أميركا تصدر تحذيرا جديدا من السفر إلى إندونيسيا ومحققون من جاكارتا في السويد لاستجواب زعماء آتشيه الانفصاليين

TT

بينما اصدرت واشنطن تحذيرا جديدا لرعاياها من السفر الى إندونيسيا، اعلن مصدر في الشرطة السويدية امس، ان ثلاثة محققين اندونيسيين يزورون الآن السويد حيث يطلبون السماح باستجواب ثلاثة من قادة «حركة اتشيه الحرة» الانفصالية يقيمون في المنفى واعتقلتهم السلطات السويدية يوم الثلاثاء الماضي. وقال متحدث باسم الشرطة ان استجواب قادة الانفصاليين «مسألة في غاية الاهمية من اجل دعم ملف الاتهامات ضد المتمردين المعتقلين في اندونيسيا». والقادة الثلاثة هم زعيم الحركة حسن دي تيرو ورئيس الوزراء مالك محمود ووزير الخارجية زيني عبد الله وفقا للسلطات الاندونيسية. وقد اشادت اندونيسيا باعتقالهم لكن احد قادة الحركة في اتشيه، واسمه اسحق داود، قال ان اعتقالهم «لن يمنع مواصلة النضال من اجل استقلال الاقليم» الواقع في شمال غرب اندونيسيا.

واوقع النزاع منذ عام 1976 بين 10 و12 الف قتيل، خصوصا بين عامي 1989 و،1998 خلال هجمات شنها الجيش الاندونيسي الذي اتهمته منظمات للدفاع عن حقوق الانسان بارتكاب تجاوزات. ويذكر ان جاكارتا مارست ضغوطا لاعتقال قادة الحركة في السويد منذ العام الماضي. وقد توجه قضاة من السويد الى اتشيه في مارس (اذار) الماضي للتأكد مما اذا كان قادة الانفصال يوجهون عمليات عنف في الاقليم انطلاقا من الاراضي السويدية.

من جهة اخرى اصدرت الولايات المتحدة تحذيرا جديدا من السفر الى اندونيسيا، اكبر الدول الاسلامية سكانا، قائلة: «تتلقى حكومة الولايات المتحدة بشكل مستمر معلومات تفيد بان الجماعة الاسلامية المرتبطة بالقاعدة او جماعات ارهابية مماثلة ربما تستغل الانتخابات الرئاسية المقبلة لتشن هجمات جديدة ضد مصالح اميركية وغربية اخرى في اندونيسيا». ويتضمن التحذير الجديد، الذي وزع على الاميركيين في اندونيسيا امس، التوصية السابقة التي تحث الاميركيين على تجنب السفر بدون ضرورة قصوى الى اندونيسيا.

واضاف البيان: «ربما يستهدف الارهابيون اهدافا اكثر سهولة، مثل الفنادق والاندية والمدارس بعد تشديد الاجراءات الامنية حول المنشآت الاميركية». وحث التحذير الاميركيين في اندونيسيا على عدم الظهور في الاماكن العامة وتغيير روتين حياتهم وتجنب الاماكن المزدحمة والمظاهرات ومتابعة الاحداث الجارية في البلاد.

وحملت الجماعة الاسلامية مسؤولية تفجيرات بالي التي قتل خلالها 202 غالبيتهم من السياح الاجانب في اكتوبر (تشرين الاول) ،2002 اضافة الى اعمال عنف اخرى في شتى مناطق جنوب شرق اسيا. ويأت التحذير الاميركي مباشرة بعد بيانات من الشرطة وجهات اخرى قالت ان الجماعة الاسلامية غيرت اساليبها وخططها وبدأت في شن هجمات على افراد وليس على اهداف مثل النادي الليلي في بالي كما كان في السابق.

وقال سويتنو لاندونغ، رئيس قسم التحقيقات الجنائية في الشرطة الاندونيسية، اول من امس: «ثمة تغيير في الاهداف من استخدام التفجيرات الى تهديدات ضد الافراد وخاصة الدبلوماسيين وضباط الشرطة في ادارات مختلفة».

وتجري الانتخابات الرئاسية الاندونيسية في الخامس من يوليو (تموز) المقبل، وستكون هناك جولة ثانية للاعادة في سبتمبر (ايلول) ان لم يحصل اي من المرشحين على اغلبية الاصوات المطلوبة. ويتوقع ان يؤدي التحذير الجديد، الذي اصدرته الخارجية الاميركية، الى تثبيط عزم الاستثمارات الاجنبية التي يحتاجها الاقتصاد الاندونيسي بشدة.