الرئيس اللبناني يمنح وساماً لأحد «قادة» معارضة التجديد لولايته

TT

فوجئ الامين العام لـ«المجلس الثقافي للبنان الجنوبي» حبيب صادق والحاضرين في حفل اقيم ليل اول من امس لمناسبة الذكرى الـ 40 لتأسيس المجلس، بوزير الثقافة غازي العريضي يقلد صادق وساماً باسم رئيس الجمهورية اميل لحود.

والمفاجأة لم تكن بالوسام في حد ذاته، بل في كون صادق واحداً ممن يقود حملة معارضة سعياً لمنع تجديد او تمديد ولاية الرئيس لحود. وهو شارك امس، بعد اقل من 24 ساعة على تلقيه الوسام في المؤتمر الصحافي الذي عقدته مجموعة «اعلان بيروت» التي تضم نواباً وشخصيات معارضة.

وقال صادق لـ«الشرق الاوسط» ان الوسام «مفاجأة لم أمر بمثلها في حياتي بالرغم من انها حياة حافلة». واضاف: «الامر تم بمسعى من الوزير العريضي، وهو صديق قديم قبل ان يكون وزيراً للاعلام ثم للثقافة. ومن الادب ان لا يكافأ على هذا المسعى بالرفض، اضافة الى ان ذلك يعني ان هناك قبولاً من رئيس الدولة. لذلك انا في ردي على الوسام طلبت منه نقل الشكر الى رئيس الدولة».

واكد صادق ان هذا الوسام لن يغيّر من مواقفه المعارضة. وقال: «لا صلة لهذه الجائزة بموقفي السياسي. انا اتحرك من موقع المعارضة الديمقراطية. والوسام مبادرة قام بها الوزير (العريضي) من دون ان يعلمني اطلاقاً»، مشيراً الى انه لم يخطر في باله على الاطلاق ان يكافأ على عمل هو ترجمة لقناعاته.

وكان العريضي رعى اول من امس احتفالاً اقامه «المجلس الثقافي للبنان الجنوبي» في بيروت في حضور رئيس «حركة التجدد الديمقراطي» المعارضة النائب نسيب لحود. والقى كلمة انهاها بالقول موجهاً كلامه الى صادق: «كنت على مدى هذه السنوات حبيباً للوطن صادقاً للوطن حبيباً للثقافة رافداً لها. ولانك كنت ولا تزال الحبيب الصادق كان لوزارة الثقافة ان تقوم بشيء من الواجب نحوك. ولذلك تركنا الامر مفاجأة لك ولزملائك، املاً في ان تتقبلها كما هي. فقد تقرر منحك وسام الارز الوطني من رتبة ضابط من قبل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، وانت في قمة المعارضة، لاننا نحرص على ان يبقى للديمقراطية هامشها الواسع في لبنان.. هكذا هو لبنان وباسم لبنان وباسم الرئيس العماد اميل لحود، اقدم لك وسام الارز الوطني من رتبة ضابط».

ثم القى صادق كلمة، شكر فيها رئيس الجمهورية والوزير العريضي. وقال: «نستهل المقال بالاعتراف جهرا بأن طيفاً من التردد قد ساورنا في شأن الاحتفاء بذكرى تأسيس المجلس عيداً لعمل مسؤول توالى فصولاً خصبة على مدى اربعين عاماً من دون انقطاع. ومنشأ هذا التردد يعود الى ان البيت اللبناني يترنح متساقطاً على ايقاع انفجارات الداخل وتحديات الخارج، وذاك المحيط العربي يتخبط تحت ثقل الافدحين: الاستبداد والتبعية في رمال العجز والتفسخ والهوان».

وكان صادق، اليساري الميول، فاز في اول انتخابات نيابية بعد الحرب عن منطقة الجنوب على لائحة تضمه الى رئيس مجلس النواب نبيه بري. لكنه تحول لاحقاً الى اشد المعارضين لبري ثم للسلطة القائمة وخرج من المجلس خلال انتخابات العام 1996.