الأمم المتحدة تطالب الناتو مجددا بتوسيع نطاق مهمته في أفغانستان

TT

طالبت منظمة الامم المتحدة حلف شمال الاطلسي (الناتو) مجددا امس، بتوسيع نطاق قوة حفظ السلام التابعة له في افغانستان لتعزيز الامن قبيل الانتخابات المزمع اجراؤها في سبتمبر (ايلول).

ووافق مجلس الحلف بالفعل على توسيع قوته في افغانستان وقوامها 6400 غير أن الدول اعضاء الحلف لا ترغب في ارسال مزيد من القوات، بالرغم من تكرار مطالبة الهيئة الدولية والحكومة الافغانية لها بذلك.

ومن المقرر أن تناقش هذه المسألة خلال قمة حلف شمال الاطلسي التي تعقد في اسطنبول يومي 28 و29 يونيو (حزيران) الحالي، ويحضرها الرئيس الافغاني حميد كرزاي. وقال مانويل دي الميدا اي سيلفا المتحدث باسم الامم المتحدة في كابل: «نأمل أن تتوصل الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي التي تشارك بقوات الى سبيل لنشر القوات المطلوبة هنا في افغانستان».

وفي بروكسل اعلن الامين العام للناتو جاب دي هوب شيفر مساء اول من امس ان الحلف «سيفي بتعهداته» في افغانستان بتوسيعه عمل القوة الدولية للمساعدة على الامن (ايساف) الى الاقاليم الشمالية قبل الانتخابات.

وقال ان الحلف «سيفي بتعهداته في ما يتعلق بتوسيع فرق اعادة الاعمار الاقليمية وفي ما يتعلق بدعم العملية الانتخابية». واضاف انه يتوقع ان يتمكن الحلف من ان يعلن في قمة اسطنبول انه «سيأخذ على عاتقه خمس فرق اقليمية في شمال البلاد وانه سيقوم بكل ما هو ضروري من اجل عمل هذه الفرق».

وكان الحلف قد اقر في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي مبدأ توسيع عمل ايساف التي يقودها منذ اغسطس (اب) 2003 الى ابعد من العاصمة كابل. ورفض شيفر ان يحدد بدقة الاماكن التي ستنتشر فيها الفرق الاقليمية ومن سيتولى قيادتها. وتحدث فقط عن الفرقة التي ستنتشر في مزار الشريف، في شمال البلاد، بقيادة بريطانيا في اطار عملية «الحرية الثابتة» التي ينفذها الحلف. وأضاف ان الحلف «يعد مرحلة ثانية لتوسيع عمل ايساف في غرب افغانستان هذه المرة». وردا على سؤال حول بطء عمليات الانتشار هذه، اقر شيفر بأنه «كان بوسع الحلف ان يتحرك بشكل اسرع».

وشهدت افغانستان ارتفاعا في وتيرة الهجمات في الاشهر القليلة الماضية من قبل المتشددين الاسلاميين الذين توعدوا بعرقلة الانتخابات، وهو الامر الذي أثار الشكوك في ما ان كانت ستجرى في الموعد المقرر لها. وكانت الانتخابات قد تأجلت من يونيو الحالي الى سبتمبر بسبب مخاوف أمنية واخرى تتعلق بالامداد والاعداد.

ويقود حلف شمال الاطلسي قوة حفظ سلام قوامها نحو ستة الاف في العاصمة الافغانية وفريقا مدنيا عسكريا صغيرا في بلدة قندوز بشمال البلاد. وقال اللفتنانت كولونيل ريك هيليير، قائد قوة الحلف في افغانستان، اول من امس ان الحلف سيوسع قوته لتمتد الى اقليمي بلخ وفارياب في شمال البلاد قبيل الانتخابات.

وبالرغم من نداءات منظمة الامم المتحدة والحكومة قال هيليير، ان الحلف لا يعتزم في هذه المرحلة نشر قوات في المناطق الجنوبية والشرقية التي شهدت اكبر نشاط للمتشددين وحيث قتل المئات خلال أعمال عنف قام بها الأصوليون العام الحالي.

من جهة اخرى طالب وزير اعادة الاعمار الافغاني امين فارهانغ بزيادة كبيرة في قوات ايساف لتصل الى عشرة الاف رجل، وذلك في مقابلة مع صحيفة «نيو اوسنابروكر زيتونغ» الالمانية. وقال ان قوات اضافية «امر ضروري على المدى القصير كي نتمكن من اجراء الانتخابات». ويذكر ان قوات ايساف تضم حاليا 6500 جندي. واضاف: «اذا كان بوسع الالمان خصوصا تعزيز قوتهم في اطار الناتو فسنكون مرتاحين جدا، مع العلم بان القوة الالمانية الحالية كبيرة».