم»، وهي الفئة التي وصفها الأمير نايف بأنها «أسوأ» من الارهابيين..

أما عن المؤامرة الليبية لاغتيال ولي العهد السعودي وعن وجود عقيد ليبي بين الاجهزة السعودية، فقد اعلن وزير الداخلية السعودي «كنا نعلم حقيقة هذه المسألة ولن نعلنها الا في الوقت المناسب، ولن نترك وسائل الاعلام تفرض علينا تاريخ هذا الاعلان».