كلينتون: سقوط ميلوشيفيتش كان واحدا من أيام رائعة كثيرة في حياتي

الرئيس السابق كشف في مقابلة عن تأييده لحرب العراق واعتبر معركته ضد التوبيخ بسبب علاقته بلوينسكي «ميدالية شرف»

TT

قال الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون إن علاقته السرية بمونيكا لوينسكي كانت «خطأ أخلاقيا مريعا»، لكنه اعتبر معركته ضد حكم التوبيخ الذي وجهه مجلس الشيوخ له «ميدالية شرف».

وفي مقابلة أجراها معه الإعلامي دان راذر معه ضمن برنامج «60 دقيقة» تبثها الأحد شبكة «سي بي اس» قال كلينتون إن انكشاف علاقته بلوينسكي جعله «يفقد الحظوة» لدى زوجته هيلاري التي قال عنها إنها كانت بحاجة إلى وقت لتقرر مصير زواجهما. واضاف ان انفضاح العلاقة هدد بنبذ ابنته هيلاري له.

لكن كلينتون قال إن مساعي الجمهوريين لاقالته كانت «إساءة لاستخدام السلطة». وأضاف «أنا لم أنسحب، وأنا لم أفكر قط بالاستقالة وبقيت صامدا ثم تمكنت من الدفاع عن نفسي. كانت كل المعركة ميدالية شرف.. أنا لا أراها كوصمة عار لأنها كانت غير شرعية».

وفي نبرة حزينة تحمل توبيخا للذات قال كلينتون عن العلاقة «أظن أنني قمت بشيء نتيجة لأسوأ سبب ممكن ـ وهذا يتمثل في كوني امتلك القدرة على القيام به. وأظن أن ذلك هو أكثر الأسباب التي لا يمكن الدفاع عنها أخلاقيا. هناك أسباب أكثر براعة، وهناك أسباب سيكولوجية أكثر تعقيدا لكن لا يمكن لأي منها أن تكون تبريرا مقبولا». وقال راذر في مقابلة معه أول من أمس إن كلينتون انتقد أيضا المدعي المستقل كينث ستار الذي حقق فيما إذا كان كلينتون قد شهد زورا حول علاقته الجنسية مع متدربة البيت الأبيض السابقة. ونسب راذر الى كلينتون قوله ان ستار «لم يكن أخلاقيا إذا لم يكن قد تجاوز حدود ما هو مشروع» وان المدعي المستقل السابق «هدد وأودع السجن أنصار كلينتون الذين رفضوا قول اكاذيب وتساهل مع آخرين ممن لم يكن ممكنا ملاحقتهم قضائيا».

وبسؤاله عما اذا بدا كلينتون، الذي هو على وشك نشر مذكراته، غاضبا حينما ناقش موضوع ستار، أجاب راذر «نعم، كثيرا». وقال راذر إن «هناك فارقا بين قراءة أي شخص للمقابلة ومشاهدتها بنفسه». كما بدا كلينتون «متضايقا» وهو يناقش علاقته بلوينسكي ورد فعل زوجته كما قال راذر لكنه «اجتاز المقابلة كما ينبغي. فهو لم يسقِط أي سؤال طُرح عليه. وأجاب على كل سؤال وكل ما يترتب عنه من أسئلة فرعية. أنا كنت أفضّل عدم طرح أي من هذه الأسئلة لكنه ألف عنها كتابا... هل كنت أنا نفسي متضايقا؟ الجواب نعم».

وحينما سئل عن كيفية تغلبه على الأزمة التي واجهت زواجه، قال كلينتون «كنا نخصص يوما مشتركا في كل أسبوع لحضور جلسات استشارية لمدة عام ربما أكثر بقليل». يذكر ان في كتابها الذي صدر السنة الماضية قالت هيلاري كلينتون انها بدأت تبكي بعدما اخبرها زوجها بالحقيقة.

ويرى كلينتون أن أعظم إنجاز حققه أثناء حكمه هو خلق 22 مليون وظيفة. وأضاف «أنا بقيت أحسب كم عدد الناس الذين أصبحت حياتهم أفضل» بفضل ذلك. كذلك ذكر كلينتون حرب البلقان عام 1999 والتي أسقطت سلوبودان ميلوشيفيتش وقال «في يوم انتهاء حرب كوسوفو صار عندي يقين بأن أيام ميلوشيفيتش معدودة. كان يوما رائعا. أن لدي أياما رائعة كثيرة».

كذلك غطت المقابلة الحرب في العراق لكن لم يبث أي جزء من هذا الجانب في المقتطفات التي بثت أول من أمس. وقال راذر إن كلينتون «يؤيد» الرئيس بوش فيما يخص العراق وهذا «ما سيفاجئ بعض الناس». كذلك اغتاظ كلينتون حينما أخبره راذر عن النقد الكبير الموجه له والقائل بأنه لم يقم بما فيه الكفاية لمحاربة الإرهاب وتذكر راذر «أنه في ما يخص الفرص التي توفرت لاعتقال أسامة بن لادن وتسليمه من قبل السودانيين قال كلينتون مباشرة : إن ذلك ليس سوى هذيان».

ووصف راذر كلينتون بأنه كان صريحا بشكل «جد متميز» في الكتاب والمقابلة معا. وقال راذر «بالنسبة لشخص يقوم باستبطان ذاته ويتأمل أفعاله وينتقد نفسه أمام الملأ فذلك أمر شديد التميز ونادر جدا».

وتأتي هذه المقابلة ضمن برنامج «60 دقيقة» مع بيل كلينتون لتعطي دفعة قوية لتوزيع كتابه البالغ ثمنه 35 دولارا. وستتم مقابلة كلينتون مرة أخرى الأسبوع المقبل من قبل أوبرا وينفري في برنامجيها «توداي» و«صباح الخير أميركا». ومن قبل كل محطات الراديو التي يمتلكها فاكوم صاحب محطة «سي بي أس».

*خدمة «واشنطن بوست» (خاص بـ«الشرق الأوسط»)