واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس عمليات الاعتقال وهدم المنازل في الضفة الغربية وقطاع غزة. وزاد عدد المعتقلين امس عن 10 من بينهم احد قادة الجهاد الاسلامي في شمال شرقي الضفة الغربية المطارد منذ اكثر من 3 سنوات.
واستمرت امس المواجهات مع جنود الاحتلال والفلسطينيين وانصارهم من نشطاء السلام الدوليين, الذين يحتجون على عمليات تمهيد بناء جدار الفصل في قرية اسكاكا القريبة من مدينة سلفيت شمال غرب الضفة الغربية. واصيب العديد من الفلسطينيين.
واقتحمت قوات الاحتلال في الساعات الاولى من فجر امس بلدة طوباس شمال غربي الضفة من جميع محاورها وسط إطلاق كثيف للنيران، وانتشرت آليات قوات الاحتلال في عدة مواقع من البلدة قبل أن تتمركز الجيبات العسكرية على مفترقات الطرق ومداخل الحارات، في ما قام جنود راجلون بدخول المدينة من جهتها الشرقية، وشنوا حملة تفتيش ومداهمة طالت عشرات المنازل. وحاصرت القوات الغازية منزلا في البلدة كان الشيخ سامي قاسم ضراغمة ،25 سنة، احد قادة الجهاد الاسلامي، يختبئ فيه. واعقلت ضراغمة بعد اقتحام المنزل.
والشيخ دراغمة مطلوب لسلطات الاحتلال منذ ثلاث سنوات واستشهد ثلاثة من اشقائه في مواجهات سابقة.
واعتقلت قوات الاحتلال أحمد فوزي السعدي ،17 عاماً، عضو الجهاد الاسلامي في مدينة جنين بعد محاصرة احد المنازل، واصابته. كما اعتقلت 11 فلسطينيا في منطقة الرام شمال القدس المحتلة التي ستباشر في بناء جدار الفصل فيها، مما يؤدي الى عزل حوالي 70 الف فلسطيني عن مصالحهم داخل المدينة المقدسة. وشملت حملات الاعتقال ايضا 3 فلسطينيين في مدينة طولكرم هم عماد أبو شريفة ومحمد فحماوي وعلاء سرحان، بعد أن اقتحمت فجرا منازل ذويهم وفتشتها تفتيشاً دقيقاً وعبثت بمحتوياتها. واعتقلت 3 في نابلس هم: سيد الشنطي (20 عاماً)، محمد عيران (22 عاماً)، والصبي وليد الشحروري ،16 عاماً، الذي أصيب بعيار ناري في الرأس. و3 آخرين من مدينة الدوحة غرب بيت لحم وهم موسى محمد حسن الزغاري ،21 عاماً، والشقيقان وجدي ،19عاماً، وموسى معتصم موسى الزغاري ،26عاماً.
وفي قرية الولجة قرب بيت لحم ايضا، اعتقلت قوات الاحتلال الليلة قبل الماضية امام مسجد القرية الشيخ احمد مصطفى الاطرش ،40 عاما، وشقيقه خالد ،44 عاما، وفلسطيني ثالث. وانذرت الادارة المدنية بتدمير مسجد القرية.
ودمرت قوات الاحتلال منزلين واحرقت آخر في قرية القرارة، شمال مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة. وقالت مصادر فلسطينية ان المنزلين دمرا في حارة ابو العجين في القرية بذريعة اقامة منطقة عازلة حول محور كيسوفيم الذي يسلكه المستوطنون الى اسرائيل. وامهل جنود الاحتلال سكان المنزلين فترة عشر دقائق للخروج منهما، وذلك بعد الاعتداء عليهم واعتقال صبيين. وابلغت قوات الاحتلال اصحاب الاراضي التي تقع في محيط المحور انها مصادرة بهدف توسيع المحور واحاطت المنطقة بشبكة للانذار المبكر.
وفي نفس المنطقة تسببت قنبلة انارة أطلقتها قوات الاحتلال فجر امس في احتراق منزل. وقالت المصادر ان قوات الاحتلال، أطلقت قنابل انارة في سماء المنطقة، وفتحت نيران أسلحتها الثقيلة، من مواقعها العسكرية المقامة عند مفترق المطاحن، وسط القطاع الامر الذي ادى الى احتراق المنزل.
الى ذلك زعم جيش الاحتلال ان الفتاتين مجد الكخن واسيل الهندي ،17عاما، اللتين اعتقلتا فجر اول امس خططتا لتنفيذ عملية تفجيرية داخل اسرائيل لصالح كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح. وفي مدينة جنين اعتقل عناصر وحدة المستعربين في جيش الاحتلال فتى فلسطينيا بعد اصابته. الى ذلك تجددت المواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين وانصارهم من اليساريين الاسرائيليين والمتضامنين الدوليين, وبين جنود الاحتلال في بلدة «اسكاكا» شرقي مدينة سلفيت احتجاجا على عودة جرافات الاحتلال الى تجريف اراضي القرية واقتلاع أشجار الزيتون، لاقامة جدار الفصل سيحيط بمستوطنات تكتل ارئيل. وقال أهالي البلدة إسكاكا، إن جرافات الاحتلال اقتلعت أكثر من 400 شجرة زيتون في المنطقة المعروفة باسم «خلة جهمة»، في واد عبد الرحمن، شمال شرقي البلدة، تعود ملكيتها لعائلات من سلفيت.
وقالت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) أن عدداً من الفلسطينيين أصيبوا بالإغماء، جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقته قوات الاحتلال صوب المشاركين في المسيرة.
وأكد شهود عيان، أن جنود الاحتلال احتجزوا عدداً من أنصار لجان التضامن الدولي المشاركين بالمسيرة، عقب المواجهات التي حدثت بين المواطنين والجنود.
وقال الشهود إن جنود الاحتلال أغلقوا طريق اسكاكا سلفيت «أسفل الجسر» وعرقلوا حركة المواطنين.
وكان رئيس بلدية سلفيت، الدكتور شاهر اشتية، قد اجتمع، اول من امس أمس، مع فعاليات المدينة واللجنة الشعبية لمواجهة الجدار، بحضور ممثلي القوى الوطنية والإسلامية، لمناقشة برنامج من الفعاليات الاحتجاجية المقترحة لمواجهة عمليات بناء الجدار.
إلى ذلك، عززت قوات الاحتلال من وجودها العسكري على مداخل قرى الزاوية دير بلوط، وبديا، ومسحة، حيث تقوم جرافات الاحتلال منذ أكثر من أسبوعين بعمليات تجريف للأراضي غرب قرى الزاوية، ورافات، ودير بلوط، تمهيداً لإقامة «جدار الفصل العنصري».