الدكتور حمدان: الليبرالية المعتدلة قادرة على خلق التوازن في مجتمعنا

TT

أبدى الكاتب السعودي الدكتور عاصم حمدان، وهو أحد المشاركين في الحوار الوطني، استغرابه من الخطوة التي أقدمت عليها بعض أجهزة الإعلام المحلية حينما حذفت المقطع الأخير من كلمته التي ألقاها أمام ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، والتي لاقت استحسانا من الجميع.

وأوضح الدكتور حمدان أن الفقرات المحذوفة لم تخرج عن المألوف ولم تتجاوز الأطر الوطنية الثابتة، إذ تحدث عن بعض المفاهيم الشرعية التي اختطفت من سياقها الشرعي الصحيح وسخرت لصالح الفكر المتشدد والغريب عن الإسلام واعتداله وسماحته، ومنها هجر المخالف أو المبتدع وما يترتب على ذلك من نشر لثقافة سوء الظن بالأخ المسلم والجار والقريب والذين يستظلون جميعا براية الوطن الذي قام بناؤه على التوحيد.

وأشار الى مطالبته بأن يكون لجميع التيارات والأطياف الفكرية في المجتمع الحق في التعبير عن نفسها في ظل الثوابت الدينية والوطنية، ولهذا طالب مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بعقد لقاء حول المناهج التعليمية وذلك كما يقول «بغرض جعلها ملائمة لما يعيشه العصر من تطور علمي وتقني ولتتسع للأطياف الفكرية جميعها من دون مساس بالثوابت الدينية ويشمل ذلك اللبرالية المعتدلة ما دمنا جميعا مسلمين وكتابنا القرآن الكريم».

وأضاف الكاتب «أن التيار الليبرالي المعتدل لا بد أن يكون له دور ومنبر في المجتمع لأنه يصب في مصلحة الوطن ويصب كذلك في حفظ التوازن في المجتمع حتى لا يطغى جانب على جانب ما دمنا نؤمن بالله ورسوله والليبراليون يؤمنون بالله تعالى ورسوله وإن كانت لديهم آراء مختلفة عنا». من جهة أخرى ذكر الدكتور عاصم أن طلبة الدكتور محمد العريفي اتصلوا به وأخذوا يلومونه عن موقفه منه، وتبرير ما ذهب إليه من تحفظ تجاه المرأة لأجل صيانتها وحفظها. وزاد «أستغرب من هذا التفكير، إذ أجبتهم بأن إعطاء المرأة حقوقها لا يتعارض مع صونها وحفظها، بل على العكس إننا إذا تذرعنا بمنع المرأة من حقوقها بعملية الصون والحفظ فإننا نخطئ في حقها كثيرا». من جهتها، علقت الدكتورة وفيقة عبد المحسن الدخيل، وهي إحدى الباحثات المشاركات في الحوار الوطني، على بعض وسائل الإعلام التي لم تقم بدور إيجابي يتطلبه موقف الحوار الوطني قائلة «ان بعض الصحف للأسف أرادت فقط الإثارة من دون البحث عن المصداقية التي تتطلبها وظيفتها وخاصة تجاه الحوار الوطني الذي يعد مشروعا وطنيا يصب في المجتمع ككل».

وأشارت إلى أنها فوجئت بأن الكثيرين من شرائح المجتمع المختلفة تابعوا الحوار الوطني من خلال ما تنقله وسائل الإعلام، لكنها وجدت أنهم يعانون من التشويش الذي تركته بعض الصحف في أذهانهم من التباس الحقيقة بالكذب، لذلك كثيرا ما واجهت أسئلتهم بعد عودتها للرياض في محاولة لمعرفة حقيقة ما كان قد نشر في بعض الصحف وقد أشادت بصحيفة «الشرق الأوسط» التي كانت الوحيدة من دون الصحف في نقل المصداقية الواقعية التي كان الحوار الوطني يشهدها.